بين كل أصحاب مهنة تفاوت ما بين نجاح وفشل، غنى وفقر، لكن أن تجد بين الدعاة، تفاوت وصل بالبعض إلى وصف أئمة ودعاة بـ"دعاة 5 نجوم"، فى إشارة إلى ثراء ورفاهية حققها دعاة نجحوا فى حشد مستمعين إلى مساجدهم وصنعت لهم كاريزما وشهرة حققت المال والضجيج الإعلامى.
ما بين مساجد ذات تبعية مشتركة، ومساجد كبرى تتعاظم فيها إيرادات التبرعات والنذور ومساجد، تؤدى إلى جلسات وعظ خاصة برجال أعمال يدفعون للدعاة الملاكى ومساجد خاصة بشركات ورجال أعمال تتلاشى سيطرة الدولة عليها يتحقق الثراء لدعاة الـ5 نجوم، وبعض المساجد التى تعد منصات يجمع المحظوظين بالرزق الحرام فى الحصول على تبرعات –على الفايت- إلى جيوبهم، وذلك فى وقت لا يجد فيه بعض الدعاة ما يشترى به ملبس لائق يصعد به المنبر وآخرين يعملون سائقى توك توك لتلبية متطلبات أسرهم بدلاً من استكمال عشاء أطفالهم نوماً، بينما يبحث نظراء لهم عن مهن تصنف فى أنها فى بير سلم الدعوة، حيث يدورون على البيوت لإعطاء الأطفال دروس تحفيظ القرآن ويرتلون القرآن على الموتى فى المنازل والمقابر، فأجر الخطبة للمشهور يفوق أجر 4 خطب و20 درس وإمامة 120 صلاة وخطبتى عيد لزميله الذى لم ينال الشهرة.
ففى عصور كان الناس يتندرون أنهم شاهدوا إمام مسجد يعمل سائق تاكسى، والآن يعمل خطباء كثر سائقى توك توك ، وأصبح سائق التاكسى هاى كلاس، بينما تدر مساجد نذور عائد معقول كنسبة من تبرعات تضيف إلى صناديقها ما لا يقل عن 70 ألف جنيه شهرياً.
فهناك بعض أئمة المساجد الذين استطاعوا أن يحققوا شهرة إعلامية كبيرة، كوعاظ "هاى كلاس"، بنظام الخطبة "التيك وآى" فى المنازل، حيث حققت اسماء شهيرة من أصحاب العمائم البيضاء الذين يدورون على القنوات الفضائية شهرة كبيرة، مبالغ مالية طائلة وصلت إلى الملاين من الدروس الدينية المنزلية لرجال الأعمال وهوانم الأحياء الهادئة فى مقابل مادى كبير بشكل شبه جماعى، وكذلك تقوم بعض من تسمى نفسها داعية بنفس المهنة طلباً لشكل بروتوكولى وتقدير مجتمعى بنفس الأمر، حيث يستضيف أحد أفراد الشلة المجموعة لديه ويدفع للداعية التيك وآى مقابل جهده مع توكيله بتصريف زكاة مال رجال الأعمال من أصدقاءه مع منحه مبالغ تزيد عن الـ100 ألف جنيه نقلها مصدر عن داعية شهير من أبناء الأزهر له دور إعلامى بارز.
وتشغل المساجد الخاصة ومساجد الشركات والبترول فى دهب وجنوب سيناء والبحر الأحمر ومدينتى الشروق والرحاب ورجال الأعمال مساحة كبيرة من المشهد، دفعت برجل أعمال شهير شركته تشغل أحد المدن الجديدة التابعة لمحافظة القاهرة تفويض شخص لا يعمل بالأوقاف بإدارة مجموعة من المساجد التابعة له ومنحه سيارة بسائق خاص وشقة سنية بمثابة إدارة يدير منها المساجد وراتب شهرى 15 ألف جنيه مقابل جهده وإشرافه على المساجد واستقدام خطباء لها بعيداً عن الأوقاف التى عينت مجموعة من الخطباء بها تعرضوا لضغوط ومحاولات طرد من قبل أنصار هذا الداعية.
فيما تقف بعض المساجد فى مساحة مختلفة تتبع أجهزة ذات حيثية فى الدولة تستقدم خطباء أغلبهم أساتذة بالأزهر ودعاة الفضائيات من أبناء الأوقاف والأزهر وبشكل مباشر دون الرجوع لوزارة الأوقاف تمنح الخطيب كحد أدنى 2000 جنيه فى الخطبة الواحدة أى ما يزيد عن راتب إمام وخطيب ومدرس بالأوقاف متفرغ طوال الشهر بواقع 4 خطب جمعة و20 درس فى الشهر وخطبتى عيد وإمامة 120 صلاة بمقابل يقل عن إلقاء نظيره خطبة واحدة فى ساعة واحدة.
كما تنتدب أجهزة فى الدولة ذات خصوصية لها مساجد وتجمعات بشرية كبيرة خطباء من وزارة الأوقاف ووعاظ من الأزهر وخريجين الأزهر من الخارج للعمل وعاظ بمقابل يزيد عن 4000 ويصل إلى 6000 جنيه شهريا مع استقدام أساتذة للوعظ والتدريس بمكافآت مجزية حسب الجهد.
ففى المساجد الكبرى والمعروفة عرفا بأنها مساجد النذور، والتى نص القانون على تغير خطبائها كل 3 سنوات، وهو الأمر الذى لا يحدث، استطاع بعض الدعاة من تكوين ما يشبه إقطاعية بينما يبقى زملائهم كادحون، و يتربع إمام المسجد على رأس أقطاعية مساجد النذور ويقود عمال المسجد والعاملين به بطريقة عزبة الإقطاعى، والتى تواجه حملة من وزير الأوقاف لتقويضها.
ويحصل عمال مساجد النذور على حصيلة شيالة الأحذية التى تؤجر بمبالغ تصل إلى 1800 جنيه فى الوردية الواحدة فى المواسم الدينية والموالد، بالإضافة إلى الهبات من الزوار وزوار الأضرحة، حيث جائت فتحات صناديق نزور فى 3 مساجد كبيرى شهيرة فى أسبوع واحد بمالغ هى: المسجد الأول: 86 ألف جنيه، والثانى: 100 ألف جنيه، والثالث: 91 ألف جنيه، لإمام المسجد نسبته، وتتدخل الواسطة والمحسوبية وأمور أخرى فى تعين أئمة وعمال وكتبة وموظفى مساجد النذور لما يحققونه من ربح كبير مقنن أو شبه مقنن مسبقاً، وهو الأمر الذى تواجهه الوزارة بمسابقة مفتوحة واختبارات حرة.
فيما يأتى فى التصنيف الأخير عدد من دعاة الـ7 مهن: الخطيب المأذون، والخطيب الفقى "قارئ المآتم"، والخطيب محفظ البيوت، والخطيب سائق التوك توك، والخطيب التربى، والخطيب الكهربائى، والخطيب النجار، والخطيب السباك، حيث يجمع عدد من الخطباء بين عدد من المهن المتناقضة لسد حاجاته فيقوم البعض بالحصول على دفتر مأذون بتوكيل عنه لتحرير عقود الزواج مقابل مبالغ تتفاوت حسب المنطقة التى يعمل بها.
ويعمل خطباء بمهن أخرى كعمال بالمحلات ووصلت بخطيب أن يعمل عامل مطافئ فى شركة خاصة توفى العام الماضى وهو ينقذ ربة منزلة وطفلتها من الحريق وبعضهم يعمل بقالا.
فى جانب الدعاة الرسمين الذين تخرجوا من الأزهر، وعلى العكس منهم دعاة السلفية الذين لا يعلم أحد لهم مهنة أو مصدر دخل واضح لكونهم ليسوا موظفين بالدولة، أو يعملون تابعين لجهة معلومة، وفقط أنهم يترددون على دول ومساجد غير معلومة التمويل ويمتلك بعضهم فضائيات وفيلات وسيارات فارهة وترف غير معلوم المصدر، منحت الدولة بعضهم أجازة مفتوحة بعد غلق بعض فضائيات التشدد المملوكة لهم ومنع الأوقاف لهم من الخطابة.
اخبار متعلقة..
العمائم البيضاء تصارع طواحين الهواء للبحث عن "إبرة فى كوم قش