تشهد مدينة حلب شمالى سوريا تصعيدا غير مسبوق فى القصف الذى أسفر خلال الأسبوع الماضى عن مقتل أكثر من 200 شخص، مما دفع روسيا وأمريكا اليوم الجمعة، الاتفاق على تطبيق نظام وقف إطلاق النار فى اللاذقية الواقعة فى الجزء الشمالى السورى اعتبارا من منتصف ليل الجمعة لمدة ثلاث أيام.
وأعلنت سوريا عن هدنة محلية قصيرة الأجل قرب دمشق وفى محافظة اللاذقية اليوم الجمعة، لكنها تجاهلت وقف القتال فى ساحة المعارك الرئيسية فى حلب بعد تصاعد وتيرة الاشتباكات التى قالت الأمم المتحدة إنها تعكس "استخفافا شنيعا" بحياة المدنيين، وقال الجيش السورى فى بيان إن "نظام التهدئة" سيطبق فى أجزاء من اللاذقية ودمشق اعتبارا من الساعة الواحدة صباح يوم 30 أبريل بتوقيت دمشق وأوضح الجيش فى بيانه إن "نظام التهدئة يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة ومناطق ريف اللاذقية الشمالى لمدة 72 ساعة.".
من جانبه، قال رئيس مركز التنسيق الروسى بسوريا سيرجى كوريلينكو، إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على تطبيق نظام وقف إطلاق النار فى اللاذقية الواقعة فى الجزء الشمالى السورى اعتبارا من منتصف ليل الجمعة لمدة ثلاث أيام.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن كوريلينكو قوله إنه خلال تلك المدة سوف يحظر استخدام أى نوع من الأسلحة أو أى نشاط عسكري، داعيًا كل الأطراف المعنية بالتوصل إلى سلام فى سوريا بدعم المبادرة الروسية الأمريكية لمنع تعطل وقف إطلاق النار.
وتشهد مدينة حلب شمالى البلاد تصعيدا غير مسبوق فى القصف أسفر خلال الأسبوع الماضى عن مقتل أكثر من 200 شخص. وكان اتفاق لوقف الأعمال القتالية فى سوريا بين موسكو والولايات المتحدة بدأ فى فبراير الماضى وصمد لبضعة أسابيع حتى أصبح فى خطر مع تصاعد العنف فى حلب.
وفى نفس السياق، أدانت الخارجية الروسية قصف قنصليتها فى مدينة حلب السورية، ووصفته بأنه "هجوم إرهابى".
وقالت الوزارة الجمعة إنه لم تقع إصابات عندما سقطت قذيفة هاون على أرض القنصلية، أو عندما انفجرت ثلاث أخرى خارج سور القنصلية أمس الخميس، ونقل جميع الديلوماسيين الروس إلى خارج حلب فى يناير كانون ثان 2013، ومنذ ذلك الحين يحرس القنصلية حراس سوريون.
وقالت روسيا إنها تعتقد أن الهجوم بقذائف الهاون شنته جبهة النصرة، المتصلة بالقاعدة، وحلفاؤها، كما ذكر بيان الوزارة أن مثل تلك الهجمات يجب ردعها، ودعت إلى تنسيق أفضل بين روسيا والولايات المتحدة فى جهود مراقبة الهدنة فى سوريا.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء اليوم الجمعة إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 25 آخرون عندما سقطت قذائف مورتر أطلقها مقاتلون من المعارضة على مسجد فى حلب أثناء مغادرة المصلين بعد صلاة الجمعة.
ويوجد المسجد فى حى باب الفرج الخاضع لسيطرة الحكومة فى المدينة. وذكرت الوكالة أن هناك المزيد من القتلى والجرحى نتيجة لقذائف المورتر التى أطلقها مقاتلو المعارضة على منطقتى باب الفرج والميدان فى حلب اليوم.
وأعلنت القيادة العامة للجيش السورى اليوم الجمعة، تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية المتفق عليه ويطبق بدءا من الساعة الواحدة صباح يوم غد "نظام تهدئة" يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة ومناطق ريف اللاذقية الشمالى لمدة 72 ساعة.
وأكدت القيادة العامة - فى بيان نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا) - أن نظام التهدئة يهدف إلى قطع الطريق على بعض المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها والتى تسعى جاهدة إلى استمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار وإيجاد الذرائع لاستهداف المدنيين الآمنين.
من جانبها، أدانت منظمتا الصحة العالمية واليونيسيف الهجوم على مستشفى القدس بحلب السورية، وذكر بيان صادر اليوم "الجمعة" عن مارجريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية وانثونى ليك مدير اليونيسف التنفيذى حول الهجمات على المرافق والطواقم الطبية فى سوريا " نضم صوتنا إلى الكثير من الأصوات التى عبرت عن الغضب بعد الهجوم على مستشفى "القدس" فى حلب، وكان من بين القتلى طبيبان، أحدهما كان من آخر اطباء الأطفال المتبقيين فى المدينة، إضافة إلى ثلاثة من أفراد طواقم الإسعاف وعدد من المرضى من بينهم أطفال.
وتابع البيان" كما نعبر عن الغضب العارم على الوتيرة المتزايدة فى الهجمات على الطواقم والمرافق الصحية فى سوريا"، مضيفا أن هذه الأحداث تأتى وسط تصعيد للعنف تحديداً فى شمال البلاد، وذكرت المنظمتان انه وقبل أيام قتلت قذيفة هاون طبيب نساء وهو فى طريقه إلى المنزل بعد أن أكمل معالجة جرحى من المدنيين فى عيادة تدعمها اليونيسف فى حلب.
وأضاف البيان" تذكرنا هذه الهجمات بالصعوبات والمخاطر الهائلة التى تواجهها يومياً الطواقم الصحية فى سوريا ويستحق هؤلاء العاملين ليس فقط التقدير والاحترام يستحق اولئك العاملين الحصول على حماية اكبر وان الهجمات عليهم وعلى المرافق الصحية ومنع الحصول إلى خدمات الرعاية الصحية وتوصيل المعدات والمواد الطبية فى كل انحاء سوريا هو ليس فقط خرق خطير للقانون الانسانى الدولى بل ويحرم العائلات والمجتمعات من الرعاية الصحية الضرورية بينما هم فى امس الحاجة إليها.
وحثت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية اطراف النزاع وضع حد لجميع الهجمات على المرافق والطواقم الصحية وسيارات الإسعاف والسماح بتقديم الخدمات الصحية للمدنيين الأبرياء والذين هم بأمَس الحاجة اليها محذرة من "ان آلاف الأرواح فى خطر".