الرقص تكريمًا للآلهة، هكذا كانت العقيدة لدى المصريين القدماء، فالرقص هو غذاء الإله لديهم، وبذلك ارتبط الرقص لديهم بالعقيدة والتدين، فكانت تقام الرقصات فى صالات المعابد، فكان التعبير بحركات مختلفة ما هو إلا طريقهم لمناجاة الآلهة، وتقرباً إليهم.
هذا الإبداع الحركى الذى يجعلك تفيض بجسدك وتتحرك رغماً عنك وأنت هائم على أمل أن يتقبلك الإله، لم يكن هو نوع الرقص الوحيد الذى عرفه المصريون، بل ميزوا بين الرقصات والحركات الجسدية بأشكال مختلفة، فكان هناك رقص على أنغام الموسيقى وآخر رقص العبادة الذى يكون فى المعابد، ورقص تمثيلى بهدف تجسيد الحوادث التاريخية الهامة التى سجلتها النقوش على جدران المعابد، ونوع آخر من الرقص اشتهر لدى القدماء المصريين، يطلق عليه الرقص الحربى، الذى يعد أحد وسائل التسلية للقوات العسكرية.
فى اليوم العالمى للرقص الموافق 29 أبريل، قررنا أن نبحث فى دفاتر الآخرين، من هم يرقصون تقرباً إلى الله وبحثاً عنه.
الرقص تقرباً إلى الله على طريقة الصوفيين ...
"الصلة بين العبد وخالقه تنشأ وقت أن يقوم العبد بالرقص واللفيف حول نفسه ورفع يده اليمنى إلى أعلى ويده اليسرى إلى الأسفل، فهذا هو تفسير الصوفيين لرقصتهم الشهيرة، والتى يرون أنها هى أسهل الطرق إلى الله والأفضل لمناجاة الخالق، فكما تدور الكواكب حول الشمس نلتف نحن حول أنفسنا حتى نتخلص من خطايانا وشهواتنا ونصل إلى الكمال الذى يقربنا إلى الله فى سمائه السبع.
الصوفيون أو الدراويش أو أتباع الطريقة المولوية، هؤلاء الأكثر إيماناً بأن هذه الطريقة فى الرقص واللفيف هى الأفضل على الإطلاق للوصول إلى الخالق ومناجاته، فالمولوية هى إحدى الطرق الصوفية، التى تعد من أشهر الصوفيين، والذين تميزوا عن غيرهم بفنون الرقص والموسيقى التى وجدوا أنها طريقهم نحو تنزيه النفس عن معاصيها، وهم تابعون لمرشدهم وقائدهم جلال الدين الرومى، الذى كان أول من شق طريق الصوفيين ووجد السبيل إلى الله فى اللفيف حول النفس بهذه الأزياء التى تجعلهم متوحدين مع أنفسهم، وتمنحهم شعوراً بالراحة النفسية.
الحضرة .. الراقصون ليلاً تقرباً إلى الله
طريقهم للتخلص من الهم والسير إلى الله، مناجاة وحباً وطمعاً فى القرب، على أمل أن يقبل الله ذكرهم الجماعى فيمحوا عنهم خطاياهم، هكذا يرى محبو الحضرة وآل البيت حركاتهم الجسدية التى يصفها البعض بأنها نوع من أنواع الرقص تقرباً إلى الله، هم كذلك منتمون إلى الطرق الصوفية، ولكن لهم طريقتهم الخاصة فى التعبير عن مناجاة الله، فليسوا كمثلهم من تابعى جلال الدين الرومى، بل لهم طريقتهم الخاصة فى مدح الرسول، سندهم هو تفسيرهم لبعض الآيات الدينية والأحاديث الشريفة بأنها طلب مباشر من الله للذكر والمناجاة الجماعية.
و"الدف" طريقهم لاستحضار الروح الدينية والتوحد مع الموسيقى، والشعر، والمديح النبوى، وكذلك الإنشاد الدينى عدتهم للتقرب إلى الله والتمايل فى حبه.