"رش الأسيد" هذه الحرب الدائرة ضد النساء والجمال والحياة فى إيران منذ سنوات، لا أحد يرى ولا يتكلم، فبنار الحمض تشوى الوجه وتعاقب النساء على جمالهن، البعض يؤكد أنها حملات ممنهجة من جانب جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر التى تحارب النساء غير المتلزمات بالحجاب، أو اللاتى يستخدمن مساحيق التجميل، فهذه كانت وسيلتهم لعقاب النساء للخروج عن طوع المجتمع الذى يرى المرأة إلا على السرير، كما قال أحد الشعراء الإيرانيين: "أنتم من كان يخاطب بلغة السيف، وكانت النساء فى عيونكم جوارى المطبخ والسرير".
فكما قال شاعر الإيرانى، فهكذا يرى المجتمع وعلى رأسه السلطة هناك المرأة أقل بكثير من أن يكون لها حقوق، وهو ما عكسه تجاهل السلطة الإيرانية لهذه الجماعات التى تعاقب النساء بالحمض الذى يمحى الجمال ويترك التشوه رفيقاً لهن طوال العمر، عقاب رأى فيه المجتمع الإيرانى شفاءً لصدورهم التى تكره النساء وترى أن لا حق لهم فى الحياة.
فى شهر أكتوبر وتحديداً عام 2014، أكدت الشرطة الإيرانية أنها ستلاحق الرجال المتهمين بـ"رش" الحمض على وجوه النساء فى إيران، وعلى الرغم من كل التهديدات التى أطلقتها السلطة إلا أنها من الواضح أنها مجرد حبر على ورق لا تخرج عن كونها تصريحات لحفظ ماء الوجه فقط.
صور مُلحقة بقصص لنساء إيرانيات تم تدولها من قبل مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى نُسبت ترجمة قصصهن لـ"ريهام حامد"
نساء تذوقن مرارة العنصرية، وذاقت وجوههن نار الحمض الغادر، وأصبح التشوه رفيقاً لهن...
شيرين محمدى البالغة من العمر 18 عاماً من سكان طهران قالت لا لخطيبها فى اليوم الأول من العام 2012 تم مهاجمتها بحمض الأسيد عن طريق خطيبها المرفوض، شيرين خسرت عينيها اليمين، أنفها، إحدى أذنيها وفمها تضرر كثيرا ومناطق آخرين من جسدها احترقت عميقا. خضعت للكثير من العمليات الجراحية ولازالت تحتاج المزيد.
سمية ميهرى، البالغة من العُمر 29 عاماً، تسكن جنوب طهران، اتخذت منذ سنوات قرار بالطلاق سبب إدمان الزوج واعتدائه الدائم عليها، لذا قرر الأخير معاقبتها بحمض الأسيد فى 2011، ولم تكن هى الخاسرة الوحيدة بل كذلك كانت ابنتها هى الأخرى ذاقت من نار الحمض ذاته.
تحملت سمية 4 سنوات من العذاب والألم والعمليات الجراحية المختلفة لكن فى أبريل 2015 نتيجة للأعراض الجانبية.
زيفار بارفين، البالغة من العمر 37 عاما بعد وفاة زوجها تقدم شقيق زوجها لها عدة مرات وكان جوابها لا وفى ليلة التاسع من شهر يوليو 2011 قام شقيق زوجها بمساعدة من زوجته برمى 4 لتر من حمض الأسيد على زيفار وابنتها ياسرا البالغة من العمر 18 عاما أثناء نومهما. هذا الحادث حصل قبل أسبوع واحد فقط من مراسم زفاف ياسرا. بعد 18 يوم من الاعتداء عليهما بالأسيد توفيت ياسرا. فقدت زيفار جمالها وعينيها اليسار تماماً.
مريم زمانى البالغة من العمر 38 عاما واريزو هاشمى نيزهاد البالغة من العمر 13 عاماً من سكان طهران فى 2010 عندما كانت مريم نائمة برفقة بناتها الثلاثة هاجمتها زوجة أخيها وهاجمت أطفالها بدافع الحقد، فى هذه الحادثة مريم واريزو خسروا جمالهن بالكامل وخضعن لعمليات جراحية كثيرة ويحتجن المزيد.
ماسومى عاطى البالغة من العمر 32 عاما من سكان اسفهان فى 2008 تطلقت من زوجها، بعد سنتين هوجمت بحمض الأسيد من والد زوجها السابق والسبب وراء رمى الأسيد هو رفض ماسومى طلبه أن تعود مرة أخرى إلى زوجها السابق. ماسومى فقدت جمالها وفقدت نظرها.