أكد الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، أنه استمع إلى حديث الدكتور علي جمعة فى برنامجه التليفزيونى الذى قال فيه "إن إدريس هو الذى بدأ فى بناء الأهرامات، وأن شكل تمثال أبو الهول هو تجسيد لـ إدريس وأنه هو الذى علم المصريين التحنيط.
وأضاف "حواس" فى تصريحات أدلى بها فى لايف مباشر مع "انفراد"، أن هذا الكلام ليس له أى دليل إطلاقا، لا أثرى ولا لغوى، و ذلك لأسباب منها، أولا فإن أول هرم بنى فى مصر بناه أمنحتب لـ زوسر فى سقارة ولدينا الأدلة اللغوية التى تثبت هذا الكلام، ثانيا، هرم الملك خوفو لدينا بردية يظهر فيها كلام رئيس العمال عن بناء الهرم، وثالثا، أبو الهول كل الأدلة تثبت أنه من عصر الملك خفرع وأن شكل الإنسان عل جسم أسد معروف من الأسرة الرابعة من عهد ابن الملك خوفو".
وأشار زاهى حواس إلى أن التحنيط لم يأت مرة واحدة من شخص واحد لكنه جاء على مراحل، وأنه اكشفت مقبرة تعود إلى الأسرة الأولى جاء فيها أن التحنيط كان متعلقا بالجزء السفلى، بعد ذلك كان التحنيط بوضع أقنعة، وبعد ذلك وصل التحنيط إلى ذروته فى الأسرة الـ 18.
وتابع الدكتور زاهى حواس، كنت أتمنى من الدكتور علي جمعة ألا يتعرض للآثار، لأن الآثار لها متخصصون يتحدثون عنها.
وإجابة عن سؤال هل قرأ زاهى حواس بيان مفتى الديار المصرية السابق، الذى صدر منذ قليل، أكد زاهى حواس أنه لم يقرأه بعد، لكن بعد ذلك علق الدكتور زاهى حواس على بعض فقرات البيان ومنها ما ورد فى بيان علي جمعة "إن الدكتور زاهى حواس الصديق القديم الذى لم يُعَنّى نفسه بالاتصال ولم يُعَنّى نفسه بالاطلاع على البرنامج واعتمد على ما تناقلته وسائل الإعلام، ثم أراد الظهور بعد غيابه عن الساحة مدة طويلة لم نستمع فيها إلى صوته ولم نر محياه على ما قد كان عودنا - عفاه الله عنه".
وقال زاهى حواس: فعلا الدكتور علي جمعة صديق عزيز جدا، وأنا لم أقم بالاعتماد على أى وسائل للرد عليه لكن استمعت إلى البرنامج بشكل مباشر واستمعت بالفعل لكل حديثه فى التليفزيون، وبالتالى طالما استمعت إلى كل هذا الحديث فلماذا اتصل به.
وأكد زاهى حواس، أن الدكتور علي جمعة قال هذا الكلام فى حديث تليفزيونى، وأنا استمعت إليه جميعه، فماذا كنت سأقول له، لأن الاتصال ليس له فائدة، وبعدما انتشر هذا الكلام فى كل مكان فى مصر، كان لزاما أن أعترض على ذلك وأن أبين للناس أن هذا الكلام ليس له أى أدلة صحيحة، وأن هذا الكلام كرر من قبل قاله الدكتور سيد كريم وكرره من بعده الدكتور مصطفى محمود فى برنامج العلم والإيمان، وكل هذا الكلام ممتلئ بالأخطاء التاريخية التى ليس لها أدلة.
وتعلقا على ما ورد فى بيان الدكتور علي جمعة والذى فيه: "ولو أنه اطلع على البرنامج لعلِم أننا قد فرقنا بين الروايات العلمية وبين الروايات الشعبية ولعلِم كذلك أنه برنامج يبيَّن مدى انتماء المصريين لبلادهم ومدى حبهم لها، كما أنه يبين موقع مصر التاريخى الذى قد لا يلتفت إليه كثير من الناس، ولكنه لم يلتفت لكل هذا وأراد أن يلقى علينا محاضرة فى الآثار وهو أمر لم نقاربه بل ولا نريده فى برنامجنا، وهذه السقطة التى سقطها الدكتور حواس ترك فيها أول خطوات النقاش الجاد ولذلك أردنا أن ننبهه بأن يستمع إلى البرنامج أولا وأن يرى كيف أننا من أول لحظة ونحن نفرق بين الروايات العلمية - والتى تركنا له الجانب الحسى منها - وبين الروايات الشعبية التى سبَّ أصحابها بكلمات غير لائقة مدعيا أنه وحده مصدر المعرفة.الكلام فى الآثار اتركه للمتخصين وكيف تعتمد على الحكايات الشعبية، ولدكتور على جمعة عليه أن ينصت وألا يتحدث فى الآثار وألا يعتمد على الحكايات الشعبية، فنحن لا نتحدث فى الدين، وكان لزاما على الدكتور علي جمعة أن يتصل بى قبل أن يعلن ذلك فى التليفزيون.
وقال الدكتور زاهى حواس: أولا أنا آسف، أن يقول الدكتور علي جمعة هذا الكلام، وأنا لا أدعى أننى الوحيد الذى أعرف، لكن التخصص هو تخصصى الدقيق "عصر الأهرامات" يعنى من حقى أن أرد، فأنا من المتخصصين القلائل فى العالم فى عصر الأهرامات وأبو الهول، وهو لم يكن من حقه أن يتحدث فى الآثار، وما فعلته ليس سقطة، فلى العديد من الكتب فى هذا المجال لذا عندما أرى أقاويل مغلوطة لا بد أن أتصدى لهذا الكلام وأقول رأي.
وتابع الدكتور زاهى حواس عالم الآثار، أن ما قاله الدكتور علي جمعة حول قصة النبى إدريس وبناء الأهرامات، كلام خاطئ وروايات شعبية، المفروض لم نسمعها من رجل فاضل مثل الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، حتى وإن قال أن كلامى سقطة لم أعيب فيه إطلاقا، بل بالعكس قولت إنه صديقى واحترمه لكن ما قيل، وأن يصدر من عالم كبير فى الدين مثل الدكتور علي جمعة.
وأضاف الدكتور زاهى حواس، أن الصداقة بينه وبين الدكتور علي جمعة بدأت عندما التقى رئيسة جمهورية إيرلندا وأبلغته بإعجابها بمستر زاهى وكشف لها الدكتور علي جمعة إعجابه بمستر زاهى حواس، موضحا أن الدكتور علي جمعة عندما يتحدث بأى كلمة يكون هناك متابعين كثر" والدنيا بتتقلب" وحينما يتحدث عنه الآثار وجدت أنه لابد وأن أرد وردى لم يكن حاد ولكنه كان رد قاطع، بقصد أن أقول لأى أحد غير متخصص فى الآثار بإلا يتحدث فى الآثار حتى وأن كان الدكتور علي جمعة.
وتابع الدكتور زاهى حواس عالم الآثار: "لا يهمنى ما صدر من الدكتور علي جمعة فى البيان ولكن به كلمة ساقطة واعترض عليها تماما، وأقول رغم هذا لن ارد على الدكتور علي جمعة لأنى احترمه ولكن أقول له فى النهاية لا تتحدث عن الآثار وتحدث عن الدين ونحن تحترمك ونقدرك كرجل دين ولكن عندما تتحدث عن الآثار لا نقبل هذا وعندما تدخلت وأصدرت بيان كان ردا عليه خاصة وأن سيدنا إدريس ليس له مكان فى التاريخ إطلاقا ولم يذكر فى الآثار والتاريخ.
واستطرد الدكتور زاهى حواس، البيان الصادر من الدكتور علي جمعة فى حقى فيه خطأ ويضم كلمة خطأ اذاعتها لأننى لم أعيب فيه إطلاقا، وكل ما ذكرته وقولته: "يا دكتور لا تتحدث فى الآثار وتحدث فى الدين، ولم اتصل تليفونيا لأننى لم اغلط فى الدكتور علي بل بالعكس بيانه فيه خطأ كبير".
وأردف عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس: "لا يوجد فى الآثار والتاريخ أى ذكر لأنبياء الله إطلاقا ولا يوجد ذكر لسيدنا إدريس أو إبراهيم أو موسى أو يوسف إطلاقا، وأنا لا اتحدث عن الدين ولكنى اتحدث عن الآثار واتحدث عن ما هو مكتوب باللغة المصرية القديمة على الآثار نفسها، ولكن سيدنا إدريس لا يوجد له ذكر إطلاقا فى التاريخ أو الآثار".
وقال الدكتور زاهى حواس، إن كل كلام الدكتور سيد كريم فى الكتاب غير علمى إطلاقا، وليس له أى معنى للآثار المصرية، ولم يمكن أن نضعه كجزء فى الآثار لأنه يبعد تماما عن الآثار المصرية، وردد هذا الكلام الدكتور مصطفى محمود ويردده الآن الدكتور علي جمعة.
وحول تعرض المصريين القدماء لأزمات مثل الأزمة الراهنة التى يعيشها العالم حول فيروس كورونا، قال الدكتور زاهى حواس تعرضنا لأزمة مرتين، الأولى فى عصر العمارنة المدينة التى عاش فيها الملك اخناتون حصل فيها وباء الملاريا، والدراسات التى قام بها عالم الآثار الانجليزى يقول إن 70% من الناس توفت فى هذا الوقت، ولدينا وصفات طبية وأكثر من 11 بدرية تتحدث عن الوصفات الطبية ومنها وصفات خاصة بالملاريا.
وتابع الدكتور زاهى حواس،: أن المرض الثانى الذى انتشر فى الشرق الأوسط والحضارة القديمة كان الطاعون وحدث عندنا زوجة الملك رمسيس الثانى كانت مريضة بالطاعون وكانت تذهب للألهة للتبرك بهم لكى تخف ولدينا فى رسائل العمارنة ذكر وصفات طبية للمرض.