يبدو أن كوريا الشمالية قادمة على سيناريو خليفة جديد لكيم يونج أون، زعيم البلاد، بعد تدهور صحته، حيث تحدثت تقارير عن صحة زعيم كوريا الشمالية، وتعرضه لنكسة صحية وخضوعه لعملية جراحية في القلب، وتخلفه مؤخرا عن حضور الاحتفالات بعيد ميلاد جده في 15 أبريل، يبرز السؤال الأكبر لدى البعض: من سيخلف كيم يونج أون؟
وبحسب شبكة سكاى نيوز الإخبارية، فإنه يمثل غياب كيم يونج أون صدمة كبيرة لدى النخبة الكورية الشمالية، وربما يشكل أزمة سياسية لاختيار زعيم يخلف كيم، وشهد تاريخ كوريا الشمالية فترات لم يكن لدى كوريا الشمالية أي رئيس أو خليفة للرئيس، وكانت الأولى قبل أن يتم تعيين كيم يونج سونج، جد كيم يونج أون، رئيسا في أوائل السبعينيات، والثانية عندما توفى والده كيم يونج إيل في عام 1994، حينها ظل منصب الرئيس شاغرا دون تولي أي شخصية لهذا المنصب، والفترة الثالثة منذ عام 2011 أي منذ تولى الرئيس كيم يونج أون الرئاسة وحتى يومنا هذا.
وأشارت الشبكة الإخبارية إلى أنه فى عام 1994 كانت الطريقة الآمنة لاختيار خلف للرئيس هي قبول اختيار كيم جونغ إيل رئيسا للبلاد، بينما في عام 2011، فقد تم اختيار كيم يونج أون، بناء على رغبة والده بعد ظهور الابن على الساحة السياسية في عام 2009، موضحة أنه عندما توفى الرئيس الكوري الشمالى كيم إيل سونج في 1994، أصبح منصبه شاغرا، ولم يتقدم أي من نواب الرئيس الأربعة لشغل المنصب، وعندما توفي الرئيس كيم يونج إيل عام 2011، أيضا لم يتدخل نائب الرئيس جانج سونج تايك، على الرغم من رغبته في ذلك.
وأوضحت شبكة سكاى نيوز أنه من الطبيعي أنه إذا رحل كيم يونج أون سيؤول تولي المنصب لأحد كبار قادة الحزب في كوريا الشمالية، بالنظر إلى تفوق الحزب على جميع المؤسسات الأخرى، بينما بالنظر إلى أن اثنين من الأعضاء الثلاثة في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب فهم من كبار السن، يبدو أن العضو الثالث، أي رئيس إدارة التنظيم والتوجيه تشوي ريونج هاي، هو المرشح الأكثر منطقية ليحل محل كيم ولكن سيواجه نائب الرئيس تشوي ريونج هاي، أو أي خليفة آخر، أحد خيارين، فهل يجب أن يتولى السلطة هو بذاته أو يقوم بتنصيب شخصية أخرى من عائلة كيم، وفي هذه الحال فإن شقيقة الرئيس كيم يو يونج هي الخيار لتولي المنصب، من أجل الحفاظ على تقاليد حكم الأسرة.
يأتي هذا في الوقت الذى يؤكد تاريخ كوريا الشمالية السياسي فرضية الخيار الثاني في تولي منصب الرئيس وهو الأكثر واقعية، فعندما تم تنصيب كيم يونج أون كرئيس، راود بعض المسؤولين الأقوياء مثل جانج سونج تايك وربما نائب المارشال ري يونج هو - أحلام السيطرة عليه، لكن الحلم انتهى بوفاتهم المفاجئة.
بدأ الاهتمام بكيم يو يونج في وسائل الإعلام الغربية، عندما كانت تظهر على المشهد السياسي في كوريا الشمالية بين الحين والآخر، حيث كانت تطل إلى جوار الزعيم كيم جونغ أون في زياراته الرسمية أو في المناسبات الوطنية.
وكيم يو يونج هي الشقيقة الصغرى للزعيم الحالي والابنة الصغرى للزعيم السابق كيم جونغ إيل من زوجته الثالثة الراقصة السابقة كو يونج هوي، ولفتت أنظار الإعلام بقوة العام الماضي عندما زارت كوريا الجنوبية ضمن الوفد الكوري الشمالي رفيع المستوى المشارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لتصبح أول عضو من أسرة كيم الحاكمة تزور الجارة الجنوبية في تاريخ الكوريتين.
ووجه كيم يو يونج، - بحسب شبكة سكاى نيوز - ليس جديدا على الساحة السياسية في كوريا الشمالية، فقد بدأت المشوار مع والدها كيم يونج إيل عندما خدمت في الحكومة، قبل تعيينها في عام 2014 نائب مدير إدارة الدعاية تحت إدارة شقيقها، ومنذ وفاة كيم يونج إيل، يبدو أن كيم يو يونج أصبحت أقرب المقربين للزعيم الكوري الشمالي، وهي علاقة بنيت على أخوة وزمالة دراسية في سويسرا.
ونظرا لأن السلطات الكورية الشمالية تفرض عقوبات صارمة على نشر معلومات شخصية عن أي من أفراد الأسرة الحاكمة، فإنه لا يعرف الكثير عن كيم يو يونج، ولكن تشير التقديرات إلى أنها ولدت في 26 سبتمبر 1987 لأم من أصل ياباني، وأنها نشأت في ظل تربية متشددة في بيونجيانج، إلى جانب شقيقيها كيم جونغ تشول وكيم يونج أون، وفي العام 1996، أرسلت كيم يو يونج، مثل أخويها، إلى سويسرا لتلقي التعليم، حيث يضمن ذلك لأبناء الزعيم الكوري الشمالي البقاء بعيدا عن أعين المتطفلين، وعدم الظهور كثيرا في المجتمع المنغلق.
وبينما يصعب الوصول إلى تفاصيل بشأن تعليمها، إلا أنها استخدمت "أسماء تعليمية" مستعارة مثل "يونج سون" و"باك مي هيانج"، كما حصلت على دراسات إضافية في اللغة الألمانية، وبمجرد عودتها إلى بيونجيانج، بدأت كيم يو يونج رحلتها مع السياسة، وترقت في المناصب، فشغلت منصب مدير الدعاية في حزب العمال الكوري الشمالي الحاكم، وعادة ما تظهر في اللقاءات الرسمية إلى جانب الزعيم كيم جونغ أون، ويعتقد أنها تشغل المنصب ذاته حاليا إلى جانب عملها كمستشارة شخصية له.