يأتى يوم التراث العالمى هذا العام فى ظروف استثنائية يواجهها العالم أجمع، حيث أغلقت متاحف العالم والمواقع الأثرية أبوابها أمام الزائرين، للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، وتم اعتماد هذا اليوم بشكل رسمى، بسبب انتشار وباء فيروس كورونا المستجد.
ويوافق يوم التراث العالمى 18 إبريل من كل عام، والذي خصصه المجلس الدولي للمباني والمواقع التراثية "الإيكوموس" يوما للاحتفال بالتراث في عام 1982، ووافقت عليه الجمعية العامة لليونسكو عام 1983، ويهدف يوم التراث العالمي إلى حماية التراث الإنساني من الاندثار، وتعزيز الوعي العام بأهمية التراث الثقافي للبشرية، ومضاعفة الجهود اللازمة لحماية التراث والحفاظ عليه.
ولجأت الحكومات حول العالم للاحتفال بهذا اليوم من خلال فعاليات "أون لاين"، بدلا من فتح المتاحف والمواقع مجانا أمام الزائرين، والاحتفالات التى كانت تجوب الشوارع والمناطق الأثرية، ورغم تلك الظروف الاستثنائية التى يمر بها العالم نتيجة الإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، إلا أن مصر قررت أن تقدم للعالم احتفالا مميزا بيوم التراث العالمى كما تعودت منذ سنوات، وفى ظل هذا النفق المظلم الذى تعيشه الدول ستمنح المحروسة للعالم هدية جديدة فى هذا اليوم المميز.
ولم تمنع تلك الظروف الاستثنائية مصر من أن تلتزم بعادتها كل عام بالإعلان عن كشف أثرى جديد فى يوم التراث العالمى، والذى ستعلن عنه وزارة السياحة والآثار "أون لاين" عبر موقعها الرسمى وصفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعى، فى منطقة سقارة الأثرية بالجيزة.
والكشف الأثرى عثرت عليه بعثة الحفائر المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فى سقارة مؤكدة أن الكشف عبارة عن مجموعة من التوابيت الملونة التى تزينها النقوش ويوجد داخلها مومياء لسيدة وبعض اللقى الأثرية الأخرى.
وتابع الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار على مدار الأيام الماضية التحضيرات للاعلان عن الكشف الأثرى الجديد، حيث قام بزيارة إلى منطقة آثار سقارة، تفقد الوزير أعمال الحفائر الأثرية بالمنطقة والتأكد من تطبيق الإجراءات الاحترازية لحماية العاملين بالموقع، وتوفير أقصى درجات الحماية لهم والالتزام الدقيق بالإجراءات الاحترازية، وعلى وجه الخصوص ارتداء الكمامات والقفازات وتجنب التجمعات المزدحمة، وذلك حرصاً على سلامة كافة العاملين بالمنطقة، اتساقاً مع جهود الدولة الوقائية لمكافحة انتشار الفيروس.
واعتمدت مصر تلك العادة منذ ثلاثة أعوام حيث حرصت على تقديم كشف أثرى جديد كل عام للعالم فى هذا اليوم، وفى العام الماضى كانت الأقصر هى موقع الحدث حيث أعلنت عن اكتشاف مقبرة ضخمة في البر الغربي بالأقصر بحضور عدد من السفراء الأجانب.
وقالت وزارة الآثار إن المقبرة المكتشفة هي أكبر مقبرة "صف" بالبر الغربي إذ تشمل 18 مدخلا وتبلغ مساحتها 450 مترا مربعا، ومن المرجح أنها تعود إلى عصر الأسرة 17 في مصر القديمة وأعيد استخدامها في بداية الأسرة 18 حتى عصر الملكة حتشبسوت.
وأضافت أن المقبرة تتميز بوجود مجموعة من المناظر الملونة والواضحة على أعمدة مداخلها وتحمل نصوصا سُجل فيها اسم صاحب المقبرة وألقابه حيث حمل العديد من الألقاب منها "الأمير الوراثي" و"العمدة" و"رئيس الخدم" و"حامل ختم ملك مصر السفلى" و"حامل ختم ملك مصر العليا" بالإضافة إلى مناظر أخرى لصيد الأسماك والطيور.
كما أزاحت مصر الستار، عن تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني بعد ترميمه ووضعه من جديد أمام معبد الأقصر، يبلغ ارتفاع التمثال نحو 12 مترا ووزنه حوالي 60 طنا، وهو مصنوع من الجرانيت الوردي ويصور الملك واقفا. ويعد هذا ثالث تمثال للملك رمسيس الثاني ترممه وزارة الآثار المصرية بالأقصر.
حيث تم إعادة تماثيل الملك رمسيس الثلاثة إلي واجهة المعبد بأيادي مصرية، وذلك في يوم التراث العالمي 18 أبريل أعوام 2017 و2018 و2019، من خلال رجال البعثة الأثرية المصرية بقيادة الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار.