هن من أوروبا.. حلقة 13.. القاضية التى أصبحت أول رئيسة لدولة اليونان حيث يهيمن عليها الرجال.. أدت اليمين وسط تدابير كورونا.. خصصت أولوياتها لسداد ديون البلاد وحل ملفات الهجرة وتغير المناخ وحماية الأقلي

فى الأفق البعيد، قد تصبح الصورة غير واضحة، حين ترى سيدات ترفع لافتات أسمائهن على طاولات قمم عالمية، يقررن مصير الأمم، ويضعن ميزانية أخرى، لتختفى كواليس كل واحدة منهن وراء صمودهن وإصرارهن أن يصبحن كما قررن الأقوى والأفضل. فى 30 حلقة متوالية، سنسرد كواليس حياة نساء أوروبيات، ما بين ربات منازل أصبحن من قادات العالم، وأخريات حلمن أن يكن رؤساء دول، وملكات وضعت صورهن على العملات المعدنية، ونلقي الضوء على قصص وصولهن إلى السلطة وحكايتهن الشخصية فى سلسلة "هن من أوروبا". وإليكم الحلقة الثالثة عشر: إيكاترينا ساكيلاروبولو رئيسة اليونان فى الوقت الذى يحارب فيه العالم عدوًا وهو وباء كورونا الذى اجتاح كل دول العالم، كان البرلمان اليونانى فى أثينا 13 مارس 2020، يكاد يكون فارغًا كجزء من الإجراءات التى يتم اتخاذها لمنع انتشار وباء كورونا، بينما يصفق الحضور فيه للقاضية التى أصبحت أول رئيسة لليونان، إيكاترينا ساكيلاروبولو بعد أن اشتهرت بدعمها للحريات المدنية والقضايا البيئية وحقوق الأقليات . وتولت أول رئيسة أنثى منصبها الأعلى فى اليونان لتكسر قالب الدولة التى يهيمن عليها الرجال، وذلك بعد شهرين من تصويت برلمان البلاد بأغلبية ساحقة على انتخابها من قبل 261 من أصل 300 مشرع، وهي واحدة من أوسع الأغلبيات عبر الأحزاب في التاريخ اليوناني، لتحدد بعد ذلك أولوياتها مثل معالجة الأزمة الاقتصادية وتغير المناخ والهجرة الجماعية. وكاترينا كما تحب أن يناديها الآخرين، هى ابنة أسرة قضائية من ثيسالونيكي، كان والدها الراحل، نيكولاوس ساكلاروبولوس، نائب رئيس المحكمة العليا، بينما كان عضوًا في المحكمة العليا التي نظرت في قضية أندرياس باباندريو جورج كوسكوتا. ولدت ساكيلاروبولو في تسالونيكي عام 1956 وأكملت دراستها في كلية الحقوق بجامعة أثينا عام 1978، كما أكملت تدريبها القانوني خلال إجازة من واجبات مجلس الدولة (المحكمة العليا اليونانية) في جامعة السوربون، جامعة اريس الثانية بين عامي 1989 و1990. تمت ترقية ساكيلاروبولو إلى رئاسة مجلس الدولة في أكتوبر 2018، حيث اقترحتها إدارة سيريزا الحاكمة في ذلك الوقت، كما أن لديها خبرة واسعة في التدريس، فضلا عن كونها كانت مستشارة في التربية والتعليم ووزارة الخارجية ، وكضابط في نقابة القضاة. عملت القاضية منذ فترة طويلة كرئيس للجمعية اليونانية للقانون البيئي منذ عام 2015 ، كما عملت بنشاط في القضايا الكبيرة المتعلقة بالبيئة، بما في ذلك تحويل نهر Acheloos في ثيساليا والحفاظ على مباني اللاجئين التاريخية في شارع ألكسندراس في أثينا. ألفت العديد من الكتب ، كما تتحدث أيضًا الإنجليزية والفرنسية، فيما يتعلق بحياتها الشخصية ، فإن ساكيلاروبولو مطلقة وأم لواحدة ، وتعيش في وسط أثينا. وفى أول خطاباتها أعلنت القاضية السابقة فى المحكمة العليا، وهى مرتدية نظاراتها السميكة، أنها ستسير معًا مع اليونانيين لخلق مستقبل مزدهر وعالمي يشملنا الجميع، لتبدأ الرئيسة الجديدة للدولة اليونانية فترة ولايتها التي مدتها خمس سنوات في مواجهة مقتضبة مع تركيا المجاورة، والتي سمحت لعشرات الآلاف من اللاجئين بالتجمع عند الحدود. كما أن كسر الحواجز بين الجنسين ليس بالشيء الجديد بالنسبة لرئيسة اليونان فقد كانت أول امرأة تشغل منصب رئيس مجلس الدولة ، أعلى محكمة إدارية في البلاد، وشغلت هذا المنصب لمدة 15 شهرًا، وعقب التصويت لها، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن النتيجة تقدم "نافذة على المستقبل. وكان قرار ميتسوتاكيس باختيار ساكيلاروبولو يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه خطوة لمواجهة الانتقادات المتزايدة حول نقص النساء في حكومته حيث لا تشغل سوى عدد قليل من النساء مناصب عليا. وتتخلف اليونان عن دول أوروبية أخرى عندما يتعلق الأمر بعدد النساء في المناصب العليا في السياسة، حيث سجلت أقل من المتوسط الأوروبي في المساواة بين الجنسين وكانت في أسفل مؤشر المساواة بين الجنسين لعام 2017 الصادر عن المعهد الأوروبي للمساواة بين الجنسين. وقد تم النظر إلى ساكيلاروبولو عبر الكثير من الطيف السياسي على أنه خيار توافقى، فهو الاختيار الذى يكسر التقاليد ليس فقط لأن ساكيلاروبولو امرأة ، ولكن أيضًا لأنها ليست عضوًا في حزب سياسي.