فى منزل قديم من الطوب اللبن، يكاد يسقط فى أى وقت بسبب تآكل الجدران من الرطوبة ومياه الأمطار، فضلاً عن الثعابين التى تسكن به، تعيش أسرة عم "محمد" 62 سنة عامل بالمعاش، ولديه 5 أبناء، يعانى 2 منهم من دمور بالمخ ويحتاجان أدوية شهرية تتكلف 2000 جنيه يعجز الأب عن توفيرها لقلة حيلته، ذهبنا إلى منزله بقرية نشوة مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية لرصد مأساة الأسرة.
أسرة عم "محمد" تعيش فى منزل مهدد بالانهيار وتسكنه الحشرات
للوهلة الأولى أثناء دخولك المنزل تشعر أنك فى مكان مهجور يكاد تسقط عليك جدرانه فى أى لحظة، فضلا عن أصوات الحشرات التى تسكنه، لكن عم "محمد" لم يجد غير هذا المكان ليسكنه وأبناؤه ويحميه من حرارة الصيف وبرودة الشتاء.
يقول عم محمد رمزى بركان"، 62 سنة عامل بالمعاش، الشركة طلعتنى عجز طبى منذ 14 سنة وأتقاضى معاشا شهريا 1000 جنيه، يتم خصم 600 جنيه منها قرضا للبنك، ويتبقى 300 جنيه أعيش بها طول الشهر.
وأضاف عم "محمد"، رزقنى الله بخمسة أبناء، زوجت 3 منهم، ولدى "وائل" ابنى الأكبر 32 سنة وشقيقته "شيماء" 21 سنة التى ولدت بعيب خلقى وتعانى دمورا بخلايا المخ، ومنذ ولادتها خضعت لعدة عمليات وتم استئصال كيس مياه بالدم من على المبيض، ما تسبب فى عيب خلقى بالظهر، وتحتاج علاجاً شهريا بـ2000 جنيه، وعجزت منذ عامين عن شرائه لعدم قدرتى على توفير ثمنه.
من جهتها قالت "سهير عطية" 56 سنة زوجة عم "محمد"، إنها زوجت بناتها بعد اقتراض زوجها من البنك، وتحاول تسدد ثمن الأجهزة التى اشترتها فضلا عن أقساط البنك حتى أصبحت الديون تحاصر الأسرة من كل اتجاه، وسط المطالبة بالدفع أو الحبس.
بعض الأطفال يستغلون إعاقة الأبناء ويتعدون عليهم بالضرب
وأثناء تواجدنا بالمنزل، كان الشقيقان "وائل" و"شيماء" يرددان أصواتا غير مفهومة، ولا يستطيعان التحدث أو إطعام نفسيهما.
تقول الأم، إنها تتولى إطعامهما مثل الأطفال، حيث لا يستطيع أى منهما إمساك الملعقة فى يده، وحال خروجهما أمام المنزل يستغل الأطفال إعاقتهما ويقومون بضربهما ضربا مبرحا ولا يستطيعان الإفصاح عمن قام بضربهما.
وأضاف عم "محمد"، أنه لا ينام من شدة خوفه على مستقل ابنيه، فى ظل مجتمع لا يرحم المعاقين، مؤكدا أن الشئون الاجتماعية تمنحه مساعدة شهرية 300 جنيه لنجليه، لم تكف لشراء ربع الدواء الشهرى لهما، فضلا عن عدم قدرته على توفير سرير لهما فيضطران للنوم أرضا أثناء حرارة الصيف وبرودة الشتاء.
الثعابين تسكن منزل عم "محمد" وعناية الله تحفظ نجليه
منزل العم "محمد" عبارة عن غرفتين، واحدة للجلوس وهى نفسها غرفة النوم، وأخرى للمطبخ تحتوى على الأدوات المنزلية، التى يغيب عنها الغسالة والثلاجة والتليفزيون، فضلا عن سقوط جزء كبير من جدران غرفة الطهى واختباء الثعابين خلف الجدران.
أسرة عم "محمد" تناشد المسئولين توفير حياة كريمة
وناشدت أسرة عم "محمد" المسئولين بمحافظة الشرقية ضرورة توفير فرصة عمل أو إقامة كشك أو شراء توك توك يعمل عليه لكى يستطيع توفير ثمن الدواء والطعام لأسرته، فضلا عن تسديد الديون التى اقترضها لزواج أبنائه.