فى الوقت الذى جعلت وسائل الإعلام العالمية خاصة الأمريكية والبريطانية قضية مقتل الشاب الايطالى جوليو ريجينى فى بؤرة الاهتمام، وما تبع ذلك من انتقادات لمصر فيما يتعلق بحقوق الإنسان، تغافلت وسائل الإعلام نفسها فى كلا الدولتين مقتل مصريين فى بريطانيا وفى الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبح ينطبق عليها المثل الشهير: " ودن من طين وودن من عجين".
شريف عادل حبيب
البداية مع قضية "شريف عادل"، حيث أعلنت الشرطة البريطانية، يوم الثلاثاء الماضى، أنه تم العثور على جثة محروقة لشاب مصرى يدعى شريف عادل حبيب ميخائيل، فى إحدى ضواحى العاصمة البريطانية لندن.
وقالت الشرطة البريطانية أنها ستبدأ التحقيق فى حادث مقتل الشاب، خاصة أنه قتل متأثرًا بجروحه بعد حريق شب فى منزل يقع فى منطقة ساوث هول بشمال لندن.
وفى أول رد فعل مصرى، دعت رئاسة الجمهورية السلطات البريطانية، فى بيان شديد اللهجة، إلى تكثيف التحقيق، مؤكدة أن الدولة المصرية تولى عميق الإهتمام للحفاظ على حياة كافة مواطنيها سواء المقيمين على أرض الوطن أو فى الخارج.
وقال البيان: "تهيب رئاسة الجمهورية بالسلطات البريطانية المعنية القيام ببذل العناية الواجبة وتكثيف تحرياتها وجهودها من أجل الكشف عن غموض هذا الحادث واستجلاء أسباب وقوعه، وتحديد الجناة وإلقاء القبض عليهم لينالوا عقابا رادعا بموجب القانون، أخذا فى الاعتبار الحق الأصيل لأسرة المواطن المصرى الفقيد فى التعرف على أسباب وفاته وتحقيق القصاص العادل".
تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من قضايا قتل تخص المصريين فى لندن لم يتم فيه الكشف عن الجناة مثل مقتل الفنانة الراحلة سعاد حسنى، ورجال الأعمال المصرى أشرف مروان، وكبير يواران الرئيس الراحل أنور السادات الليثى ناصف، وأغلقت جميعهًا بالقاتل مجهول.
وكانت الشرطة البريطانية، أكدت أنه لكى يتم توجيه التهم لأحد من المشتبه بهم فى قتل حبيب المصرى، سيستغرق ذلك وقت يتراوح من 6 أسابيع إلى 8 أسابيع.
محمد عادل رشدى
وعلى طريقة أفلام المغامرات الأمريكية التى تكون ولاية شيكاغو مسرحا لها، أعلنت شرطة الولاية العثور على جثة مصرى يدعى محمد عادل رشدى مقتولا بجوار إحدى صناديق القمامة.
ووفقاً لما أفاد به المحقق الأمريكى، فإن محمد عادل رشدى عثر عليه متوفياً يوم 22 إبريل على الأرض، بجوار حاوية نفايات بواسطة حارس أمن بمكتب عقارات، وأن سبب الوفاة هو الخنق، حيث تشير الواقعة إلى وجود شبهة جنائية فى الحادث، وأن أوراق الهوية التى تم العثور عليها مع المتوفى هى أوراق هوية أمريكية تشير إلى أسم المتوفى، وأنه من مواليد 31 يناير 1954.وجارى البحث عن أى أوراق هوية مصرية.
وقالت وزارة الخارجية فى بيان لها حول الحادث بأن مكتب الطب الشرعى بمدينة انديانابولس قد أصدر تصريح دفن، وذلك بعد تشريح الجثمان نظراً، لأنه لم يستدل على أقارب أو أعضاء لأسرته، علماً بأن القنصلية العامة فى شيكاغو قد علمت بالواقعة يوم 27 أبريل من خلال اتصال من عضو بالجالية المصرية.
وصرح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن السفير محمد أبو الذهب قنصل عام مصر فى شيكاغو توجه إلى ولاية أنديانا أمس الخميس للقاء المحقق الأمريكى المعنى بمتابعة حادث مقتل المواطن المصرى محمد عادل رشدى، وذلك للوقوف على التفاصيل الخاصة بالحادث ومتابعة إجراءات التحقيق.
واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته، مشيراً إلى أن القنصلية المصرية فى شيكاغو تسعى حالياً للتواصل مع مكتب الطب الشرعى لمعرفة المزيد من التفاصيل حول أسباب الوفاة، وسوف تستمر فى التواصل مع جهات التحقيق لمتابعة مجريات التحقيق.
كما ناشدت وزارة الخارجية كل من لديه صلة بالمتوفى أن يتواصل مع القطاع القنصلى بوزارة الخارجية لتقديم أية معلومات قد تكون مفيدة فى عملية التحقيق، أخذاً فى الاعتبار أن التقرير النهائى للطب الشرعى قد يستغرق مدة من ثمان إلى إثنى عشر أسبوعاً، وفقاً لما أفادت به سلطات التحقيق.