اشعلت التصريحات التى أصدرها وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو ضد مصر، وتطاوله على القاهرة، غضب النواب الذين أكدوا أن تركيا تتدخل فى الشأن الداخلى المصرى لتنفيذ أجندات خارجية، موضحين أن هذه التصريحات تعبير دقيق عن حالة اليأس التى وصل لها النظام فى تركيا، فى ظل مساعيه التحريضية التى لم تتوقف منذ ثورة 30 يونيو.
وفى البداية، قال السفير محمد العرابى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن ما يردده وزير خارجية تركيا، لا يستحق التوقف عنده، متابعا: "هو أمر متوقع من دولة تمارس الانتهازية السياسية، واعتادت التدخل فى الشئون الداخلية للدول بغرض تنفيذ أجندات خارجية مغرضة".
وأكد "العرابى" فى بيان صحفى، اليوم الجمعة، أن مصر تستطيع العيش بدون علاقات مع النظام التركى، ولكنها تتطلع دائمًا إلى الحفاظ على علاقات وثيقة مع الشعب التركى.
وأضاف العرابى: "تنتظر مصر وبصبر بالغ عودة النظام التركى إلى العقلانية فى حكمه على الأمور، والتعامل مع إرادة الشعب المصرى بحكمة سياسية وبدون تدخل فى شئونه الداخلية، وأن هذا الحديث ليس له أى تأثير على مسيرة مصر وشعبها، ولكننا نشعر بالتعاطف مع الشعب التركى الذى يظل الضحية الأولى لحكومته".
وفى السياق ذاته، قال طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، والقيادى بدعم مصر، تعليقا على تصريحات وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو تجاه مصر، بأن هذا الهذيان ما هو إلا تعبير دقيق عن حالة اليأس التى وصل لها النظام فى تركيا، فى مساعيه التحريضية التى لم تتوقف منذ ثورة 30 يونيو، لتأجيج الأوضاع داخل مصر، انتقاما من الشعب المصرى الذى أطاح بحكم الإخوان، وبدد أحلام أردوغان فى بناء خلافة عثمانية جديدة، وقيادة العالم العربى بعد إضعاف مصر فى عهد الإخوان، فعلى العكس من أمنياتهم ومساعيهم صارت مصر أقوى وأقدر على حماية الحقوق العربية، والدفع نحو تعزيز العمل العربى المشترك، وكان آخرها مساعى مصر لبناء قوة عربية مشتركة.
وأضاف الخولى: "أما عن وقاحة وزير الخارجية التركى، فى وصف مصر بالهشة، فأقول له: لا تتحدثوا أنتم بالذات عن ذلك، فى ظل وضع سياسى تركى متأزم وغير مستقر، وأقرب للتناحر والتفكك فى أى لحظة، فى ظل تنامى الغضب الشعبى تجاه حكم أردوغان، الذى لا يتوانى عن استخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين السلميين".
فيما قال النائب حسين أبو الوفا، عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، إن تصريحات مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركى تجاه مصر مغالطة للواقع وتؤكد أن تركيا تقود خطة لإثارة الفوضى فى البلاد.
وأضاف عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، لـ"انفراد" أن مصر تعيش حالة من الاستقرار السياسى والاقتصادى، وهناك أزمات عديدة تم حلها فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن تصريحات وزير الخارجية التركى هى محاولة فاشلة للضغط على مصر لإعادة الإخوان للحياة السياسية.
بدورها، قالت النائبة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، إن تصريحات وزير الخارجية التركى مولود جاويش، ضد مصر هى استمرار لتصريحات المسئولين الأتراك التى يسعون من خلالها التدخل فى الشأن الداخلى المصرى، موضحة أن تركيا سياساتها معادية لمصر وتخدم جماعة الإخوان.
وأضافت حسونة فى تصريح لـ"انفراد" أن تركيا بين الحين والآخر تحرص على إصدار تصريحات معادية للقاهرة تحاول من خلالها أن تظر أن لديها موقف معادى لما قرره الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو، مؤكدة ضرورة عدم الاهتمام بتصريحات المسوئليين الأتراك، والاهتمام فقط بكيفية بناء مصر.
كان وزير الخارجية التركى داوود جاويش أوغلو شن هجومًا عنيفاً على مصر، وتطاول على الدولة المصرية ووصفها بـ"الهشة".