يبدو أن التحالف أو الائتلاف الذى شكلته حركة النهضة التونسية في طريقه للانهيار بسبب حالة الانقسامات الكبرى التي تضرب هذا التحالف، والاتهامات التي يوجهها الأحزاب المنضوية تحت هذا التحالف، لإخوان تونس، حيث تصاعدت الخلافات والانتقادات بين "حركة النهضة" و"حركة الشعب"، اللتين تشاركان في الائتلاف الحكومي في تونس، وفقا لموقع العربية - ما يهدد بتصدع وانهيار الحكومة التي يقودها إلياس الفخفاخ، وسط تساؤلات عن قدرتها على الصمود لفترة طويلة ضمن تحالف بين أطراف سياسية متناحرة.
وقال النائب عن حركة الشعب التونسية، بدرالدين القمودي، - بحسب موقع العربية - إن حركة النهضة لا تعمل اليوم لصالح حكومة الفخفاخ، وتسعى فقط للتشويش على عملها من أجل إفشالها وإسقاطها، مشيرا إلى أنها بدأت لهذا الغرض في خلط الأوراق وإعادة توزيعها إعداداً لمرحلة أخرى، كما شرعت بالتلويح بالتراجع عن أسس الوثيقة التعاقدية التي تأسست عليها الحكومة، متحججةً بملف مواجهة أزمة كورونا.
ولفت النائب عن حركة الشعب التونسية، إلى وجود تناقض في موقع حركة النهضة بين الحكومة والبرلمان وازدواجية في مواقفها، من خلال تشكيلها تحالفاً آخر مع المعارضة في البرلمان وهو حزب "قلب تونس" وكتلة "ائتلاف الكرامة" رغم أنها موجودة في التحالف الحكومي، لافتا إلى دخول النهضة في صراع غير معلن مع رئاسة الجمهورية عبر حملة ممنهجة يقودها جيشها الأزرق على مواقع التواصل الاجتماعي ضدّ قيس سعيد، ومعركة أخرى مع اتحاد الشغل، إضافةَ إلى إعلان انخراطها وحشر أنفها في الأزمة الليبية من خلال الاصطفاف وراء محور الإسلام السياسي ودعمه، وكذلك محاولتها تمرير اتفاقيتين مع قطر وتركيا تمسان السيادة الوطنية وتضربان الاقتصاد الوطني لتونس.
وأكد النائب عن حركة الشعب التونسية، أن كل هذه العوامل أدت إلى توتر العلاقة بين حركة النهضة وحركة الشعب ونشوب خلافات داخل الائتلاف الحكومي، موضحا أن النهضة تحاول تصدير أزمتها الداخلية بعد حل مكتبها التنفيذي لتعطيل المسار الحكومي والبحث عن عدوّ خارجي للالتفاف حوله، وهو ما يفسر الهجومات المتكررة والممنهجة ضد حركة الشعب لدفعها إلى الخروج من الحكومة.
كما تتصاعد حدة الغضب التونسية ضد حركة النهضة الإخوانية التى يتزعمها راشد الغنوشى، حيث نفى أمين عام حركة الشعب التونسية زهير المغزاوى اعتزام الحزب مغادرة الائتلاف الحاكم على خلفية تعمق الخلافات مع حركة النهضة، متهما – بحسب موقع العربية حركة النهضة بمضايقة حركة الشعب لدفعها إلى مغادرة الحكم وهو ما يترجم فى دعوتها إلى توسيع التحالف الحكومى.
وقال أمين عام حركة الشعب التونسية إن حركة النهضة تريد إخراج حركة الشعب من الائتلاف الحاكم، بعد أن وجدت نفسها فى واقع مفروض عليها وغير مرتاحة فيه، فى إشارة إلى وجود حزبه والتيار الديمقراطى معها فى السلطة، موضحا أن حركة الشعب ستواصل التعبير عن موقفها الرافض لوضع حركة النهضة قدما فى السلطة وقدما فى المعارضة، إلى جانب التصدى لانخراطها فى أجندات قطر وتركيا الخارجية.