غيب الموت، صباح اليوم الأربعاء، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية الشاذلى القليبى، عن عمر يناهز 94 عاماً بعد رحلة طويلة قضاها في العمل السياسي في بلاده تونس وفي العالم العربي.وكان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ألو من نعى الشاذلي القليبي، مؤكداً أن الأمة العربية فقدت سياسياً عروبياً مخلصاً، لعب دوراً مهماً في مرحلة استثنائية من تاريخ الجامعة العربية المعاصر، فضلاً عن اضطلاعه بمهام سياسية كبيرة في بلده تونس.
وقال أبو الغيط، إن القليبي تمكن من الحفاظ على استمرارية عمل الجامعة في ظل الظروف الصعبة التي واجهت العمل العربي المشترك في فترة توليه المسئولية خلال عقد الثمانينات، وهو ما عزز من القدرة المؤسسية الكبيرة للجامعة العربية على البقاء والتكيف مع الأزمات، والاستمرار في خدمة الأمة مهما كانت الظروف.
ووجه الأمين العام بتنكيس علم الجامعة العربية حداداً علي رحيل القليبي.
وتولي القليبي الأمانة العامة للجامعة العربية من 1978 إلى 1990 تاريخ عودتها إلى مقرها الأصلي في القاهرة .
ويعد الشاذلي القليبى من أبرز رموز الجيل الأول لبناء الدولة التونسية بعد تخرجه من جامعة السوربون في العاصمة الفرنسية باريس.
وبعد استقلال تونس في 1956 دعاه الرئيس التونسى السابق الحبيب بورقيبة للعمل معه في الحكومة ورئاسة الجمهورية وتولى عدداً من المناصب في هذا المجال منها الكاتب الخاص للزعيم الحبيب بورقيبة كما كان أول وزير للثقافة بعد الاستقلال وهو الأب الشرعي للسياسة الثقافية في تونس.
وقد تولى "القليبى" وزارة الثقافة في مناسبتين قبل أن يعود إلى القصر الرئاسي مع الزعيم بورقيبة ومنه تم ترشيحه للأمانة العامة للجامعة العربية في مؤتمر تونس بعد سحب عضوية مصر على أثر زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى إسرائيل وتولى أيضاً إدارة مؤسسة الإذاعة مطلع الاستقلال.
وبعد مغادرته الجامعة العربية عند عودتها إلى القاهرة تفرغ القليبي للقراءة والكتابة في بيته في ضاحية قرطاج ، ودعاه الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن علي بعد سنوات لعضوية مجلس المستشارين الذي حافظ على عضويته فيه إلى حين حل في شهر فبراير 2011 ليعتزل بذلك العمل السياسي .
ويحظى الشاذلي القليبي بتقدير كبير في الأوساط الثقافية والسياسية وقد عرف بنظافة اليد وحماسه للثقافة والفكر وتشجيعه للشباب ، وأصدر مجموعة من الكتب منها تونس وعوامل القلق العربي وأمة تواجه عصراً جديداً والعرب أمام قضية فلسطين.
وكانت له آراء صريحة في عدة ملفات تجابه المجتمع العربي، كالعلاقة بين العروبة والإسلام، وقضية المرأة العربية، والنفط، والنظام الاقتصادي العالمي الجديد، والحوار العربي الأوروبي الإفريقي.
ويحمل القليبي وسامي الجمهورية والاستقلال التونسيين وعدداً كبيراً من الأوسمة العربية والأجنبية. كما كان عضواً بمجمع اللغة العربية في القاهرة منذ فبراير 1970.
جدير بالذكر، أن منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية تولاه ثمانية أشخاص منذ إنشاء الجامعة، كلهم مصريون، باستثناء الشاذلي القليبي الذي كان تونسيًا.