علوم مسرح الجريمة.. هل يفلت القاتل من جريمته بإخفاء الجثة؟.. بقع الدماء تترك أثار لسنوات حتى لو توهم الجانى نجاحه فى محوها من موقع الجريمة.. مادة "اللومينول" كلمة السر لكشف القاتل ومكان جثة الضحية..

عادة ما يرتكب الجاني جرمه المتمثل في عملية "القتل"، حيث يعمل جاهداَ على إخفاء جثة القتيل ومسح جميع آثار الدماء المتعلقة بجريمته، ما يؤدي بدوره إلى بذل جهود مستميتة من قبل النيابة العامة للوصول إلى الجاني، فهل يفلت المجرم بجريمته جراء هذا الفعل؟، لكن علوم مسرح الجريمة لها رأي آخر. هل يفلت المجرم بجريمته بإخفاء الجثة؟ منذ عقود يتفنن المجرمون والقتلة على إخفاء معالم جرائمهم لتقيد ضد مجهول وحتى لا تكون هناك قضية من الأساس، فلا توجد جريمة بدون جثة، لا يكتفى القاتل بفعلته النكراء ولكن يقوم بالتخلص من الجثة بحيل شيطانية، فنرى قاتل يقوم بتقطيع جثة الضحية لأجزاء وإلقائها فى أماكن متفرقة حتى لا تكشف جريمته، وآخر يقوم بدفن جثة الضحية فى مكان الجريمة بعد وضعها داخل صندوق خشبى ثم وضع البلاط والخرسانة على أمل ألا تكتشف الجريمة، وثالث يقوم بإذابة الجثة فى مواد كيميائية لإخفاء معالمها. لا توجد جريمة من دون دليل فى التقرير التالى، يلقى "انفراد" الضوء على إشكالية كيفية اكتشاف معالم الجريمة المتمثلة فى العثور على الجثة وأثارها بعد محاولة الجاني إخفاءها وطمس معالمها حيث يبنى كثير من التحقيقات في الجرائم المرتكبة على مبدأ: "لا توجد جريمة من دون دليل"، ويظهر ذلك المبدأ جليا عند التحقيق في الجرائم التي يتخللها عنف - بحسب الدكتور محمد جاب الله، استشاري الطب الشرعي وعضو الجمعية اليابانية للعلوم الطبية الشرعية. بقع الدماء المخفية تظل فى مكانها لسنوات يُشكل الدم حوالي ثمانية في المئة من وزن الشخص - حوالي خمسة لترات عادة - وهو يَسري بالقرب من سطح الجلد، لذلك تقريبًا تسفر جميع الصدمات التي يتعرض الجسم عن حدوث جروحٍ تسبب إراقة الدم، ولونه الأحمر يجعله واضحًا بسهولة في مسرح الجريمة، ومن الصعب إزالة بقاياه بصورة كاملة، وقد تم استعادة بقايا الدم من أدوات حجرية يبلغ عمرها ألاف السنين من خلال مادة اللومينول وهو مُركب كيميائي قادِر على توليد ضيائية كيميائية، ويتخذ في الحالة الطبيعية شكل بلور صلب ذو لون أبيض مائل إلى الصفرة، قابل للذوبان في أغلب المُذيبات العضوية القطبية، لكِنه غير قابِل للذوبان في الماء عِند مزجه بمؤكسد مُناسب يعطي لوناً متوهجاً أزرقاً مميز – وفقا لـ"جاب الله". ويستعمل اللومينول في مجال الطب الشرعي وعلم الجنايات، حيث يتِم الكَشف عن آثار الدماء التي تُركت في مسرح الجريمة، حتى وإن كانت هذه الدماء قد مسِحت ولَم تعد ظاهرة للعين، حيث يتفاعل لومينول مع عُنصر الحديد الموجود في هيموغلوبين الدَم معطياً توهجاً أزرق مُدللاً على مكان تواجد آثار الدماء بِدقة. ويحرص المحققون دائماً على تطبيق كميات متساوية في مسرح الجريمة وحيثما يُشتبه بتواجِد دماء تم مسحها مسبقاً، ويَتم إحداث إعتام في نِطاق مسرح الجريمة وإبعاد أي مصدر آخر للضوء لضمان مُراقبة سلوك التوهج على أفضلِ نَحو، هذا وقد يستخدم المحققون تقنية التصوير طويل التعريض لأغراض توثيق التآثير، ويُمكن لهذا الإجراء أن يكشف المزيد مِن الأدلة الجنائية التي تتجاوز تحديد أماكن الدماء القديمة والمُخفاة، إلى الكَشف عن المناطق التي تزداد فيها الدماء أو التوصل إلى وجود دِماء ظاهِرة في مكان آخر مِثل أسفل البلاط أو بين الشقوق أو في مكان أبعد من مسرح الجريمة المحتمل – الكلام لـ"جاب الله". فى الحقيقة يستطيع القاتل مداراة جريمته بإخفاء الجثة ومسح جميع الآثار المتعلقة بجريمته، ولكن إن لم يفطن إلى إزالة بقع الدماء، فستكون هناك أدلة باقية كفيلة بأن توقع به، لأنها ستظل في مكانها لسنوات وسنوات دون أن يعلم بها أو يلاحظها أحد باستخدام بعض المواد الكيميائية، حيث يعمل الطلاء الفسفوري – لومينول - على إظهار بقع الدماء المزالة من مسرح الجريمة عن طريق التفاعل الكيميائي بين الطلاء الفسفوري والهيموقلوبين والأوكسجين الذي يحمل البروتين إلى الدم، ويبدو مظهر البقع بعد إضافة الطلاء في شكل ضوء متوهج، ويحدث التفاعل الكيميائي كالآتي: مادة "اللومينول" كلمة السر لكشف القاتل ومكان الجثة بعد أن تتحلل الجزيئات تتحد الذرات لتكوين جزيئات بديلة، إلا أن الجزيئات التي تحللت تتمتع بطاقة أكبر من تلك الجزيئات البديلة، وهنا تعمل الجزيئات البديلة بالتخلص من الطاقة الزائدة في شكل فوتونات ضوئية، وتعرف هذه الظاهرة بـ"التلألؤ الكيميائي"، وهي الظاهرة الكيميائية نفسها التي تحدث لدى الحشرات المضيئة، والتي اقتبس منها عمل العصا المضيئة، والعنصر الأساسي في هذا التفاعل هو مركب "اللومينول"، وهي مادة في شكل بودرة تتكون من النيتروجين والهيدروجين والأوكسجين والكربون، ومع إضافة سائل يحتوي على بروكسيد الهيدروجين، ويوضع الخليط على علبة بخاخ يرش بها مسرح الجريمة، وللحصول على توهج وإضاءة مستمرين يبحث الخليط عن العناصر التي تعمل كمنشطات لاستمرار فعالية التفاعل، وفي هذه الحالة تقوم مادة الحديد الموجودة ببقايا الهيموجلوبين بهذا الدور، دماء مضيئة عند إجراء اختبار الطلاء الفسفوري يعمل المحققون على رش المنطقة التي يشتبه بها بالخليط، وما إن يتحد خليط اللومينول مع الهيموغلوبين حتى يعمل عنصر الحديد الموجود بالهيموغلوبين على تنشيط التفاعل بين بروكسيد الهيدروجين واللومينول . طريقة استعمال اللومينول وإبقاء المكان مظلما وفي هذا التفاعل الأوكسجيني يتخلص اللومينول من ذرات الهيدروجين والنيتروجين ويكتسب مزيدا من ذرات الأوكسجين، وينتج عن ذلك مركب يسمى "الأفثالين الأميني" في شكل نشط، وذلك لأن الإلكترونات في ذرات الأوكسجين تندفع نحو المدارات العليا وتنخفض الإلكترونات سريعا إلى أدنى درجات طاقتها ويقذف بالطاقة الزائدة في شكل فوتونات ضوئية، فما على المحققين سوى إبقاء المكان مظلما وإضافة المادة، فإذا كانت هناك جريمة قتل لا بد من وجود آثار دماء، وسيكون التوهج الناتج عن هذه الدماء هو الخيط الذي سيقودهم في تحقيقاتهم إلى الخروج باستنتاجات تساعدهم على كشف ملابسات القضية، ولكن يتوجب عليهم إجراء مزيد من التحقيقات للتأكد من أنها دماء بشرية، فاللومينول يعد إحدى الخطوات في التحقيق إلا أن دوره يعد كبيرا في الكشف عن كثير من جرائم القتل. اثار دماء مخفية علوم مسرح الجريمة اثار دماء خبراء الطب الشرعى




















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;