سلطت شبكة سي إن إن الأمريكية الضوء علي الملكة كليوباترا، وفصول من تاريخ مصر الفرعونية، مشيرة فى تقرير لها إلى أن التاريخ الفرعوني ضم بين صفحاته عالمة كميائية حملت الاسم نفسه.
وقالت شبكة CNN أن كليوباترا أخر ملوك مصر الفرعونية لم تكن الوحيدة التي كانت تتمتع بقوة استثنائية في العصور القديمة، فهناك أيضا كليوباترا الكيميائية التي يعتقد أنها كانت واحدة من عدد قليل من القدماء الذين يمتلكون سر حجر الفلاسفة وهو عملية أسطورية لتحويل المعادن الأساسية إلى ذهب وفكرة مرتبط بالحياة الأبدية.
ارتبط اسم كليوباترا الكيميائية الغامضة بعدد من الاختراعات التي ساعدت في ولادة الكيمياء الحديثة مثل أدوات علمية لسائل تقطير كانت مقدمة لعمليات لا تعد ولا تحصى نستخدمها اليوم تشمل البلاستيك والمواد الكيميائية.
عاشت كل من الملكة كليوباترا وكليوباترا الكيميائية في مدينة الإسكندرية على البحر الأبيض المتوسط ويفصل بينهما قرون عدة، توفيت ملكة مصر عن طريق لدغة ثعبان في عام 30 قبل الميلاد في حين يعتقد أن كليوباترا الكيميائية عاشت بعد ذلك بكثير تحديدا في القرن الثالث الميلادي.
تشابه الأسماء بين الاثنين أعطى الفضل للملكة أحيانًا في تجارب الكيميائيين، وأوضح روبرت بليمر مؤلف العديد من الكتب عن الكيمياء: "يمكن أن يكون الاسم اسمًا مستعارًا ، إما لمؤلف غير معروف أو حتى لمجموعة من المؤلفين الكيميائيين."
كانت الإسكندرية مركزًا مزدهرًا للبحث العلمي والمبارزة الفكرية والفكر الفلسفي في زمن كليوباترا الكيميائية حيث كان بإمكانها الوصول إلى الوزن الكامل للمعرفة الموجودة في أرفف الكتب بالمكتبة الكبرى في المدينة (أكبر مكتبة في العالم التي قالت عنها بعض الأساطير القديمة أنه كان لا يسمح لسفينة أن ترسو بالميناء دون الحصول على نسخة من الكتب على متنها).
ووفقا للتقرير فان النساء في مصر القديمة تمتعن بقدر غير معتاد من الاستقلالية حيث كان لديهم ممتلكاتهم الخاصة واعتبروا متساوين قانونًا مع الرجال في المحكمة وكانوا قادرين على ممارسة تخصصات النخبة مثل الكيمياء، وهو ما كان سببا فى فصول مضيئة في تاريخ مصر.
وبحسب سي إن إن ، يعتقد ان مجموعة من النساء الكيميائيين في مصر القديمة من قدمن البيرة للعالم للمرة الأولى.
يعتقد أن كليوباترا قد درست على يد عملاقة أخرى في الكيمياء والمعروفة باسم ماريا اليهودية وهناك لوحة لعام 1964 تصورها على أنها كوميرا من امرأة وأسد تقوم بإلقاء تعاويذ سحرية لاستدعاء الذهب، ولكن يبدو أن كل من أعمال ماريا وكليوباترا تتماشى مع الكيمياء الصناعية أكثر من السحر.
أدى اتساع الوقت ، وميل الكيميائيين إلى إخفاء لغتهم في سرية والمتعصبون الذين دمروا العديد من الكتب الكيميائية أدى إلى ثغرات كبيرة في معرفتنا عن هؤلاء الرواد الأوائل، لكن علماء المسلمين نسخوا وحفظوا بعض الوثائق المهمة وهذه هي الطريقة التي نعرفها عن كليوباترا: لفافة واحدة من البردي اليوم تحت رعاية جامعة ليدن في هولندا تحمل مفتاح عملها.
يُعرف باسم "Chrysopoeia كليوباترا" ("صانعة الذهب كليوباترا") يمكن اعتباره أحد أقدم كتب العلوم التي كتبها امرأة تتضمن جزء من العمل الفلسفي وجزء من الكيمياء التجريبية حيث امتلأت بالرسوم البيانية الغامضة والرموز المشفرة والرسومات المبتكرة بالإضافة الى رمز الخلود القديم، والنجوم وأشكال الهلال التي تشير إلى تحول الرصاص إلى الفضة ورسم الألبيم ، وهو نظام تقطير لا يزال يستخدم حتى اليوم.
لم يقدم لنا العلم أي شيء حتى الآن يحتوى أدلة قوية على أنه من الممكن تحويل المعادن الأساسية إلى ذهب، ولكن ربما لم يكن هذا هو الهدف ولكن الدافع كان الرغبة في تطوير وانفتاح العقل البشري على احتمالات أوسع.