إدارة ترامب تتجه لتفكيك فرقة عمل البيت الأبيض لمواجهة كورونا.. CNN تنتقد القرار: ستلغى الصوت الأكثر وضوحا لاستجابة الحكومة للفيروس.. والجارديان تكشف أسباب إنهاء مهمتها رغم استمرار الوفيات

تستعد إدارة ترامب لتفريق فرقة العمل الخاصة بفيروس كورونا فى البيت الأبيض، وهى الوجه العام لاستجابة الولايات المتحدة للفيروس، بينما يحذر الخبراء من أن الأسوأ لم يأت بعد، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية. صرح مسئول كبير فى البيت الأبيض لشبكة CNN يوم الثلاثاء بأن فرقة العمل المعنية بالفيروس التاجى فى البيت الأبيض ستبدأ فى التراجع فى وقت لاحق من هذا الشهر. وقال المسئول إن قوة العمل "ستنخفض تدريجيًا حول يوم الذكرى فى 25 مايو، سنستمر فى الحصول على خبراء طبيين رئيسيين يقدمون المشورة للرئيس دونالد ترامب يوميًا ويمكن الوصول إليهم خلال الأشهر المقبلة". وذكرت صحيفة نيويورك تايمز لأول مرة خطة البيت الأبيض لإنهاء قوة العمل. وستلغى هذه الخطوة المركز العصبى الأكثر وضوحًا لاستجابة الحكومة الفيدرالية للفيروس، لكن مسئولًا رفيعًا فى الإدارة أخبر شبكة CNN توقعه أن يواصل أعضاء فرقة العمل المشاركة فى المحادثات مع المحافظين وقادة الصناعة لأن البيت الأبيض يدرك أن القادة لا يزالون يريدون الاستماع إلى الأطباء أثناء إعادة فتح ولاياتهم وأعمالهم. وتأتى أنباء خطة التخلص التدريجى من قوة العمل مع ارتفاع معدل حالات الإصابة بـ كوفيد-19 اليومية الجديدة وذروة الوفيات المبلغ عنها، وفقًا لمركز أبحاث فيروس كورونا فى جامعة جونز هوبكنز، ومع ذلك فإن النموذج المؤثر الذى أنشأه معهد القياسات الصحية والتقييم فى جامعة واشنطن توقع مضاعفة عدد الوفيات فى الولايات المتحدة - إلى 134000 بحلول 4 أغسطس - وزيادة عدد الوفيات اليومية. ونقلت الصحيفة عن المسئولين قولهم إنه قد لا يتم الإعلان عن نهاية قوة العمل رسميًا أبدًا ولا يبدو أن هناك مجموعة بديلة واضحة على استعداد للبدء فى أعقابها، وقال مسئول ثان فى الإدارة الأمريكية لشبكة CNN: "هذا لا يعنى استبعاد الأطباء من المعادلة أو طردهم". ما هى قوة عمل فيروس كورونا؟ قالت صحيفة "الجارديان" إنه بعد أيام من إعلان مسئولى الصحة العامة عن أول حالة مؤكدة لـ كوفيد-19 على الأراضى الأمريكية فى 21 يناير، أعلن البيت الأبيض أنه شكل فريق عمل يقود استجابة الحكومة الفيدرالية للوباء، وقال إن المجموعة ستعمل معًا لرصد واحتواء وتخفيف انتشار الفيروس فى الولايات المتحدة وإطلاع الجمهور على إرشادات الصحة العامة والسفر المهمة، بحلول شهر مارس، حيث أبلغت الولايات المتحدة عن الآلاف من الحالات الجديدة لـ كوفيد-19 كل يوم، وقدم فريق العمل إحاطات إعلامية يومية، لإطلاع الأمريكيين على حالة الطوارئ الصحية العامة. لكن فى نهاية أبريل توقفت الإحاطات وعقد المؤتمر الصحفى الأخير فى 24 أبريل، وفقًا للتقارير، قال مستشارو ترامب إن ظهوره اليومى يضر بفرص إعادة انتخابه فى نوفمبر، خاصة بعد أن اقترح - بدون أى دليل - أن المطهر يمكن أن يحارب الفيروس فى الأجسام البشرية. من فى فريق العمل؟ تتكون فرقة العمل، التى يرأسها مايك بنس، من أعضاء فى حكومة ترامب، بما فى ذلك أليكس عازار، وزير الصحة والخدمات الإنسانية، وستيف منوشين وزير الخزانة، وهناك أيضا ممثلون من مختلف الإدارات، مثل النقل والدفاع، ومستشارون مختلفون للرئيس. عين ترامب اثنين من علماء الأوبئة المحترمين، وهما الدكتور أنتوني فاوتشى وديبورا بيركس، في فرقة العمل. كلاهما، وتحديدا فاوتشى بشكل خاص، يُنظر إليهما على نطاق واسع على أنهما أصوات رصينة تتركز على الصحة العامة، على النقيض من الشخصيات السياسية فى فرقة العمل. لماذا ينهى البيت الأبيض فريق عمل مواجهة كورونا؟ وأصر نائب الرئيس مايك بنس على أن "كل هذا يعكس حقًا التقدم الهائل الذى أحرزناه كدولة"، على الرغم من البيانات المتعلقة بمخاطر الصحة العامة المستمرة. فى الآونة الأخيرة كان هناك بعض التوتر فى الرسائل حول الفيروس من الأعضاء الرئيسيين فى المجموعة. وحذر خبير الأوبئة وأحد أعضاء الفريق، أنتونى فاوتشى من أن الولايات المتحدة بحاجة إلى ما يكفى من قدرات الاختبار لإعادة فتحها بأمان، وهى ليست فى هذه المرحلة بعد. وقال فاوتشى إن الولايات المتحدة ستحتاج إلى مضاعفة مستوى الاختبار الحالى فى غضون عدة أسابيع. وصرح لصحيفة "ناشيونال جيوجرافيك": "لا أعتقد أن هناك فرصة لتلاشى هذا الفيروس، سيكون موجودا، وإذا ما أتيحت له الفرصة، فإنه سيعاود الظهور". لكن الاعتراف بأن الولايات المتحدة لا تزال متأخرة فى الاختبار لا يتناسب مع رسائل ترامب، ففى الأيام الأخيرة بدأ ترامب فى تعزيز الحديث عن إعادة فتح الاقتصاد، قائلاً صباح الثلاثاء إنه سيحدث بسرعة كبيرة.