سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 25 إبريل 1915..وزير الداخلية التركى يهرب من الأسئلة عن اعتقالات الأرمن وبدء خطة إبادة مليون ومائتى ألف

كان الوقت صباحا يوم 25 إبريل، مثل هذا اليوم، 1915، حين ذهب نائبان من الأرمن فى مجلس المبعوثان «البرلمان العثمانى» إلى «طلعت باشا» وزير الداخلية التركى فى منزله بالعاصمة «أستانة» للسؤال عن الاعتقالات التى تمت من السطات العثمانية للنخبة الأرمينية ليلة «24 ،25 إبريل 1915»، حسبما يأتى فى المجلد الضخم «إبادة الأرمن» تأليف دكتور ريمون كيفوركيان» الصادر عن «جمعة القاهرة الخيرية الأرمنية العامة» مؤكدا: «تهرب طلعت منهما»، ويضيف: من الواضح أن هذه العملية أعد لها بعناية، حيث تم تجميع قوائم بأعضاء النخبة الأرمنية لاعتقالهم فى 24 إبريل. يؤكد الدكتور محمد رفعت الإمام فى كتابه «الإبادة الأرمنية فى الدولة العثمانية -1915 1916» أنه منذ تاريخ 24 إبريل 1925 أُطلق عنان العنف ضد الأرمن العثمانيين، مشيرا إلى أنه حدث ذلك بعد هزيمة تركيا أمام روسيا على جبهة القوقاز فى شهرى يناير وفبراير 1915 خلال الحرب العالمية الأولى، وبحثت السلطات التركية عن كبش فداء فألقت أسباب الهزيمة على الأرمن العثمانيين.. |راجع، ذات يوم، 24 إبريل 2020.» يذكر «الإمام» أن السلطات التركية استثمرت ماحدث فى ولاية «فان» إحدى الولايات الأرمنية الست شرقى الأناضول، وذلك حين رفض الأرمن طلب حاكمها «جودت بك» تجنيد 3 آلاف أرمنى، فوقعت مصادمات بينهم وبين الأتراك، وخلال الفترة بين 15 و18 إبريل، نهب الجنود الأتراك «80 قرية» أرمنية وذبحوا سكانها، وحفروا الخنادق حول الأحياء الأرمنية فى «فان»، وإزاء ذلك بدأ الأرمن ينظمون عملية الدفاع عن المدينة، وكان يسكنها 30 ألف نسمة، يؤكد الإمام: «عندئذ اعتبر جودت أنه بذلك حصل على دليل العصيان الأرمنى المسلح الذى كانت تنتظره الأستانة» . يؤكد الإمام، أنه منذ شهر مايو أبرقت السلطات العثمانية أوامرها الصريحة إلى الحكام والقادة العسكريين بترحيل الأرمن عنوة من وطنهم بحجة حماية المدنيين، وكان برنامج الترحيل واحدا فى الولايات الأرمنية شرقى الأناضول، وبعد أن صدرت أوامر النفى تم منح الأرمن مهلة بضعة أيام لمغادرة منازلهم، واعتقل الأتراك القلة الأرمنية التى لم يتم تجنيدها والذين لم يعتقلوا وسجنوهم ثم أعدموهم، يضيف الإمام، أنه فى المرحلة الثانية تم نفى النساء والأطفال والمسنين فى قوافل، ثم قامت الشرطة بإخلاء منازل الأرمن وتخزين الأثاثات فى «الحفظ والصون»، تم نظمت لجنة الملكية المهجورة بيع الأبنية، ورتبت استقرار المهاجرين من البلقان فى منازل الأرمن الخالية، وبيعت النساء والأطفال فى مزاد علنى فى حالات عديدة أوتم وهبهم للعائلات التركية والعصابات الكردية. يرسم «الإمام» صورة مأساوية لعلمية النفى قائلا: «كان المنفيون يُرحلون سيرا على الأقدام، يجرون العربات خلفهم وهم يحلون الحد الأدنى من الأمتعة..هلكت بعض القوافل فى الحال، واستمرت الأخرى فى مسيراتها، وتلاشى المنفيون تدريجيا إثر الهجمات المتكررة عليهم من الدرك الأتراك والسكان المحليين المتأثرين بدعاية «الجهاد» والعشائر الكردية والعصابات، وتم نقل باقى أرمن الولايات الشرقية على نحو منتظم إلى منطقة النفى جنوبا. يذكر «الإمام» أنه خلال الفترة الممتدة بين مايو، يوليو 1915، كان جميع أرمن الولايات الشرقية اختفوا «مليون ومائتى ألف نسمة» من منطقة كانت مركز أرمنيا التاريخية، يقول الإمام»: «وقعت هذه الحوادث فى أواخر الربيع أوائل الصيف فى هضبة جبلية يبلغ ارتفاعها 6 آلاف قدم، وكانت وسائل الاتصالات نادرة ورديئة، ولم تكن ثمة خطوط حديدية أوقنوات مائية صالحة للملاحة أوشبكة جيدة من المواصلات».. يضيف: «تجدر الإشارة إلى أنه حيثما كانت ثمة أقنية مائية صالحة للملاحة «نهر دجلة فى ديار بكر والبحر الأسود فى طرابيزون»، فإن إلقاء المنفيين فى المياه كان أحد الأساليب المختارة للقتل الجماعى، وكانت الجثث تطفو على وجه المياه حيث تتصارع الكلاب والنور مع بعضها البعض وتتخطف الجثث الملقاة على قارعات الضفاف». يؤكد «الإمام» أنه خلال الشهور الثلاثة الممتدة من مايو حتى يوليو 1915 تمكن 200 ألف أرمنى من أصل مليون ومائتى ألف من الوصول إلى القوقاز، وخضع حوالى 200 ألف للتتريك، ولم يتمكن سوى بضعة آلاف أن يتجنبوا النفى والموت، إذا وصل نحو 50 ألف منهم إلى حلب أوالموصل، وقتل سائر الأرمن البلغ عددهم سبعمائة ألفا أثناء مسيرات النفى.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;