عادل السنهورى يكتب..يوم تعديل "مزاج المصريين" وبث الأمل وطمأنة القلوب فى "المحسمة" ونفق الشهيد أحمد حمدى 2.. القصة ليست فى مجرد "أنفاق الخير وشرايين الأمل والحياه"..وانما فى نهضة أمة والحفاظ على أمنها

أول أمس الأربعاء ..كان موعدا غاية فى الأهمية لتغيير وتعديل وتبديل " مزاج المصريين" ورسم البهجه والفرحة على الوجوه وبث الأمل وتصدير "الطاقة الايجابية" فى النفوس وطمآنة القلوب من جديد على المستقبل..فالملايين من المصريين كانوا فى حاجة ملحة الى تلك اللحظة وهذا الموعد لاخراجهم من حالة الترقب والهلع والخوف والمتابعة اليومية لأرقام ضحايا فيروس كورونا وكأنهم يتابعون نتائج الانتخابات أوجدول مباريات كرة القدم حتى اصبح الهم اليومى للناس قبل النوم. فالقصة ليست فقط في ظهور الرئيس عبد الفتاح السيسى ومعه قيادات الدولة صباح الأربعاء الماضى لتدشين مشروعات قومية جديدة ولكنها أعمق واكبر من ذلك، فالظهور والتدشين والافتتاح كان له أكثر من معنى وحمل أكثر من رسالة..كان اهمها فى رأى هى رسالة البهجة وتصدير الطاقة الايجابية وتغيير " المزاج" والحالة النفسية التى هيمنت عليها الحالة العامة فى مصر والعالم جراء انتشار فيروس كورونا واجبار الناس على الالتزام بالبيوت والمنازل. هنا جاءت رسالة ومعنى تدشين وافتتاح محطة معالجة الصرف لصحى فى المحسمة وانتهاء أعمال الحفر بوصول ماكينة الحفر فى نفق الشهيد أحمد حمدى 2 الى خط النهاية، ..فالحياه لن تتوقف والعمل والجهد والعرق مستمر فى طريق الاعمار والبناء والتنمية ولن يوقفه مرض استطاعت مصر وبشهادة العالم التعامل معه بنجاح كبير والسيطرة عليه. فالماكينات العملاقة لم ولن تتوقف وسهر الليالى للعمال والمهندسين والفنيين فى كافة المشروعات مستمر ويصل الى اسماع الجميع طوال ساعات الليل بما فيهم الرئيس نفسه..! أراد الرئيس أول أمس أن يصل هذا المعنى وهذه الرسالة للناس..وتبديد ملامح الخوف من الوجوه والقلوب..فالعمل مع الاجراءات الاحترازية للعمال فى مواقعهم يسابق الزمن رغم الظروف الراهنة. الأمر الثانى أن القصة أيضا ليست مجرد افتتاح النفق السادس أو محطة المعالجة او الاطلاع على حجم المشروعات وحجم الاستثمارات سواء فى سيناء أو فى باقى أنحاء الجمهورية، وانما ماوراء القصة ذاتها وهو ميلاد الدولة الجديدة بخطة وبرؤية واضحة وبارادة سياسية قوية وعزم لا يلين لتحتل هذه الدولة بتاريخها وبانجازها الحضارى والانسانى وموقعها الجغرافى المكانة التى تليق بها بين الأمم ..وهى تمضى الآن بخطى ثابتة لهذه المكانة وفقا للشهادات والاحصاءات والأرقام الدولية.. الأمر الثالث أن القصة ليست انفاق وطرق ومحطات تحلية وزراعة آلاف الأفدنة وبناء عشرات المدن وانما القصة هى أمن مصر القومى فى قطعة عزيزة على مصر ..وهذه كانت ايضا من بين الرسائل والمعانى لظهور الرئيس وافتتاحه المشروعات القومية أول امس، فهى خطة تنمية شاملة وكبرى برسالة واضحة والرد بكل هدوء وثقة على أية مخططات مشبوهه أو أفكار مسمومة، تنمية تتعلق بأطهر وأعز أراضى الوطن على نفوس المصريين وهى سيناء الغالية وربطها بجسد الوطن فى الدلتا وتحويلها الى مصدر للغذاء والطاقة واستغلال أراضيها الزاخرة بالموارد الطبيعية وتوطينها بملايين المصريين فى المستقبل القريب وزيادة المساحة المعمورة فيها والاستفادة من مساحتها البالغة أكثر من 60 الف كيلومتر مربع ولايسكنها سوى 930 الف نسمة فقط. الأمر الرابع ..القصة ذاتها وهى قصة الافتتاحات للمشروعات الضخمة فى سيناء تدشين العمل فى النفق السادس أو الخامس من انفاق سيناء والتى بدا العمل فيها منذ عام 2018 وهو نفق الشهيد احمد حمدى2 . بالتالى تكون عزلة سيناء عن الوطن الام قد انتهت الى ابد الابدين واصبح الانتقال منها واليها نوع من النزهة والمتعة من خلال الانفاق ثم الطرق المدهشة طولا وعرضا والى ابعد نقطة فيها بحيث لا تستغرق رحلة العبور من الانفاق الآن اكثر من 20 دقيقة بعد ان كانت تسغرق ساعات وساعات. وباستثمارات ضخمة ويكفى فقط ان نقول ان تكلفة الانفاق وحدها بلغت حوالى 12 مليار جنية.. والانفاق ليست وحدها التى تربط سيناء بباقى المدن المصرية، وانما ايضا الكبارى العائمة الخمس والتي قضت على مشكلة التكدس والزحام بسبب المعديات، في كوبرى الشهيد أحمد المنسى في المنطقة 6 بالإسماعيلية، والثانى باسم الشهيد أبانوب جرجس في القنطرة، أما الكوبرى الثالث فهو كوبرى طه زكى في سرابيوم، وكوبرى الشط في السويس، علاوة على، كوبرى النصر في بورسعيد.وبتنفيذ الكبارى العائمة والأنفاق الجديدة، بجانب كوبرى السلام وكوبرى الفردان ونقاط المعديات الأخرى الخاصة بقناة السويس، أصبح هناك 17 نقطة اتصال تربط سيناء بقلب الوطن لتصبح اقرب فى التنقل والسفر من اى منطقة اخرى. ." ومين اللى قال كنتى بعيدة عنا وانتى اللى ساكنة فى سواد الننى". اذن هى أنفاق الخير والتنمية والأمن القومى- سمها ماشئت- فلم تعرف سيناء فى تاريخها كل هذا العمران والبناء والتنمية ويضخ فيها أكثر من 800 مليار جنيه ولم يعد الوصول منها والسفر اليها صعب ..مجرد دقائق لتضع قدمك على الارض التى روتها دماء اجدادك واباءك دفاعا عن الشرف والعرض والكرامة.. وكل هذه الممرات والمشروعات بايادي ابناء مصر وسواعدهم. أنفاق قناة السويس البالغ عددها 6 أنفاق، تتمثل في نفقى الإسماعيلية والتي تصل إلى سيناء ذهابا وإيايا في مدة زمنية تتراوح من 15-20 دقيقة، ونفقى بورسعيد والتي تربط غرب مدن القناة بشرقها لتسهيل حركة التجارة في منطقة إقليم قناة السويس، هذا بجانب، نفق الشهيد أحمد حمدى بالسويس. يأتى على رأس تلك النقاط أنفاق الإسماعيلية، التي تصل إلى سيناء في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة وبسرعة حدها الأقصى 60 كم/ ساعة، لتجد نفسك بعدها على "أرض الفيروز" وترى بشائر التنمية وقد بدأت تدب بها. صُممت أنفاق الإسماعيلية، بأيادى مصرية وخبرة عالمية في زمن قياسى، حيث لم تتجاوز مدة التنفيذ 3 سنوات، وبسواعد 2500 عامل مهندس مصرى، أسفل سطح الأرض بعمق 70 مترا، وتحت سطح قناة السويس بعمق 53 مترا. وقد تم تزويد الأنفاق في اتجاهيها بـ 23 غرفة طوارئ للأفراد على جانبى النفق، بهذه الغرف والتي توجد كل 250 مترا تقريبا بطول النفق سلم يصل إلى أسفل النفق، كما يوجد صدادات خرسانية بجانبى الطريق بعرض 60 سنتيمترا من الأسفل لحماية جسم النفق من أى اصطدام. كل نفق من أنفاق الإسماعيلية، يحتوى على كاميرات مراقبة وأنظمة لمكافحة الحرائق، وممرات للطوارئ وإخلاء آمن للأفراد حال حدوث أى أعطال أو طوارئ، وذلك عن طريق غرف الطوارئ المذكورة في الفقرة السابقة، وبطول 12.5 متر، يوجد 4 ممرات عرضية تربط النفقين. كما يحتوى النفق في كل اتجاه له على حارتين لمرور السيارات، عرض الواحدة منهما 3.70 مترا، وقد تحددت السرعة المسموح بها بالسير على النفق للسيارات بـ 60 كم/ ساعة، إذ أن تلك السرعات ستكون مراقبة بالرادار وستقع المخالفة المرورية على من يتجاوزها، لتخرج بعد ذلك من الجهة الأخرى للنفق. أما أنفاق بورسعيد الجديدة فطولها ٤ كيلومترات لكل نفق، وتم ربط النفقين بمجموعة من الممرات العرضية التي تستخدم لحالات الطوارئ. وقد تم الانتهاء من فتحات الخروج الجانبية للنفقين بجانب اللوحات والأسهم الإرشادية للسيارات وأماكن الممرات وطفايات الحريق، وأجهزة الكشف والمراقبة وتنفيذ كل الأعمال الداخلية من تشطيبات للأنفاقو يبلغ القطر الداخلي لكل نفق ١١.٤ متر، وارتفاع ٥.٥ متر من سطح الأرض يتضمن كل نفق 4 ممرات لحالات الطوارئ. ويحتوي كل نفق على ٢٥ ألف قطعة خرسانية المكونة للدوائر داخل جسم النفق، وقد صممت في مصنع الحلقات الخرسانية الذي تواجد داخل المشروع وقت الإنشاء. ويستوعب النفق الواحد ٢٠٠٠ سيارة فى الساعة، بمعدل عبور ٤٠ ألف سيارة فى اليوم للنفق الواحد، تم الانتهاء من طريق فرعي خارج الأنفاق يربط الأنفاق الجديدة بمحور ٣٠ يونيو. خمس دقائق هي مدة المسافة من الأنفاق للأرصفة الجديدة بميناء شرق بورسعيد المحوري، والتي يبلغ طولها ٥ كيلومترات بعمق ١٨.٥ متر المجهزة بأحدث المواصفات لاستقبال أكبر وأضخم السفن العالمية، والتي تنتهي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من مباحثاتها مع كبرى الشركات العالمية في تشغيل الأرصفة لتعلن عنها قريبا. و الأنفاق الجديدة أحد أهم عوامل جذب الاستثمارات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لقربها من المنطقة الصناعية في شرق بورسعيد الجديدة التي يعمل بها كبرى المطورين الصناعيين منهم شرق بورسعيد للتنمية المصرية لتطوير وتنمية ١٦ كيلومترا مربعا، وكذلك قربها من المنطقة الصناعية الروسية بخمس دقائق والتي تبلغ مساحتها ٥.٥ كيلومتر مربع، والتي من شأنها تسهيل حركة وعبور الأفراد والتجارة من وسط العاصمة ومدن القناة إلى سيناء مباشرة من خلال الأنفاق الجديدة. ويوم الثلاثاء الماضى شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى انتهاء أعمال الحفر فى نفق الشهيد احمد حمدى 2 وخروج ماكينة الحفر من النفق، وذلك ضمن احتفالية عدد من المشروعات القومية وهو المشروع الذى سيساهم فى تسهيل حركة الربط مع جنوب سيناء وتحقيق السيولة المرورية لحركة الشاحنات القادمة من المحاجر والموانئ البحرية وخدمة المجتمعات العمرانية الواقعة على طريق القاهرة- السويس. وتم تصميم نفق الشهيد أحمد حمدي (2) الذي يعد إنجازا كبيرا وفق دراسات عالمية لربط سيناء ببقية أنحاء الجمهورية، ويتكون النفق من حارتين مروريتين، كل حارة بعرض 3.6 متر والقطر الداخلي لهذا النفق يبلغ 11 مترا والقطر الخارجي أكثر من 12 متر أما الارتفاع الصافي داخل هذا النفق يبلغ 5.5 أمتار والطول الإجمالي لهذا النفق يبلغ 4250 متر وطول الحفر النفقي كان 3400 متر وطول الحفر بالمكشوف 850 متر. كما أن هذا المشروع تم تنفيذه بسواعد الآلاف من المهندسين والعمال والفنيين من تحالف الشركات الوطنية-حوالى 5 آلاف عامل ومهندس وفنى- تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بمعدل إنشاء تجاوز أكبر المعدلات العالمية. والمتوقع افتتاح النفق في يوليو ٢٠٢١ . وأجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى، جولة تفقدية بمحطة معالجة مياه الصرف بالمحسمة شرق قناة السويس. ووفقا لبيانات وزارة الري والموارد المائية فان المحطة تعتبر من أهم المشروعات القومية لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي. وتأتى ضمن الخطة الإستراتيجية التي وضعتها الدولة لمواجهة النُدرة المائية وتعويض الفجوة بين الموارد المائية المتاحة والاحتياجات. وتهدف لمعالجة مياه الصرف التي سيتم نقلها عبر السحارة من غرب قناة السويس لري أراضي سيناء بزمام تقريبي 60 ألف فدان بتصرف نحو 1 مليون متر مكعب / يوم و ستتولى نقل وعبور مليون و250 ألف متر مكعب من مياه المصرف يوميا إلى شرق القناة لري وزراعة نحو 60 ألف فدان بسيناء لتضاف إلى الرقعة الزراعية. تقع بمنطقة سرابيوم بشرق قناة السويس، غرب الإسماعيلية إلى شرقها أسفل قناتي السويس الجديدة والحالية.وتم انشاؤها بواسطة 12 شركة مصرية وطنية بمشاركة 4 آلاف فني ومهندي وعامل تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على مساحة إجمالية قدرها 150 فدانا. وتم إنجازها خلال 15 شهرا، بتكلفة إجمالية 15 مليار جنيه. وسيتم نقل المياه من مصرف المحسمة غرب القناة عبر سراحة المحسمة أسفل قناتي السويس القديمة والجديدة إلى محطة المعالجة شرق القناة ليتم معالجتها ثلاثيا بتقنية فائقة الجودة لتوفير مليون متر مكعب يوميا تكفي لزراعة 50 ألف فدان بسيناء. وأكد اللواء إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أن هناك خطة قومية لتنمية الموارد المائية حتى عام 2037، وإيجاد حلول مستدامة، مشيرًا إلى أنه القوات المسلحة تعمل على تنفيذ 73 محطة تحلية على جميع المحافظات الساحلية بينهم 20 محطة على أرض سيناء بطاقة 323 مليون م مكعب سنويًا، وذلك منذ 2014 حتى اليوم، ليصل إجمالي مياه الشرب التي تم تحليتها 600 مليون م مكعب سنويًا بتكلفة 26 مليار جنيه. وأضاف اللواء إيهاب الفار، أنه تم الانتهاء من تنفيذ 24 محطة بنسبة 65% بطاقة 300 مليون م مكعب سنويا وتكلفة 13 مليار جنيه، وجارى تنفيذ 8 محطات، مضيفًا :"نفذنا 18 محطة بسيناء بنسبة 67%بتكلفة 2.5 مليار جنيه، وجارى تنفيذ 9 محطة بتكلفة 14 مليار جنيه".