- المتحدث الرسمى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية: القضاء لن يجبر الكنيسة على الاعتراف بالزواج المدنى.. ولم نصدر أى بيانات"رسمية عن جزيرتى «تيران وصنافير"
- القس "بولس حليم": "الرئاسة" أبلغتنا باللقاء بين البابا وملك السعودية قبيل زيارته بأيام وسبقتها زيارة أول أسقف من الكنيسة للأقباط بالسعودية.. أبومازن طلب من البابا عدة مرات السماح للأقباط بزيارة القدس
- المتحدث الرسمى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية: أموال الكنيسة مصدرها تبرعات الأقباط.. ونرفض الخضوع لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات لأنها ليست أموال دولة.. وموقف الدولة من تسجيل الزى الكهنوتى علية علامة استفهام
ملفات كثيرة ملحة تتعلق بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وصعاب عدة تواجهها خاصة فى ظل المتغيرات السياسية والثقافية التى تمر بها مصر مما يصعب من مهامها، بدءا بملف الأحوال الشخصية، وأزمة دير الريان وحج الأقباط للقدس، والعلاقة بين السعودية والكنيسة، التى دخلت مرحلة جديدة بعد لقاء البابا تواضروس مع ملك السعودية.
أكد القس بولس حليم، أول متحدث رسمى للكنيسة الأرثوذكسية، فى حوار خاص لـ"انفراد"، أن الكنيسة تلقت طلبات كثيرة من الرئيس محمود عباس أبو مازن للسماح للأقباط بزيارة القدس، وهو ما لم تستجب له الكنيسة حتى الآن، متمسكةً بقرار 1980 الخاص بمنع زيارة القدس إلا مع الأخوة المسلمين.
وأوضح القس بولس أن لقاءات البابا مع ملك السعودية وملك البحرين تركت أثرا إيجابيا لدى جموع الأقباط، كما أنه يستعد للزيارة الأولى للكويت بناء على دعوة الشيخ صباح الأحمد.
وعن مصادر أموال الكنيسة أكد أن التبرعات هى المصدر الوحيد وهناك إجراءات رقابية مشددة على أموال الكنيسة، وقال أنه يرفض الخضوع لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات لأنها ليست أموال دولة، موضحا أنه لم تطلب أى جهة حكومية هذا من قبل.
وأشار القس بولس إلى أنه يتم دراسة تغيير اسم المجلس الملى ومهامه وستجرى انتخاباته قريبا، وفيما يخص قانون الأحوال الشخصية سيسلم لوزير العدالة الانتقالية وسيعرض على البرلمان لمناقشته فى الفصل التشريعى الثانى،كما يعرض قانون دور العبادة خلال الدورة الحالية، إلى نص الحوار..
*البعض اتهم البابا تواضروس بأنه أتى بالمقربين معه لتوزيعهم على المناصب المختلفة داخل الكنيسة.. كيف وقع عليك الاختيار كمتحدث.. وما المعايير التى تم على أساسها هذا الاختيار؟
**هذا كلام غير صحيح فأنا لم تكن لى علاقة بالبابا تواضروس قبل تعيينى متحدثا رسميا، وقبل رسامته بطريركا كان مقررا للجنة الطفولة، وبداية تعارفنا كانت عندما قام الأنبا رافائيل بسيامتى قسا على كنيسة مارجرجس القللى، ومازلت حتى الآن، وأحرص على إقامة القداسات بها، ثم خدمت فى أسقفية الشباب وفى هذه الفترة رشحنى قداسة البابا شنودة متحدثا إعلاميا لبيت العيلة، وعاصرت فترة ثورة يناير وكانت فترة عصيبة جدا، وكان البابا شنودة مهتم بوضع رؤية لتفاعل الكنيسة مع المجتمع اما عن اختيارى كمتحدث رسمى كعادة البابا تواضروس قبل الاختيار يتلقى ترشيحات بالاسماء ويصلى، ثم عرض البابا على هذا المنصب وفى 20 سبتمبر 2013، تم تعيينى كأول متحدث رسمى للكنيسة، ولم تكن هناك أسس أو معايير واضحة لهذا المنصب، لأنه جديد على الكنيسة، لكن يجب أن يكون المتحدث مخلص للكنيسة وعلى قدر كبير من الثقافة ومنفتح على مختلف الثقافات حوله، وقد داعبنى قداسته مرة قائلا "ظللت أصلى عاما من أجل اختيار المتحدث الرسمى باسم الكنيسة".
*فلماذا إذا قررت الكنيسة استحداث هذا المنصب فى عهد البابا تواضروس ولم يكن موجودا فى عهد البابا شنودة؟
** البابا شنودة فكر كثيرا فى احتياج الكنيسة لمتحدث رسمى لها للرد على الصحافة والإعلاميين، وتوضيح مواقف الكنيسة من القضايا المختلفة، لكنه كان متخوفا من حساسية المنصب، وانزعج كثيرا من كثرة اللغط حول المعلومات الكنسية، وعندما تنيح وجد البابا تواضروس أن الكنيسة متشعبة جدا فلدينا أقباط فى 100 دولة 400 كنيسة حول العالم فى 65 دولة و400 قس فى المهجر فقط وحوالى ١٢٥ أسقفا، بالإضافة لانتشار السوشيال ميديا واتساع رقعة القنوات الفضائية لأكثر من 550 قناة، وسرعة انتشار الشائعات فوجد البابا ضرورة لوجود كيان مؤسسى لربط أبناء الكنيسة من جهة وإدارة كل هذه الكنائس إعلاميا، من خلال مركز إعلامى للكنيسة ومتحدث رسمى لها وأيضا من الأسباب التى دفعت البابا لاستحداث هذا المنصب أنه لمس فوضى فى مصادر المعلومات فى الكنيسة ولغط كثير فى أمور حساسة وقضايا مهمة لابد أن تكون المعلومات فيها دقيقة.
* حدثنا عن نشأة أول مركز إعلامى للكنيسة وأهدافه؟
**المركز تم إنشاؤه فى 18نوفمبر 2013، ولم تكن لدى الكنيسة أى خبرات سابقة فى المجال الإعلامى، وأخذ وقتا كبيرا وجهدا ضخما لتأسيسه بالاستعانة بمكتب استشارى أمريكى لوضع النظام الإدارى للمركز وتدريب العاملين مما اهلنا للحصول على شهادة الايزو 9001 فى مارس الماضى، ونعتبر أول مؤسسة قبطية تحصل على هذه الشهادة فى الشرق الأوسط.
والآن صرنا وكالة إعلامية فلدينا 55 مركزا فرعيا يتبع المركز الرئيسى، ويعمل لدينا 50 خادما متطوعا، بالإضافة إلى مراسل ومنسق إعلامى بكل إيبارشية سواء بالمحافظات أو دول العالم المختلفة، وهو حلقة وصل بين الكنيسة والأقباط بكل إيبارشية، بالإضافة للتفاعل الكبير من أقباط المهجر معنا فكثير منهم يرسلون لنا أخبار كنائسهم، والبابا حريص على أن يلتقى مع منسقى الإيبارشيات كل عام والمؤتمر القادم فى 16 مايو، وأنشطة المركز لا تقتصر على العمل الإعلامى وتغطية أنشطة الكنائس فى كل العالم، لكن هدفها الأساسى خلق تيار مستنير لدى الأقباط وبناء الوعى لديهم، لأن هناك العديد من محاولات هدم الفكر وتجريفه بسبب انتشار المفاهيم المغلوطة فى المجتمع المصرى، كما أننا نوضح ماهية الكنيسة القبطية فكثير من إخواتنا فى المجتمع لا يعرفون معلومات عن الكنسية، كما نحرص على عقد ما يسمى بـ"مؤتمرات بناء الوعى" بمشاركة أكثر من 2000 شخص العام الماضى، وأنتجنا سلسة أفلام عن القيم الإنسانية وكذلك البابا وحكايات الاطفال وقد قامت بعض القنوات غير المسيحية باذاعتها مثل الـ cbc وقنوات النهار.
*هل يحرص البابا على مراجعة كافة البيانات التى تصدر عن الكنيسة، قبل إصدارها أم تترك لك؟
**بالنسبة للبيانات الكنسية نرجع فيها للبابا وهو حريص على مراجعتها بدقة قبل إصدارها أو نشرها على الموقع الخاص بالكنيسة، وأحيانا هو الذى يكتب البيان الإعلامى بنفسه فى حالة القضايا الشائكة مثل قضية وادى الريان.
*هناك كثير من الأفكار المغلوطة السائدة فى مجتمعنا عن الكنيسة وطقوسها، ما أبرزها الشائعات التى تطاردها وما دوركم فى تصحيحها؟
**نعم نسمع كثيرا عن مفاهيم خاطئة بشأن طقوس الصلاة داخل الكنيسة بصفة عامة، ففى القداس مثلا التقبيل أو القبلة المقدسة التى تأتى جزء من طقس القداس ويقول الكاهن (قبلوا بعضكم بعض بقبلة مقدسة) لأن المسيحية تقوم على المحبة سواء لله أو للناس، والقداس سر من أسرار الكنيسة ولا يصح أن يشترك فيه شخص وهو على خصام مع أحد إذن فالقبلة رمز للمحبة، وللأسف كثيرون يفسرونها بشكل خاطئ رغم أنها مجرد المصافحة بالأيدى بين النساء مع بعضهن والرجال مع بعضهم أيضا لأن كما هو معروف هناك قسمين بداخل الكنيسة للفصل بين الرجال والسيدات، وغير صحيح ما يشاع عنها أنها شكل من أشكال عدم الانضباط داخل كنيستنا،وحتى 14 أغسطس 2013 وقت فض اعتصامى رابعة والنهضة كان كثير من المصريين على قناعة بأن الكنائس تخبئ الأسلحة بداخلها لقتال المسلمين، وهذا أشار إليه سليم العوا فى أحد حواراته التليفزيونية، لكن عندما حدثت الاعتداءات على عدد من الكنائس تأكد الجميع أن ما يشاع عن وجود أسلحة بداخلها غير صحيح، ووقتها قال البابا تواضروس "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، وأيضا عندما دخل المتشددون كنيسة قرية صول وجدوا الكتب القبطية للكنيسة فظنوا أنها كتب سحر فأجهزوا على حرقها، وبالتالى نحاول من خلال المركز الإعلامى تعريف المجتمع المصرى بالكنيسة وطقوسها، والمفاهيم الصحيحة الخاصة بها، والكنيسة مفتوحة على الجميع.
*ما تعليقك على تصريح وكيل مطرانية السويس بأن جزيرتين "تيران وصنافير" سعوديتين، وهل يتوافق مع رؤية الكنيسة؟
** الكنيسة غير مسئولة عن أى تصريحات تصدر إلا من خلال قداسة البابا والمتحدث الرسمى، وهو ما أكد عليه قداسة البابا أكثر من مرة، والكنيسة لم تصدر أى بيانات رسمية بخصوص جزيرتى تيران وصنافير وغير مسئولة عن أى تصريحات تنسب لها فى هذا الصدد.
*إذا صدر تصريح عن ممثلى إحدى الإيبارشيات دون الرجوع للبابا.. ما رد الفعل الذى يتخذه؟
** إذا كان التصريح يمس قضية حساسة، فعلى الفور يقوم البابا عن طريق المركز بالاتصال بالإيبارشية ويتواصل معهم، ويوجههم.
*هل تأثرت العلاقة بين الكنسية الأرثوذكسية والإنجيلية بسبب أزمة عروسى "أتليدم"؟
**هذا موقف عابر والأنبا مكاريوس أسقف المنيا استطاع احتوائه وزار أسرة العروسين وقدم لهم التعازى بنفسه، ولم يؤثر على العلاقات بين الكنسيتين سواء على المستوى الشعبى أو القيادات وهذا يتضح من خلال لقاء أعضاء مجلس كنائس مصر.
* هل توافق الكنيسة أن تصلى على جثامين من لا يتبعها فى الإيمان الأرثوذكسى؟
**بعض الطوائف لا يؤمنون بطقس الصلاة على الراقدين (الجثامين)، ولا البخور.
*هل للمرأة دور واضح فى الكنيسة؟
**لقد اتسع دور المرأة فى العمل التعليمى والاجتماعى والإدارى داخل الكنائس، وكل مجلس كنيسة به عضو امرأة على الأقل، ومنهن مدرسات فى الكليات اللاهوتية، وخادمات فى أسقفية الخدمات والشباب، وقطاع المكرسات يقمن بخدمات تعليمية وصحية واجتماعية كثيرة، ولأول مرة البابا يحرص على أن يضم الوفد الرسمى فى زيارته ممثلة عن الراهبات، خلال زيارتيه لروسيا وإثيوبيا.
*حدثنا عن كواليس اللقاء التاريخى الذى تم بين قداسة البابا وملك السعودية مطلع أبريل، ولماذا اختار الأنبا مرقس تحديدا ليرافقه أثناء اللقاء؟
** الرئاسة أبلغتنا قبيل زيارة الملك بأيام قليلة، ولم يكن مفاجأة بالنسبة لنا لأنه جاء فى سياق التطور التدريجى الذى شهدته العلاقة بين البابا تواضروس والكنيسة مع السعودية مؤخرا، مما مهد لهذا اللقاء، الذى سبقته أول زيارة من أسقف للكنيسة، وهو الأنبا مرقس للسعودية العام الماضى، وكان هذا بناء على طلب من الأنبا مرقس أثناء زيارته الأولى للمملكة ضمن وفد رسمى مصرى ولاقى طلبه بإمكانية تفقد الأسر القبطية ترحيبا كبيرا من الجانب السعودى، ونظرا للعلاقة القوية التى ساهم فى تأسيسها الأنبا مرقس مع الجانب السعودى فقد حرص البابا أن يصاحبه فى زيارته للملك سلمان.
*فى رأيك ما الذى ساعد على تطور علاقة الكنيسة مع السعودية؟
**بدأت خطوات التطور باللقاء الذى تم بين البابا والسفير السعودى بالقاهرة عبد العزيز قطان عقب تولى البابا الكرسى المرقسى لتهنئته، وحينما توفى الملك عبد الهق، أصدر البابا بيانا قال فيه إننا فقدنا حكيم العرب، كما أوفدت الكنيسة وفدا للسفارة السعودية لتقديم واجب العزاء فى الملك، وأيضا نجحت الكنيسة فى إثبات وطنيتها للجميع منذ الثورة وغيرت الصورة السلبية الخاطئة عنها فكثيرا ما اتهمت الكنيسة بالخيانة والاستقواء بالخارج، لكن بعد أحداث 30 يونيو، وحرق وتدمير أكثر من 75 كنيسة، ولم نلجأ لأى جهة خارج مصر، تأكد للجميع أن قيم المواطنة هى الأهم لدى الكنيسة، وأبهرنا العالم بوطنيتنا أثناء الأحداث الفارقة فى تاريخ مصر، والشعب القبطى أثبت أن لديه وعى وطنى كبير فأثناء حرق الكنائس فى 14 أغسطس 2013 صمتوا، لأنهم أدركوا أن هناك محاولات للفتنة الطائفية، وتصرف الشعب القبطى كان تلقائيا دون توجيهات من الكنيسة، لأن الكنيسة تعتبر مدرسة فى حب الوطن وهى التى علمتنا كيف نحب مصر وللعلم المواطنة ضمن دروسها فى مدارس الأحد، وهناك دورات تتم فى الكنائس لتدريس الوطنية.. ويكفى مواقف بطاركتها التى تؤكد ذلك.
*ها ناقش البابا مع الملك قضايا تخص الأقباط فى السعودية؟
**اللقاء استغرق 25 دقيقة، وتم بحضور عدد من المسئولين السعوديين، تحدث فيها الملك عن سبل إعلاء قيم التسامح الدينى وحرية الأديان وذكرياته مع مصر ومجلة الهلال وأكد أن السعودية تحتضن جميع الديانات والبابا من جهته ركز على المصريين فى السعودية وأكد أن الجميع مصريين، وشكره على الجهود التى تبذلها السعودية مع أبنائنا المصريين هناك، ولم يتطرق لفتح أى ملفات خاصة بالأقباط هناك، والبابا كان سعيدا جدا بهذا اللقاء وقال أن الملك أبدى روح الدعابة حينما قال لهم قبل العشاء "هتعشونى ولا لا أنا مش معيا فيزا"، نتوقع أن يكون لهذا اللقاء انعكاسات إيجابية وثمار مستقبلا.
*كثير من الأقباط علقوا الآمال على لقاء البابا مع الملك سلمان خاصة أن بعضهم له مطالب دينية ملحة، أبرزها عدم السماح بطقس التناول أو إقامة القداسات، وزيارة الكهنة لتفقد الشعب هناك وعدم السماح بإنشاء كنائس.. فلماذا لم يفتح البابا أى من هذه الملفات؟
** أولا زيارة البابا كانت محددة الهدف وهى الترحيب بضيف عزيز على مصر ولم يكن هناك مجال لمناقشة مشكلات، لكن بالطبع هذا اللقاء يفتح باب أمل ويعطى مؤشر لبداية إيجاد حلول لبعض مشكلات الأقباط هناك، وفى النهاية هذه أمور يرجع القرار فيها للجانب السعودى.
*هل تلقى البابا دعوة من الملك بزيارة السعودية؟
**حتى الآن لم توجه دعوة رسمية له، لكن إذا وجهت فسوف يرحب بها كثيرا.
*وجهت لقداسة البابا بعض الانتقادات تعليقا عدم حمله الصليب كعادته أثناء لقائه مع ملك السعودية، وأيضا ذهابه له بقر إقامته، ما رد الكنيسة؟
**أولا الكنيسة كان لزاما عليها الترحيب بالملك كمؤسسة وطنية ولقاؤه كان واجبا وطنيا، ولم يطلب من البابا ألا يحمل صليبه وليست له علاقة بالاعتراف الإيمانى، فالتقليد الكنسى الخاص بحمل البابا صليبا هدفه تبرك الشعب القبطى به واللقاء مع الملك هو لقاء رسمى وليس هناك احتياج لحمله، كما أن البابا كان يحتفظ به فى جيبه، وملابسه تحمل صلبانا عديدة، كما أن البابا تواضروس خلال لقائه مع الأب بشارة بطرس الراعى، فى فبراير الماضى لم يكن حاملا الصليب، بيده أيضا، كما أننا إذا رجعنا لبعض صور لقاءات تمت بين البابا كيرلس السادس والرئيس عبد الناصر وبين البابا شنودة الثالث والرئيس السادات سنجدهم لا يحملون صلبانا خلالها، وبالنسبة لذهابه إلى الملك فهذه الأصول التى فعلها شيخ الأزهر أيضا لأنه ضيف ووقته محدود لا يتسع للذهاب لكل مكان.
*هل تتوقع أن يزور ملك السعودية المقر البابوى بالكاتدرائية ذات يوم؟
**لا نستبعد أى شئ فهل كنا نتوقع زيارة رئيس مصرى للكنيسة لتهنئتنا بالعيد.
*ما علاقة الكنيسة بدول الخليج؟
**علاقتنا جيدة جدا، فالإمارات تحتل مكانة كبيرة لدى قداسة البابا وقد زارها لأول مرة فى مايو 2014 منذ توليه الكرسى المرقسى، وانبهر بالاستقبال الرائع له وهناك زيارة مرتقبة للكويت بناء على دعوة من الشيخ صباح الأحمد سيقوم بها عقب عودته من زيارة رعوية أخرى للخارج تستغرق عدة أسابيع بعد عيد القيامة، وتعتبر زيارته للكويت هى الأولى له منذ توليه الكرسى المرقسى، وسيلتقى خلالها مع الأمير صباح الأحمد وعدد من أصحاب السمو بالدولة، كما سيدشن البابا عددا من الكنائس، ويتفقد الأقباط هناك.
كما أن لنا علاقات جيدة مع البحرين التى تحتضن أكثر من 100 كنيسة، وقد التقى قداسته مع ملك البحرين حمد بن عيسى الأربعاء الماضى بالمقر البابوى وهو اللقاء الأول لهما، وثمن الملك دور البابا فى توطيد العلاقة بين الأزهر والكنيسة مؤكدا على دورهما فى إعلاء قيم التسامح الدينى والبابا أكد مشاعر الامتنان التى يحملها الأقباط للبحرين حكومة وشعبا، لما يلاقونه من معاملة حسنة هناك وهى المشاعر التى ينقلونها للبابا.
*ما دور الكنيسة فى أزمة سد النهضة؟
**حل أزمة السد تدور فى ٣ محاور الأول هو حوارات السياسيين والثانى حوارات المتخصصين فى الموارد المائية أما المحور الثالث، فهو الذى تقوم به الكنيسة فهى تساهم فى بناء الثقة بين الشعبين الإثيوبى والمصرى، ولنا علاقات جيدة مع الكنيسة هناك ونقدم لهم المشورة اللازمة فى المشروعات التعليمية والكنسية.
*إلى أى مدى تهتم الكنيسة بالسوشيال ميديا؟
**تنامى دور السوشيال ميديا فى السنوات الأخيرة ولا يمكن تجاهلها، والبابا له حساب على "تويتر" والكنيسة لها صفحة على فيس بوك، ولدينا إدارة كاملة لرصد كل ما ينشر عن الكنيسة سواء السوشيال ميديا أو وسائل الإعلام، لكن لا نرد إلا على القضايا المهمة.
*كيف تتعاطى الكنيسة مع المنشقين عنها والمعارضين لها مثل حركة "9ـ9" وائتلاف أقباط مصر ورابطة منكوبى الأحوال الشخصية؟
**أولا التمرد والمعارضة ليست من مفردات أو أدبيات كنيستنا التى تعتبر أما روحية لنا فكيف لإنسان أن يتمرد على أمه أو أبيه، ونحن نتابع هذه الحركات من منطلق الأبوة وأعتقد أن هذه الحركات لا تجد صدى بين الأقباط فمثلا حركة "9ـ9" نظمت ثلاث وقفات الأولى فى سبتمبر وتم إلغاؤها والثانية فى يناير لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 7 أقباط، والثالثة فى الأميرية والرابعة فى الإسكندرية، ولم يتجاوز المشاركون فيها ٩ أشخاص، وقد عقدنا لقاءات مع معهم واستمعنا لمطالبهم، لكن لهم مطالب لا تتفق مع قوانين ومنهج الكنيسة.
*فى هذا السياق بعض من هذه الحركات تطالب بإخضاع حسابات الكنيسة لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات بدعوى منع الفساد المالى.. على حد تعبيرهم، كيف تنظر الكنيسة لهذه المطالب؟
**الدولة لم تطرح علينا هذه الفكرة من قبل، والكنيسة لا تقبل الخضوع للجهاز المركزى لأن أموالها ليست أموال دولة بل أموال تبرعات الشعب القبطى، وهناك رقابة من مجالس الكنيسة على أموال التبرعات وتتكون هذه المجالس من أعضاء منتخبين من شعب الكنيسة، فكل كنيسة بها مجلس يدير أموال الكنيسة يتكون من 10 أعضاء علمانيين على حسب كل كنيسة وهناك مجلس أعلى منه يسمى مجلس إدارة الإيبارشية يتكون من 10 أعضاء، أما المجلس الملى كان يراقب الأمور المالية للكنيسة ومدته منتهيه منذ سنوات حتى الآن، وأولا وأخيرا نحن الكنيسة على نفوسنا فكيف لا نأتمنها على أموالنا.
*حدثنا عن آلية الرقابة على أموال التبرعات داخل الكنائس؟
**لدينا إجراءات رقابية مشددة على أموال الكنيسة ومصدرها التبرعات فقط وذلك عن طريقين إما صندوق التبرعات فى الكنيسة أو شيكات، والصناديق يتم تفريغها أسبوعيا على أيدى لجنة مكونة من ثلاثة أمين الصندوق واثنين من أعضاء مجلس الكنيسة شهود معه ويتم عمل محضر جرد نقدية كل مرة بحصر هذه الأموال، ويتم تسليمها بإيصال لأمين الصندوق، ويثبت المحضر فى مجلس الكنيسة أما التبرعات بشيكات تتم بإيصال بختم الكنيسة، وتثبت القيمة فى حسابات المجلس ودفاتر الإيصالات أيضا يتم التفتيش عليها من قبل مجلس الإيبارشية، وهناك محاسب للمجلس يقوم بعمل ميزانية سنوية لكل كنيسة يكون مثبت فيها مصادر الدخل وأوجه الصرف، علما بأنه لا يتم صرف جنيه من أموال التبرعات إلا بموافقة جميع الأعضاء.
* لماذا تم تجميد المجلس الملى.. وما أبرز مهامه؟
* إنشاء المجلس الملى كان فى 1874 من مجموعة من الباشوات وكان دوره الإشراف على أموال الكنيسة وكذلك المحاكم الملية الخاصة بالزواج والطلاق والميراث والتبنى ومنذ نشأته حدثت خلافات كثيرة بينه وبين البطاركة وفى عام 1955 ألغت الدولة المحاكم الملية ففقد أهم دور ليه، وفى عام 69 عندما تولى البابا كيرلس السادس حدث خلاف بينه وبين المجلس ولذلك قام بتجميد عمل المجلس حتى نياحته فلم يكن أيام البابا كيرلس دور للمجلس وفى عهد البابا شنودة أعاده مع تعديل تكوينه ودوره وانتهت مدته فى 2010 فى عهد البابا شنودة، فمنذ أن انتهت مدته لم يدعو للتجديد، لأنه كانت له تحفظات على مهامه وأراد تطويره.
*ولماذا انتظرت الكنيسة كل هذه السنوات دون مجلس ملى؟
** البابا أراد أن تستكمل خريطة بناء المؤسسات السياسية فى مصر أولا وهى الانتخابات الرئاسية، مجلس النواب، الدستور.
*متى سيعود المجلس الملى فى الكنيسة.. وما أهم التعديلات التى ستجرى بشأنه؟
**قداسة البابا اجتمع منذ شهر بأعضاء المجلس الملى، لمناقشة التعديلات الخاصة به واختيار اسم جديد لأن كلمة "ملى" تعنى طائفة منفصلة من كيان ونحن كنيسة لسنا مجرد طائفة، وتعديل مهامه ودوره، تماشيا مع المعطيات الجديدة وهناك لجنة قانونية تدرس هذه التعديلات وستقدم تصورا كاملا للبابا قريبا، يعقبها إجراء انتخابات للمجلس.
* هل ترى أن رأس المال يتحكم فى بعض كنائس المهجر؟
**قد يكون هذا المفهوم موجود لدى البعض تأثرا بثقافة المجتمع حولهم، فأحيانا المتبرعون يعتبرون أنفسهم الأحق بإدارة الكنيسة، والتحكم فى قراراتها وهذا ترفضه الكنيسة تماما، ولا نسمح برأس المال أن يتحكم فى الكنيسة، والمتبرع طالما قرر التبرع فلم تعد الأموال تخصه.
* هل الكنيسة قامت برفع دعاوى قضائية على بعض الصحف منها روز اليوسف لقيام الكاتب عادل جرجس بسب قداسة البابا شخصيا.. كما أشيع؟
** هذا ليس صحيحا، والكنيسة طيلة تاريخها لم ترفع دعاوى ضد أحد فى مثل هذه المواقف ولن تقوم بمثل هذه الأفعال، وإذا تطوع محامى برفع قضية فهو يعبر عن موقفه هو وليس بتكليف من الكنيسة، فالكنيسة تترفع عن مثل هذا الأسلوب فى الرد على التجاوزات التى تصدر عن بعض الإعلاميين أو وسائل الإعلام، نحن نثق فى وعى الشعب القبطى وتميزه للأمور وأيضا فى محبته لكنيسته.
*لماذا أصبح النقد للكنيسة فى عهد البابا تواضروس أكثر منه فى عهد البابا شنودة الثالث؟
**لأن فى عهد البابا تواضروس تضخم دور السوشيال ميديا كما لم تكن المتغيرات الاجتماعية، الثقافية، التى حدثت بعد 25 يناير حيث فقدت قيم السلطة الأبوية، وظهر التمرد على هذه السلطة، ونحن نرحب بالنقد لكن عندما يتحول لسب والخروج عن حدود الأدب فى حرية التعبير، فهذا مرفوض، وهذا ما تواجهه الكنيسة الآن.
*بالنسبة لملف الأحوال الشخصية.. ما تعليق الكنيسة على أول حكم قضائى بتوثيق عقد زواج مدنى فى يناير الماضى؟
**أحكام القضاء لن تجبر الكنيسة على الاعتراف بالزواج المدنى، ولن يؤثر حكمه على أحكام الكنيسة، فنحن لن نزوج المدنيين زواجا كنسيا، فالزواج حسب شريعة وتعاليم الكنيسة القبطية فقط.
* هناك 900 حالة زواج عرفى بين الأقباط وآخرون يلجأون لشراء الملة من الخارج.. حسبما ذكرت رابطة منكوبى الأحوال الشخصية.. ما تعليق الكنيسة؟
**نحن لا نعترف بإحصائيات مجهولة المصدر وغير موثقة من جهة معتمدة، وقانون الأحوال الشخصية الجديد يلغى اختلاف الملة كسبب للطلاق، لكن هناك انفراجة كبيرة فإذا تم الهجر خمس سنوات بدون أطفال أو ثلاث سنوات بأطفال، تحكم لها بالتفريق المدنى فى المحكمة ثم تقوم الكنيسة بدراسة الحالة لتعطى تصريحا بالزواج حسب رؤيتها، الكنيسة لديها أدوات لإثبات الزنا، حتى إذا لما تكن أدلة فعلية، منها المجلس الإكليريكى والخدمة الرعوية بالكنائس.
*ما الجديد بالنسبة لقانون الأحوال الشخصية؟
**تم التصويت على مواد لائحة القانون فقد أجمع على مسودة القانون لأول مرة 110 أساقفة من المجمع المقدس، وتمت صياغته قانونيا وسوف يقدم للبرلمان لمناقشته فى دورته الثانية.
*كيف تنظرون لرابطة منكوبى الأحوال الشخصية؟
**نحن مقدرون لما يؤلم هؤلاء وقد قابلنى هانى عزت منسق الرابطة وساعدته على التواصل مع المستشار القانونى للجنة صياغة قانون الأحوال الشخصية، حتى يقتنعوا بأن الكنيسة لا تغفل مطالبهم وتشعر بمشكلاتهم وتعمل على حلها.
*يوجه بعض من متضررى الأحوال الشخصية انتقادا للكنيسة لأنها كلفت أعضاء المجمع المقدس بوضع بنود قانون الأحوال الشخصية وهم غير متزوجين؟
**الكنيسة ترى أن أعضاء المجمع المقدس وهم 125 عضوا، أصلح من يقومون بهذه المهمة لأنهم أساقفة إيبارشيات وكل أسقف منهم راع لحوالى خمسة وثلاثون آلف أسرة على أقل تقدير، وبالتالى أكثر احتكاكا بهذه الأسر ودراية بمشكلاتهم، فالراهب هو إنسان يقدر سر الزيجة وفضل البتولية لكنه على دراية بمشكلات الحياة الزوجية، وعلى فهم كامل لهذه المشكلات، وهم يدرسون بنود القانون للتأكد من كونه متماشى مع تعاليم الإنجيل ومبادئ الكنيسة.
*هل توافق الكنيسة الأرثوذكسية على مادة التبنى، التى اقترحتها الطائفة الإنجيلية؟
**القانون عبارة عن ديباجة عامة لأحكام الزواج المسيحى بصفة عامة، وفصل لكل كنيسة فالكنيسة الإنجيلية من حقها أن تضع ما تراه فى الفصل الخاص بها وبالنسبة لمادة التبنى نحن التزمنا بما اتفق عليه أيام قداسة البابا شنودة الثالث فى مسودة المشروع التى اتفق عليها من جميع الكنائس فى السنوات 71-89-2010 وتم التوقيع عليها منهم جميعا.
*ما الجديد بالنسبة لقانون دور العبادة؟
**تم تسليمه منذ أيام للمستشار مجدى العجاتى لمناقشته فى البرلمان وإقراره فقانون بناء الكنائس الحالى معمول به منذ أيام الدولة العثمانية، ولا يتناسب مع العصر الحالى، فإنشاء كنيسة يتطلب إجراءات لسنوات طويلة قد تمتد لـ16 سنة، و50% من الأزمات الطائفية سببها يتعلق ببناء الكنائس، مع أن بناء قهوة أو كازينو يصدر تراخيصه خلال أسابيع، وهذا غير منطقى، مما يحتم إقرار قانون دور العبادة، ونؤكد أنه ينبغى أن يكون قانون واضح بشكل كامل حتى يكون واضح فى تطبيقه، دون مشاكل.
*بالنسبة لأزمة دير وادى الريان.. البابا صرح بأنه ليس ديرا والساكنين فيه ليسوا رهبانا ثم بعد الوصول لاتفاق بين الرهبان والكنيسة والدولة.. قام البابا بتعيين الأنبا مكاريوس راعيا للدير.. ألا ترى الكنيسة تناقضا؟
** لا يوجد تناقض.. فالاعتراف بالدير لابد له من شروط تتوفر به أهمها أرض يملكها رسميا ومشرف روحى من قبل الكنيسة لرهبان الدير وأن يسلكوا المنهج الرهبانى للكنيسة الأرثوذكسية، كما توفد الكنيسة لجنة مجمعية لتقييم أوضاع الدير والرهبان قبل الاعتراف به والمجمع المقدس يعقد جلسة للتصويت على القرار وفى النهاية يصدر قراره بأنه دير أو لا وهذا ما تم بالنسبة لدير الريان فتم إيفاد لجنة شئون الأديرة ولم تنطبق عليه شروط الرهبنة، ومعظم الساكنين فى الريان لم تتم سيامتهم بإذن الكنيسة وتمت دون علم البابا، والآن هناك 80 واحد منهم خارج الدير لأنهم لم يجدوا الحياة الرهبانية الحقيقية داخل دير الريان.
وحينما تم الاتفاق مؤخرا الدولة منحتهم أرضا بشكل رسمى، وقام البابا بتكليف الأنبا مكاريوس مشرفا عليه ونأمل أن تسير الأمور بشكل صحيح.
*لكن البطاقات الشخصية لهم مكتوب فيها أنهم رهبان؟
** عندما تولى البابا تواضروس الكرسى المرقسى فى 2012 التقى هؤلاء الرهبان به وطلبوا منه أن يأخذ خطوات لتقنين أوضاعهم حتى يمكنهم التعامل مع الدولة، فأصدر البابا خطابا لتسيير أعمالهم، وبناء عليه تعاملوا مع الجهات الحكومية.
*عقب أزمة "الريان" البابا تواضروس ناشد الدولة بالإسراع فى تسجيل الزى الكهنوتى.. ما المشكلات التى تعرضت لها الكنيسة جراء عدم تسجيل الزى.. ولماذا لم تستجب الدولة لطلب البابا؟
**البابا قدم طلبا رسميا بتسجيل الزى الكهنوتى أربع مرات والدولة لم تستجب، ونتلقى العديد من الشكاوى من أقباط تمت عمليات نصب عليهم من قبل أشخاص يرتدون الزى ويدعون الكهنوت، ويجمعون تبرعات من الأقباط، وهذا يسئ للكنيسة بالطبع، وموقف الدولة عليه علامة استفهام.
*تتهم الكنيسة بالصمت إزاء قضايا تمس الأقباط.. مثل حبس أطفال المنيا فى ازدراء الأديان.. ما رد الكنيسة؟
**الكنيسة لم تصمت إزاء أى قضية تمس أولادها، لكنها تعمل فى هدوء، فليس كلما يعمل يعلن، وبالنسبة لهذه القضية فهناك اتصالات تجرى مع الدولة لمحاولة حل الأزمة.
*لماذا قررت الكنيسة الأرثوذكسية مؤخرا الانفصال عن الكنيسة البريطانية بعد مرور 21 سنة من قرار البابا شنودة بالانضمام لها؟
**البابا شنودة وافق على انضمام الكنيسة البريطانية للكنيسة الأرثوذكسية عام 1994 ولكن مؤخرا انتهجت نهجا يحمل تجاوزات لتقاليد الكنيسة الأرثوذكسية وانصاعت للمجموعة البريطانية وثقافتهم، وحاولنا لفت نظرهم كثيرا دون جدوى، عن طريق الأنبا أنجيلوس وقدم تقريرا للبابا يرصد هذه التجاوزات، وبعد دراسة الأمر قرر البابا فصلهم عن الكنيسة الأرثوذكسية القبطية.
*ما الذى انتهت إليه أزمة القمص بيشوى الذى تقدم باستقالته، منذ عدة أشهر.. وما موقف الكنيسة بالنسبة لعاطف عزيز وأتباعه؟
** القمص بيشوى قد زار البابا تواضروس لمناقشة أسباب تقدمه بالاستقالة، ولم يقبلها البابا ثم عاد لواشنطن منذ فترة قليلة لكن تم تغيير خدمته لكنيسة أخرى، وأوفدنا القمص تادرس يعقوب ليحل محله بكنيسة مارمرقس بواشنطن دى سى.
وبالنسبة لعاطف عزيز فهو منشق عن الكنيسة منذ الثمانينيات، وغادر مصر بعد قرار المجمع المقدس بحرمانه من الكنيسة، والبابا أكد قرار الحرمان فى عدد حديث لمجلة الكرازة، لأنه وجد حراكا بدأ فى الولايات المتحدة تقوده مجموعته وحاليا تمت سيامة عاطف عزيز راهبا بأحد أديرة طائفة الروس الأرثوذكس ومن الممكن أن يتدرج ويصبح أسقفا، ونخشى استقطاب عدد من الأقباط لذلك تم التأكيد على الحرمان.
*ما أسباب أزمة أسقف سيدنى الأنبا دانييل.. ولماذا لم تصدر الكنيسة قرارا بتغييره نزولا على رغبات الشعب كعادة الكنيسة؟
**هذه الأزمة تعود لعام 2012 وآنذاك كان الأنبا باخوميوس قائم قام، وسبب الأزمة أنه كانت هناك شكاوى من شعب الكنيسة بأن الأنبا دانيال لا يدير الكنيسة بشكل جيد، وعلى الفور تقرر استدعاءه لمصر وتم إرسال لجنة تتكون من الأنبا تواضروس قبل سيامته بطركا، والأنبا يوسف والأنبا دانيال أسقف البحر الأحمر لسيدنى لتقييم الوضع هناك، ووضعوا تقريرا تم رفعه للأنبا باخوميوس وعلى أساسه تقرر إعادته لسيدنى، ولكن سبب إثارة الأزمة مرة أخرى هم مجموعة من المعارضين للأنبا دانييل يروجون للشائعات ضده.
*ما أسباب قرار 1980 بمنع زيارة القدس؟
**هذا قرار وطنى خالص ويرجع بالأساس لعصر البابا كيرلس، فعقب العدوان الإسرائيلى فى يونيو 1967؛ وما ترتب عليه من سقوط مدينة القدس فى أيد السلطات الإسرائيلية اتخذ المتنيح البابا كيرلس السادس قرارا بمنع الأقباط من الذهاب إلى القدس؛ وذلك إحتجاجا على العدوان الإسرائيلى عليها، وأوفد المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة إلى مجلس الكنائس العالمى المنعقد بجنيف، وأعلن فيه قراره بمنع الأقباط من زيارة القدس".
وعقب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل توقع الجميع أن يتوقف قرار منع الأقباط من زيارة القدس، ولكن المتنيح البابا شنودة الثالث أصدر قرارا باستمرار منع الأقباط من زيارة القدس لسببين أعلنهما البابا شنودة وهما أن المسلمين إخواتنا ولا يمكن أن ندخل القدس من دونهم، والثانى الاعتداء الإسرائيلى على دير السلطان التابع للأقباط ومنحت السلطات الإسرائيلية الدير للرهبان الإثيوبيين فى 25 أبريل 1970.
*فى عهد البابا شنودة كانت هناك عقوبات كنسية تفرض على مخالفى قرار منع السفر للقدس.. أين هذه العقوبات الآن من التطبيق؟
**العقوبات الكنسية مستمرة لم تلغ بالنسبة لمخالفى قرارات المجمع المقدس، التى يوقعها أسقف كل إيبارشية، وتشمل الحرمان من سر التناول وما تم إلغاؤه هو تقديم الاعتذار بشكل علنى فى إحدى الصحف، وكبار السن هم الفئة الوحيدة المستثناة من هذا القرار.
*انطلقت كثير من الدعوات بالسماح للأقباط بزيارة القدس، وهذا يساعد الفلسطينيين اقتصاديا، ما رؤية الكنيسة لهذه الدعوات؟
**الكنيسة متفهمة لدعوات الفلسطينيين وأيضا احتياج المسيحيين لها لكن لا يمكن أن نخرج عن الإجماع العام للمصريين، ومازلنا متمسكين بقرار المجمع المقدس، ولن ندخل القدس إلا مع إخواننا المسلمين، وزيارة البابا لم تكن ضوءاً أخضر لزيارة الأقباط للقدس.
* وما تعليقك على تزايد أعداد حجاج الأقباط هذا العام، حسبما أعلنت شركات السياحة.. وما مراحل الحج؟
**نحن لا نعترف إلا ببيانات موثقة صادرة عن جهات رسمية حتى نتأكد أن المعدلات ازدادت، هذه الضجة أصبحت موسمية.
*كانت هناك محاولات لتوحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة؟
** فكرة توحيد عيد القيامة مطروحة منذ سنوات، والكنسية القبطية أعدت دراسة وأرسلتها لمختلف كنائس العالم، وطرحها أيضا قداسة البابا خلال لقائه مع بابا الفاتيكان، ولم يتم الموافقة عليها حتى الآن من جميع الطوائف.
*تمت مؤخرا سيامة الأنبا أنطونيوس على الكرسى الأورشليمى الذى له وضع خاص، ويضم 6 إيبارشيات.. ما أهم أدوات الكنيسة وأسقفها الجديد للتعامل مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية ورؤساء الطوائف هناك؟
**الكرسى الأورشليمى له خصوصية كبيرة فى الكنيسة ووضعه شديد الحساسية، وترشح لرئاسته كثيرون والبابا كان حريصا على دقة الاختيار وكان الأنبا أنطونيوس قبل سيامته، يجرى دراسات عليا فى اليونان، وقام البابا باستدعائه وهو على درجة عالية من الثقافة ويتمتع بحنكة التعامل مع أكثر من جهة وهو المطلوب بالنسبة للكرسى الأورشليمى، وأهم شىء أن يحافظ على هوية الأقباط هناك، ويتفهم الثقافات المختلفة حوله، ويكون رسالة سلام مع الجميع.
*كيف تم الترتيب لزيارة البابا للقدس للصلاة على الراحل الأنبا أبراهام، هل كانت بعلم الرئاسة؟
**البابا وقت إعلامه بخبر وفاة الأنبا أبراهام، كان يلقى عظة فى مطرانية شبرا الخيمة، وأعلن أنه سيرسل وفدا للتعزية، وعقب انتهاء العظة ابلغه سكرتيره أنه تم فتح وصية الأنبا إبراهام وجاء بها أنه يريد دفنه بالقدس، وعلى الفور قرر البابا السفر دون تنسيق مع أى جهة فالأنبا أبراهام كان يتمتع بمكانة خاصة لدى البابا والتنسيق مع الدولة كان من الناحية الأمنية فقط.
*هل تلقى دعوات للقاء مع الجانب الفلسطينى أو الإسرائيلى هناك؟
** البابا تلقى دعوة من محمود عباس أبو مازن لزيارته فى مقره، لكنه رفض وقال "أنا جئت لقضاء واجب عزاء فقط"، ولم يزر حتى الأماكن المقدسة لأن هدف الزيارة كان محدد بالصلاة على الأنبا أبراهام، ومحمود عباس طلب أكثر من مرة من البابا أن يأتى وفد من الكنيسة لزيارة القدس وأيضا فتح الزيارة للأقباط، قائلا "الزيارة لمسجون مش للسجان"، والبابا رد "وقتما تتوفر الظروف المناسبة إنشالله".
*انطلقت كثير من الدعوات بالسماح للأقباط بزيارة القدس، وهذا يساعد الفلسطينيين اقتصاديا، ما رؤية الكنيسة لهذه الدعوات؟
**الكنيسة متفهمة للوضع، ودعوات الفلسطينيين للأقباط لزيارة القدس واحتياج المسيحيين لمثل هذه الزيارات لكن لا يمكن لنا أن نخرج من الإجماع العام للمصريين، وما زلنا متمسكين بقرار المجمع المقدس للكنيسة الصادر عام 1980 بعدم زيارة الأراضى المقدسة، منذ عهد البابا شنودة بأننا لن ندخل القدس إلا مع إخواننا المسلمين والكنيسة على مر تاريخها تمسكت برؤيتها الوطنية، ولم يحدث ما يستدعى تغيير موقفنا، ولن تعيد الكنيسة النظر فى موقفها، وأؤكد أن زيارة البابا تواضروس لم تكن ضوءاً أخضر لزيارة الأقباط للقدس.
* وما تعليقك على تزايد أعداد حجاج الأقباط هذا العام، حسبما أعلنت شركات السياحة؟
** نحن لا نعترف إلا ببيانات موثقة صادرة عن جهات رسمية حتى نتأكد أن المعدلات ازدادت، هذه الضجة أصبحت موسمية البعض يثيرها كل عام.
* فى عهد البابا شنودة كانت هناك عقوبات كنسية تفرض على مخالفى قرار المجمع المقدس بمنع السفر للقدس.. اين هذه العقوبات الآن من التطبيق؟
** العقوبات الكنسية لم تلغ بالنسبة لمخالفى قرارات المجمع المقدس، والتى يوقعها أسقف كل إيبارشية بنفسه، وتشمل الحرمان من سر التناول وهو من أهم الأسرار المقدسة وما تم إلغاؤه فقط هو تقديم الاعتذار بشكل علنى فى إحدى الصحف.
* هل كبار السن فقط هم المستثنون من هذا القرار ؟
** كبار السن هم الفئة الوحيدة المستثناة من هذا القرار، لأن فرصتهم فى زيارة الأماكن المقدسة قد تكون محدودة.
*كانت هناك محاولات لتوحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة؟
**فكرة توحيد عيد القيامة مطروحة منذ سنوات عديدة، حيث أن هناك اختلاف فى موعد الاحتفال بعيد القيامة بين الشرق والغرب ونتقابل كل خمس سنوات، وهناك شروط كنسية تحكم هذا الاحتفال أهمها أن يكون بعد الفصح "وهو لم يعد موجودا الآن" ويأتى بعد الاعتدال الربيعى فى 21 مارس وأن يكون يوم أحد، والكنسية القبطية أعدت دراسة تمت ترجمتها وإرسالها لمختلف كنائس العالم، وطرحها أيضا قداسة البابا خلال لقائه مع بابا الفاتيكان، ولكن لم يتم الموافقة عليها حتى الآن من جميع الطوائف.
*ماذا تقول الكنيسة للشباب المصرى الذى شارك فى "جمعة الأرض"؟
** هناك آليات وضعها الدستور تنظم حرية التعبير عن الرأى ولابد أن نلتزم بها جميعا.
* مسيحيو العراق يمرون بأزمة كبرى.. ما الجهود التى بذلتها الكنيسة لمساعدتهم؟
**أرسلت الكنائس المصرية وفودا عديدة إلى العراق تحت إشراف المطران فيليب نجم راعى كنيسة سانت فاتيميا، وقد مثل الكنيسة الأرثوذكسية فى هذ الزيارات الأب أمونيوس عادل، وقدموا مساعدات مادية وأدوية وملابس للمسيحيين هناك، كما عقدوا اجتماعات صلاة لتعزيتهم، وأبلغنا بحجم السعادة التى شعروا بها وعبروا عن حبهم لقداسة البابا.