علوم مسرح الجريمة.. تعرف على أهمية إعادة تمثيل الحادث على المسرح.. تلعب دورا للوقوف على أدوار الجناة ما بين الأصلى والثانوى.. تطمئن المواطنين إلى نشاط الأجهزة الأمنية.. وخبير يوضح 9 نقاط تبرز ضرورة ال

إعادة تمثيل مسرح الجريمة من الأمور الشائكة التي تتطلب عناية فائقة من قبل الخبراء للوصول إلى مرتكبي الجريمة الأصليين وهى عبارة عن عملية تتم أثناء التحقيق يقوم فيها الجناة المعترفين بارتكاب الواقعة الإجرامية بإعادة تمثيل أدوراهم أمام المحقق فى مسرح الجريمة لبيان ماذا حدث أثناء ارتكابهم الواقعة، أو لمواجهة المتهمين الغير معترفين بالأدلة المعثور عليها فى مسرح الجريمة. وهذه العملية تساعد المحقق بشكل كبير على الوقوف على أدوار الجناة التي اقترفوها والتأكد من صدق أو كذب الاعتراف والتعارض إن وجد بين أقوالهم والأدلة الجنائية بمسرح الجريمة، وتحديد دور كل من المتهمين ومدى مساهمة كل منهم فى الواقعة المرتكبة، وقد يجد المحقق عند إنكار المتهمين ارتكاب الواقعة مواجهتهم بالأدلة القائمة قبلهم فى مسرح الجريمة سواء أقوال الشهود أو الأدلة المادية أو القرائن أو الدلائل، وإتاحة الفرصة لهم لتفنيد هذه الأدلة أو الاعتراف بارتكاب الجريمة. مدى أهمية وكيفية إعادة تمثيل الحادث على مسرح الجريمة فى التقرير التالى، يلقى "انفراد" الضوء على مسألة فى غاية الأهمية بالنسبة لإعادة تمثيل الأدوار فى مسرح الجريمة للوصول إلى الجناة الحقيقيين فى الوقت الذى يحتاج فيه إعادة تمثيل ترتيب مسرح الجريمة بالصورة التى كان عليها عند اكتشاف وقوع الجريمة أو بالتحفظ على المسرح عند ضبط الجاني فى حالة تلبس أو بناء على إذن تفتيش المسكن من النيابة والتنفيذ بمعرفة مأمور الضبط القضائي والتحفظ على المكان بعد الضبط مباشرة ولحين المعاينة وإعادة تمثيل الحادث من جانب المحقق، وفى الحالات التى يعاد فيها ترتيب مسرح الجريمة بعد مرور مدة زمنية من انتهاء العمل به يستعان بالتسجيل السابق للمعاينة، سواء كان ذلك بالكتابة فى صورة محضر معاينة لمسرح الجريمة أو من خلال الصور التي التقطت للمسرح أو من الإطلاع على الرسم الكوركى لمكان الواقعة – بحسب الخبير القانونى والمحامى أحمد الأسيوطى. في البداية – يجب أن نعلم أن الفرق بين إعادة تمثيل الحادث وإعادة تكوين الحادث وإعادة ترتيب مسرح الجريمة يبدو في إن إعادة التمثيل تتم عند استجواب المتهم أو المتهمين بارتكاب الواقعة للتحقق من صدق الاعتراف، أو للمواجهة بالأدلة فى مسرح الجريمة عند الإنكار، وكن إعادة تكوين الحادث تتمثل فى تحليل المعلومات وفحص الأثار والأدلة المادية المنبثقة من مسرح الجريمة، ومحاولة الربط بينها استناداَ على خبرة العاملين فى مسرح الجريمة من خبراء ومأمور الضبط القضائي والمحقق وهى عملية تمزج ما بين العلم والفن، وتتم غالباَ قبل عملية القبض على الجناة أو عند إنكارهم ارتكاب الواقعة محل الفحص والتحقيق – وفقا لـ"الأسيوطي". إعادة تمثيل الحادث يتم بهدف التأكد من صدق اعتراف المتهم بارتكابه الواقعة وترتيب مسرح الجريمة يتم عند إبداء المحقق أو المحكمة الاستعداد للانتقال إلى مسرح الجريمة بعد الانتهاء من العمل به وتركه فترة من الزمن، وهذا يقتضى الرجوع إلى المحضر والصور والرسوم الكروكية التي أجريت في مسرح الجريمة عند ضبط الواقعة للاهتداء بها وإعادة ترتيب المسرح كما كان عليه الحال عند اكتشاف الواقعة، وفحص المسرح وإعادة كل شئ من أثاث وأثار إلى أماكنها بالمسرح وتحديد مكان المصاب أو الجثة وأماكن تواجد الشهود والمجني عليه، والأشياء المسروقة بحيث يكون المسرح جاهزاَ لإعادة تمثيل الجريمة وإعادة المعاينة إذا ما رأت المحكمة أن هذا الإجراء يساعدها على تصور كيفية حدوث الواقعة الجنائية محل المحاكمة. وإعادة تمثيل الحادث يتم بهدف التأكد من صدق اعتراف المتهم بارتكابه الواقعة محل التحقيق، أو لمواجهته بالأدلة القائمة قبله فى مسرح الجريمة وفى كلتا الحالتين هو إجراء تحقيق كما سبق أن ذكرنا يجريه المحقق، أما إعادة تكوين مسرح الجريمة يتم فى مرحلة جمع الاستدلالات ويقوم به مأمور الضبط القضائي وفى مرحلة التحقيق يجريه المحقق عندما تكون الجريمة غامضة أو عند إنكار المتهم ارتكاب الواقعة، وغالباَ يكون للخبرة أو الخبراء دور فى إعادة تكوين الحادث، ولكن إعادة ترتيب الحادث فهو أمر مادى يعتمد على ما تم فى محضر معاينة مسرح الجريمة وتسجيل مكان ارتكاب الجريمة بالصور الفوتوغرافية والرسوم الكروكية، وذلك لإعادة مسرح الجريمة بمادياته إلى ما كان عليه قبل ترك العمل به وعند اكتشاف الواقعة. 9 عناصر لأهمية إعادة تمثيل الجريمة 1-هناك بعض الأمور الهامة لإعادة تمثيل الحادث وهى الاطمئنان على مدى صدق اعتراف المتهم بارتكابه الواقعة من إعادته تمثيل دوره في المسرح أثناء تنفيذه النشاط المادي للجريمة، والملابسات التي أحاطت بظروف الارتكاب، وهل اقترف الجاني الواقعة بمفرده أم عاونه أحد؟ ودور المعاون المساهم أصلى أم ثانوي في الجريمة وهذا يتبين من الظهور على مسرح الحادث. 2-ويتبين من إعادة تمثيل الجاني لدوره في مدى صدق أو كذب شهود الواقعة وعند التعارض تتم المواجهة بمعرفة المحقق واستخلاص حقيقة ما حدث، ويكون للأدلة المادية دور فى حسم الموقف فى مثل هذه الحالات. 3-التأكد من تطابق أقوال الشهود واعتراف المتهم مع الأدلة المادية المعثور عليها بمسرح الجريمة، فقد قضت محكمة النقض بأن تطابق أقوال الشهود ومضمون الدليل فى كل جزئية منه ليس بلازم بل يكفى أن يكون جمع الدليل قولى غير متناقض مع الدليل الفنى تناقضاَ يستعصى على الملائمة والتوفيق. 4-تسهم إعادة تمثيل الحادث بمسرح الجريمة فى مساعدة المحقق والمحكمة على تصور كيفية حدوث الواقعة الجنائية وظروف الارتكاب وأدوار الجناة ومدى مساهمة كل منهم فى ارتكاب النشاط المادى للجريمة. مسرح الجريمة 5-يتبين من تمثيل الجانى لدوره فى اقتراف الجريمة علاقته بالمجنى عليه ومكان ارتكاب الجريمة والشهود والنفسية الإجرامية، والسبب والدافع الذى أدى إلى إقدام الجانى على هذا العمل الإجرامى وكيف اختمرت فى ذهنه فكرة الجريمة وعزمه عليها، والتخطيط والإعداد والتجهيز لارتكاب النشاط الإجرامى والسبل التى سلكها للهرب من مسرح الجريمة، وأين اختفى لحين القبض عليه وتقديمه للعدالة. 6-وعند إنكار المتهم لإنكاره الواقعة الإجرامية قد يجد المحقق لفائدة التحقيق الانتقال لمسرح الجريمة، وإعادة تمثيل الحادث وذلك بحضور الشهود والخبراء وإعادة ترتيب المسرح بهدف مواجهة الجاني بالأدلة المادية والمعنوية المتحصل عليها من مسرح الجريمة. 7-تسفر إعادة تمثيل الحادث عن دور المجني عليه في ارتكاب الجريمة هل كان إيجابياَ بالاستفزاز أم سلبياَ بعدم المقاومة واللامبالاة، أم أخذ المجنى عليه على غرة مثال قتله وهو نائم أو سرقة أمواله فى غيابة. 8-يتبين من إعادة تمثيل الحادث الثغرات الأمنية التى ساهمت فى إتاحة الفرصة للجانى لارتكاب جريمته وربما الهرب من مسرح الجريمة قبل التعرف عليه أو القبض عليه، وهذا يفيد واضعى الخطط الأمنية بسد مثل هذه الثغرات لعدم تكرار حوادث مماثلة. 9-وأخيراَ اعتراف الجانى وتمثيله لدوره أثناء ارتكاب الجريمة يطمئن المواطنين والمقيمين إلى نشاط الأجهزة الأمنية وحسن سير العدالة الجنائية، كما يخيف من تسول له نفسه ارتكاب الجريمة فيعد عن خطته الإجرامية ويسلك السلوك القويم.