خبراء دوليون يدخلوننا في نفق الحيرة عند إجابتهم على سؤال هل الشمس أو ارتفاع درجة الحرارة يقلل من نشاط فيروس كورونا؟ إذ أن الإجابة على هذا السؤال محيرة وتشتمل الإجابات عليها تناقضات صارخة.
أشعة الشمس لا تقتل كورونا
فمن جانبه أكد الطبيب الروسي أناتولي ألتشتاين، أن أشعة الشمس لا تقتل أي فيروس اخترق جسم الإنسان، ولكنها في الوقت ذاته خطيرة حقًا على الفيروسات المنتشرة على الأسطح الخارجية المفتوحة.
وقال ألتشتاين في تصريح صحفي اليوم الجمعة، أوردته وكالة أنباء "نوفوستي" "إن أشعة الشمس لن تقتل فيروسًا واحدًا داخل جسم الإنسان، وإن هذا ممكن في أي مكان مفتوح يتعرض لأشعة الشمس، حيث أن الفيروس حساس للإشعاع فوق البنفسجي.
وأضاف "أنه وفقًا لعلم الفيروسات، تؤثر أشعة الشمس إيجابيًا على مناعة الإنسان وتساعد على تقويتها عن طريق إمدادها بعدد من الفيتامينات، وعلى رأسها فيتامين (د)"، مشيرًا إلى أنه عندما يكون الطقس مشمسًا والهواء دافئًا في الصيف، فإن مناعة الجسم يمكن أن تتحسن وتزيد من مقاومة الناس للأجسام الدخيلة.
وأوضح ألتشتاين أن هذا يساعد جزئيًا في مكافحة الفيروسات، مؤكدًا على عدم وجود تأثير مباشر للشمس على الفيروس الموجود داخل الجسم.
كورونا يضعف فيروس كورونا
على الجانب الآخر، قال مسؤول قطاع العلوم في وزارة الأمن الداخلي الأمريكي وليام براين إن فيروس كورونا يضعف بسرعة أكبر عندما يتعرض لضوء الشمس والحرارة والرطوبة في علامة محتملة على أن جائحة كورونا قد تصبح أقل قدرة على الانتشار خلال أشهر الصيف.
ونقلت "رويترز" عن براين القائم بأعمال مديرية العلوم والتكنولوجيا في الوزارة قوله في إن: “باحثون تابعون للحكومة الأمريكية توصلوا إلى أن الفيروس يعيش بشكل أفضل في الأماكن المغلقة والأجواء الجافة ويضعف مع ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وخاصة عندما يتعرض لأشعة الشمس” مضيفا: “الفيروس يموت بأسرع ما يكون بوجود أشعة الشمس المباشرة”.
واشار براين إلى أنه على الأسطح غير المسامية كالصلب يفقد الفيروس نصف قوته بعد 18 ساعة في أجواء مظلمة منخفضة الرطوبة أما في الأجواء ذات الرطوبة العالية انخفضت تلك الفترة إلى ست ساعات مبينا أنه عندما تم تعريض الفيروس لرطوبة عالية ولأشعة الشمس فقد نصف عمره خلال دقيقتين فقط.
وقد تنعش هذه النتائج الآمال في أن يسلك الفيروس التاجي المستجد مسار الأمراض الأخرى التي تصيب الجهاز التنفسي كالإنفلونزا والتي تكون أقل عدوى في الأجواء الدافئة.
ترامب يدخل على الخط الجدال
بينما دخل الرئيس الأمريكية دونالد ترامب، في الجدل الدائر حول تأثير الشمس على فيروس كورونا، حيث أشار إلى أن أشعة الشمس يمكن استخدامها في علاج المصابين بفيروس كورونا الجديد أو ما يُعرف باسم "كوفيد-19".
وبحسب "سي أن أن" جاء ذلك في التصريح الصحفي حول فيروس كورونا، حيث قال ترامب: "هناك شائعة، شائعة جميلة، وهي أنكم تخرجون خارجا إلى الشمس أو مكان وجود حرارة وذلك له تأثير على الفيروس"، طالبا من ديبوراه بريكس منسقة فريق عمل فيروس كورونا، خلال المؤتمر الصحفي "بالتحدث مع الأطباء لرؤية إن كان هناك أي طريقة يمكن من خلالها تسليط الضوء أو الحرارة من أجل المعالجة".
حقيقة
بعض الفيروسات ومن بينها الأنفلونزا وحتى الفيروسات التاجية (كورونا) الأخرى مثل "السارس" تميل إلى الوصول إلى الذروة نوعاً ما في مارس وأبريل، وبعدها تبدأ في التراجع.
ديبوراه بريكس قالت لترامب بصورة مباشرة بالإضافة إلى عدد من الخبراء الصحيين الذين علقوا على تصريحات ترامب عقب المؤتمر الصحفي أكدوا أن أشعة الشمس ليست علاجا محتملا لفيروس كورونا.