نشرت عالمة الاجتماع الألمانية إيفا إيلوز دراسة بحثية، أشارت فيها إلى أن الدول التى تحكمها سيدات، أدارت أزمة وباء فيروس كورونا بشكل أقوى، مستندة على أن المرأة عادة ما تولى اهتماما للناس ورفاهيتهم، لذلك يمكنهن أن يتصرفن اقتصاديًا وطبيًا واجتماعيًا ببصيرة.
وأشارت الدراسة إلى أنه من اللافت للنظر أنه فى دول مثل أيسلندا، والنرويج، وألمانيا، وتايوان، أو فنلندا، تدار الأزمة بشكل جيد نسبياً وبحكمة، وفى هذه البلدان، تكون المرأة هى رئيسة الحكومة.
وأدارت النساء الأزمة من خلال إبلاغ السكان وتحذيرهم فى مرحلة مبكرة، وتم إغلاق الحياة العامة بشفافية وحرص، وتم توفيرها بنشاط فى أقرب وقت ممكن، وانخفاض معدل الوفيات نسبيًا.
ولفتت الدراسة إلى أن أزمة كورونا الحالية تظهر نفسها كمختبر يتم فيه تقطير نمط حكومى من الإناث، على عكس أسلوب الرجال الذين لم يفهموا أو أنكروا خطورة الوضع لفترة طويلة.
حيث كان شى جين بينج رئيس الصين، يحاول الحفاظ على السرية لفترة طويلة، كما أعلن دونالد ترامب الرئيس الأمريكى أن الفيروس هو اختراع الديمقراطيين، فيما ذهب ماكرون إلى المسرح مسترخيًا فى 16 مارس، وأغلق نتنياهو المحاكم والقانون بين عشية وضحاها، وأعلن بولسونارو أن سكانه مقاومون للفيروسات.
وأشارت إيلوز، إلى أنه فى الوقت الذى ذهب فيه ماكرون إلى المسرح لإظهار أنه يمكن للمرء أن يغادر المنزل بهدوء، أعلنت أنجيلا ميركل أن الوضع كان خطيرًا وبالتالى يجب أن يؤخذ على محمل الجد، حتى 70 %من السكان سيصابون بهذا الفيروس.
وأشارت إيلوز أن النساء تهتم بالناس ورفاهيتهم، بينما يهتم الرجال بالاقتصاد، بهذه الطريقة تكون المرأة قادرة على التعامل مع كل من الصحة والأزمة الاقتصادية، إنهم اجتماعيون للغاية لدرجة أنهم يستطيعون رعاية أشياء مختلفة فى نفس الوقت.
ولفتت عالمة الاجتماع فى بحثها، أن الحكومة الصينية ليست مسئولة فقط عن حقيقة أن التأخير فى ردودها السياسية أدى إلى انتشار الفيروس فى بلدان أخرى، حيث يواصل النظام الاستبدادى فى الصين التحكم فى أى نسخة من المعلومات والتفسير والاستنتاجات تصل إلى الجمهور العالمى، ولكن لا يستطيع الغرب قبول السلوك غير المسئول للنظام الصينى، وهذا السلوك له عواقب لا حصر لها.