اتفق عدد من المثقفين على أن ظهور المرشح الأمريكى دونالد ترامب هو انعكاس لتوغل التيارات الإسلامية المتشددة فى أوروبا، وخوف المواطنين الغربيين من تسللهم إلى السلطة ، فيما اختلف البعض حول ربط تجربة الإخوان فى الحكم واحتمالية فوز ترامب وتقلده رئاسة أمريكا .
قال الكاتب صلاح عيسى، إن ظهور المرشح الأمريكى دونالد ترامب على الساحة السياسية، وتصدره مشهد السباق الرئاسى، رد فعل طبيعى لظهور التيار الإسلامى المتشدد المتمثل فى داعش ببلدان أوروبا وأمريكا، والمخاوف والتوترات من صعود القوى اليمينة التى تدعم داعش والعناصر المتطرفة إلى الحكم.
جاء ذلك تعقيبا على تصاعد جماهيرية دونالد ترامب واكتساحه فى 23 ولاية أمريكية، والمخاوف من فوزه بمقعد الرئاسة الأمريكية، وربما تشبه تجربة ترامب حكم الإخوان فى الإقصاء والتطرف وإقصاء معارضيه.
وأضاف "عيسى" فى تصريحات خاصة لـــ"انفراد" أن الأنظمة الاستبدادية تحرص على خلق معارضة مثيلة، وتعتقد هذه الأنظمة أنها معصومة من الخطأ، وأنه على الجميع أن يخنع لرأيها وتتظاهر بالديمقراطية والتى تظهر جليا فى الأنظمة العربية الاستبدادية بشكل عام.
وأكد الكاتب صلاح عيسى، أنه بعد قيام ثورات الربيع العربى والتى أسقطت أنظمة الحكم الاستبداية، تصدر الساحة السياسية العناصر المتشددة، مضيفا أنه بعد اشتداد المقاومة العربية ضد الكيان الصهيونى، يصعد اليمين الإسرائيلى إلى السلطة كرد فعل نتيجة مخاوف المواطن الإسرائيلى وإيجاد كيان إسرائيلى يقضى على المقاومة الفلسطينية.
من جانبه، قال الناقد الأدبى حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، إنه لا يوجد ربط واضح بين تجربة الإخوان فى الحكم ، والمرشح الأمريكى دونالد ترامب فى حال فوزه بمقعد الرئاسية.
وأضاف "حمودة" فى تصريحات خاصة لـــ"انفراد"، أن الحكومة الأمريكية سعت إلى تغذية الصراعات فى الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة ، ولم تكن مخلصة لدعاوى الديمقراطية التى تزعم الإيمان بها.
وبدوره، قال الفنان التشكيلى محمد عبلة، إن المرشح الأمريكى دونالد ترامب يلجأ إلى تقديم خطاب مختلف فى إطار محدد فى حملته الانتخابية عبر فكرة "الشو الأمريكى" والذى يعشقه المواطن الأمريكى مثل هذه الخطابات المختلفة غير التقليدية ، مضيفا أن الحكم فى أمريكا تربطها قيم مهما تغير الرؤساء لن تغير من سياساتها، وهناك ثوابت فى السياسية الأمريكية لا يمكن تغييرها سواء أتى ترامب للحكم أو غيره .
وأضاف "عبلة" فى تصريحات خاصة لـــ"انفراد" أن خطاب دونالد ترامب لن يؤثر على السياسية الداخلية أو الخارجية لأمريكا، وذلك لأنها تمثل بلد مهاجرين من جميع الأطياف والديانات، لافتا إلى أن استخدام ترامب الخطاب العدائى للمسلمين هو مجرد أداة لاستقطاب أعداد كبيرة من الناخبين تساعده على تجاوز منافسيه والوصول إلى كرسى الرئاسة .