مع بداية شهر رمضان، وخاصة لتزامنه مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يتطلب ذلك عدة اجراءات للتغلب على الشعور بالعطش، والجوع، وعدم الإخلال بأى نظام صحى لأصحاب الأمراض المزمنة بشكل خاص، ويُحدد عددا من الأطباء فى هذا التقرير مجموعة من التوصيات لقضاء فرض الصيام، مع الحفاظ على الصحة، بالتزامن مع أزمة كورونا المستجد.
قال الدكتور محمد مقبل، أمين مساعد نقابة أطباء القاهرة، إن الصيام يُحسن من المناعة بجسم الإنسان السليم، حيث يحفز الخلايا المناعية، وأيضا له دور إيجابى فى تقليل الوزن، وتحسين الحالة النفسية، مشيرا إلى أن أصحاب الأمراض المزمنة، مثل الضغط، والقلب، والسكر، صيامهم من عدمه يتوقف على حالة كل مريض من المرض نفسه، فالسكر مثلا يحتاج إلى ضبط مستوى السكر التراكمى الخاص بكل مريض، لافتا إلى أن هناك بعض المرضى يحصلون على رخصة الإفطار إذا كانت حالتهم الصحية لا تسمح بذلك، بصرف النظر عن كورونا، وذلك بعد الرجوع إلى الطبيب الشخصى لكل منهم.
وأوضح مقبل، فى تصريحات لـ "انفراد"، أن المناعة القوية، دون الإجراءات الصحية الخاصة بمنع عدوى كورونا، لا تحمى وحدها من الإصابة بالفيروس، لذا من الأفضل تطبيق شعار "خليك فى بيتك"، واتباع الاجراءات الوقائية، كالتباعد الاجتماعى، واستعمال الماسكات، وغسل الأيدى، ومنع المصافحات، لافتا إلى أن هناك عدة أمور المُدخن يبطل التدخين بكل أنواعه بلا استثناء، وعندما نفطر غالبا نعتمد على نسبة نشويات مرتفعة جدا، ونسبة نشويات وحلويات، وعصائر محلاه بالسكر يؤدى إلى منح الجسم سعرات حرارية كبيرة، مما يؤدى إلى زيادة فى الوزن كبيرة، ويُفضل تناول وجبه صغيرة وبسيطة، بين الافطار والسحور.
وأضاف: أما مريض السكر فلابد أن يراعى ضبط السكر، لأن مشاكل الكورونا، السكر لو ارتفعت نسبته فى الدم يقلل ذلك المناعة، وبالتالى يجعل المريض قابل لحدوث مضاعفات أعلى فى حالة الإصابة بكورونا، لذا يُفضل الامتناع عن السكريات وتقليل العصائر والنشويات، أما من يعتمد على الأقراص فقط لعلاج السكر، فهو أقل عرضه لنوبات هبوط السكر، لكن بشرط أن يكون نسب السكر التراكمية لديه مضبوطه، ويُفضل قياس السكر بالجهاز المنزلى، لمتابعة نسب السكر فى الدم على مدار اليوم، وخاصة فترة العصر أو المغرب، ففى حال انخفض السكر عن 70 أو زاد عن 300 لا بد من كسر الصيام وتناول الأدوية.
ولفت إلى أن البخاخة الموسعة للشعب الهوائية يلجأ لها مرضى الصدر، استنشاقها ليس مُفطر، وليس بها أى مواد مغذية، وعلى مرضى ارتجاع المريئى، تناول أغذية صحية مع الصيام، ووجبات صغيرة متكررة، وتجنب الأطعمة الحراقة والحمضية، مشيرا إلى أن أفضل عادات للسحور، تأخير توقيته، وزيادة نسبة البروتين مثل الفول والبيض، والزبادى، للشعور لمدة أطول بالشبع، وتجنب زيادة النشويات والحلويات، والشاى والقهوة، مع شرب كميات كبيرة من المياه بعد الإفطار، والحصول على وجبات متكررة بين الإفطار والسحور لمرضى الكبد.
فى سياق مُتصل، قال الدكتور يحيي زكريا السُليمانى، أخصائى قلب وأوعية دموية، بالمعهد القومى للقلب، إن مريض القلب نشجعه للحفاظ على مستوى محدد من المياه، والابتعاد قدر الإمكان عن الجفاف، وتناول سوائل بقدر جيد، مع مراعاة عدم تخطى المعدل المُحدد لهم، حيث أن معظم مرضى القلب فى حال وجود معدلات زائدة من المياه فى جسده، يحدث ضغط على عضلة القلب، وبالتالى نؤكد على ضرورة الاعتدال فى تناول السوائل، وتقليل الأملاح، لعدم تخزين المياه فى الجسم، والحفاظ على تناول الأدوية وخاصة موانع التجلط والمضادات للصفائح، بمواعيد ثابتة، والتقليل من الجهد المبذول، والمشربات الغنية بالكافيين مثل الشاى والقهوة، والمياه الغازية، حتى لا ترفع الضغط الدم، واستخدام أدوية إضافية.
وأضاف السليمانى، فى تصريحات لـ "انفراد"،: كما أن هناك علامات حمراء لا يصوم عند الشعور مريض القلب بها، ولابد من الرجوع إلى استشارة الطبيب عندها فورا، هى: الإحساس بآلام حادة فى الصدر، أو تناول أدوية مدرة للبول 3 مرات يوميا، وضيق فى التنفس، أو التنميل، ونظرا لقدوم شهر رمضان هذا العام يبدأ مع موجه الحر، يتطلب ذلك الحفاظ على نسبة رطوبة محددة، ومنع الجفاف تماما، مشيرا إلى أن أغلب مرضى السكر دائما ما يصاحب ذلك إصابتهم بأمراض القلب لتأثيره على الأوعية الدموية بنسبة كبيرة، ولصعوبة السيطرة عليه، لابد من مراعاة الحفاظ على معدلات السكر بالجسم، والحفاظ على جرعات الأنسولين أو الأقراص بين الإفطار والسحور، وفق ما يحددها طبيبه المختص.