مشروع عالمى جديد لحماية 29 كبشا من التلف بمعابد الكرنك.. الأعلى للآثار: وجدنا آثار تلف على كل الكباش نتيجة سوء ترميم من السبعينيات.. مشرف المشروع: كانت فى حالة يرثى لها وخبراء الترميم يواصلون العمل..

مشروع عالمى على أرض محافظة الأقصر، تقوم به وزارة الآثار فى الفناء الأول بمعابد الكرنك، والذى تم داخله نقل 4 تماثيل ضخمة للكباش من المعبد إلى ميدان التحرير بالعاصمة لتزيينه خلال الفترة المقبلة ضمن المشروع القومى للوزارة، حيث يتم حالياً عمل فى هذا المشروع المميز بترميم ورفع كفاءة 29 تمثالا من الكباش فى تلك المنطقة، تحت إشراف الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، وبقيادة الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وفريق من المرممين من أمهر رجال وزارة الآثار والكرنك. بدأت قصة المشروع العالمى بمحافظة الأقصر، بقرار من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء فى الخميس 26 ديسمبر 2019، وفى اليوم التالى بدأت عمليات النقل والتجهيز للكباش الأربعة لنقلها للقاهرة، ليكتشف رجال الآثار الكارثة التى تمثلت فى أن الكباش المتبقية والبالغ عددها 29 كبشا أنها معرضة للدمار لكونها متروكة على مصاطب من الطوب الأحمر، وتم ترميمها فى السبعينات بالأسمنت وتحولت أجزاء منها لرمال بصورة تعرضها للتلف فى أقرب وقت، وعلى الفور تم الحصول على الموافقات للإنطلاق بالمشروع العالمى الجديد وهو ترميم 29 تمثال كباش خلف الصرح الأول بالمعبد. صلاح الماسخ مشرف المشروع يشرح تفاصيل العمل فى ترميم الكباش لإحياؤها وفى هذا الصدد، يقول الآثرى صلاح الماسخ، المشرف على المشروع بترميم 29 كبشا بالكرنك، إنه بناءً على موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية الصادرة بتاريخ 25-2-2020، تقرر البدء بإشراف ودعم كبير من الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، وبقيادة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والقيام بأعمال ترميم تماثيل الكباش الموجودة خلف الصرح الأول أمام صفة أعمدة البوبسطيين بمعبد الكرنك وتحريكها و عمل مصاطب جديدة عوضا عن المصاطب المتهالكة الموجودة عليها هذه التماثيل، قد تم بدء العمل بهذا المشروع فى الموافق 23-3-2020، وبناءً على تكليف وإشراف الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لكل من الأثرى صلاح الماسخ مدير الحفائر بالأقصر، وإدارة الترميم المتمثلة فى أخصائى الترميم محمد جاد، والإدارة الهندسية بالأقصر، وكبير عمال معابد الكرنك الريس محمود فاروق السيد، وهو يعتبر واحدا من أكبر وأضخم مشاريع ترميم وزارة السياحة والاثار والتى توليها الاحتمال الأكبر. ويضيف صلاح الماسخ لـ"انفراد"، أن هذه التماثيل تتكون من 29 تمثالاً لكباش وتقع خلف الصرح الأول مباشرة من ناحية الشرق، وقد كانت فى حالة يرثى لها، حيث أن آخر أعمال ترميم قد أجريت لهذه الكباش كان فى أوائل السبعينات، وذلك عند إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعابد الكرنك، حيث تم الحفر لوضع الكابلات الكهربية لهذا المشروع، وفى نفس الأثناء قد تم رفع وترميم هذه الكباش باستخدام الأسمنت والطوب الأحمر والذى أثر سلبًا على هذه التماثيل، وأدى إلى تلف أجزاء منها وخاصة فى الجزء السفلى منها، وأثناء العمل فى هذا المشروع كانت المفاجأة لنا أن هذه التماثيل ليست موضوعة على أية قواعد إطلاقا بل تم العثور على مصطبة مفرغة تم حشوها بكسرات مختلفة الأحجام من كتل الحجر الرملي، وبها بعض الكتل المعاد إستخدامها من أماكن أخرى، وعلى الفور قام أعضاء فريق العمل برفع وتنظيفات وترميم أسفل هذه التماثيل وإزالة الترميم القديم المتمثل فى الأسمنت وقوالب الطوب الأحمر التى تعمل على الإحتفاظ بالمياه والأملاح، والتى ساعدت مع عدم وجود قواعد حجرية ترتكز عليها هذه التماثيل فى السماح للمياه الجوفية بالتوغل فيما بين الجزء السفلى للكبش حتى وصولاً إلى قاعدة الكبش والتى أدت الى تحويل بعض أجزاء منها الى بودرة رملية. وأوضح مشرف المشروع بالكرنك، أنه تقرر أن يقوم رجال الآثار بوضع هذه التماثيل على مخدات أعلى قواعد حجرية كلاً على حدة متجاورة بعدما يتم عمل معالجة لأرضية هذه القواعد وحمايتها من المياه الجوفية، وتركيبها فى مكانها الأصلى كما كانت من قبل فى صورة جميلة تليق بآثار معابد الكرنك، وجارى العمل على قدم وساق فالجميع يتسابق مع الزمن فى ظل الظروف التى يمر بها العالم كله وأزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، حيث يلتزم كل أعضاء الفريق بالإجراءات الصحية والاحترازية الخاصة فى أثناء العمل بالمشروع ولإتمام هذا المشروع وتجهيزه للزيارة قبل فتح المواقع الآثرية مرة أخرى وليكون هدية معابد الكرنك للزائرين. أمين الأعلى للآثار يكشف أهمية وقيمة الكباش والمشروع العالمى بالكرنك من جانبه، أوضح الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار،أنه بدأت الوزارة خلال الفترة الماضية فى أعمال مشروع ترميم مجموعة تماثيل الكباش الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بالكرنك بمدينة الأقصر، وذلك بعد نقل 4 تماثيل منها إلى القاهرة لتزيين ميدان التحرير، حيث وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار، أن هذه التماثيل تتكون من 29 تمثالا لكباش، تقع داخل المعبد خلف الصرح الأول، وقد كانت فى حالة سيئة من الحفظ بسبب أعمال الترميم الخاطئة التى تمت عليها فى أوائل السبعينات عند إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعابد الكرنك، حيث تم ترميم ورفع هذه الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بمونة من الأسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار الأمر الذى أثر سلبا عليها، وسمح بتسرب المياه الجوفية فيما بين الجزء السفلى لها، والوصول إلى قاعدة الكبش والتى أدت إلى تحويل بعض أجزاء منها إلى بودرة رملية، مشيراً إلى أن مشروع الترميم يقوم بوضع هذه التماثيل على مخدات أعلى قواعد حجرية متجاورة كلا على حدا، كما سيتم عمل معالجة لأرضية هذه القواعد وحمايتها من المياه الجوفية وإعادتها إلى مكانها الأصلى. وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه يتم العمل فى هذا المشروع القومى داخل معابد الكرنك لأول مرة منذ فترة طويلة من الزمن، حيث تجرى حالياً بأعمال ترميم وصيانة لمجموعة تماثيل للكباش الموجودة فى الفناء الأول بمعبد الكرنك، وهى الكباش الموجودة فى الجهة الجنوبية من الفناء والتى كان عددها 33 كبشا قبل نقل أربعة كباش وتوجيهها لتزيين ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة مع مسلة من منطقة تانيس فى محافظة الشرقية، والتى تعود لعصر الملك رمسيس الثاني، وذلك تحت إشراف الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، موضحاً أنه يبلغ وزن كل كبش حوالى 5 أطنان ونص ويمثل الإله آمون رع ورمزه الكبش فى مصر القديمة، وكان رمز القوة والإخصاب عند المصريين القدماء، حيث تعتمد فكرة الترميم على محورين الأول نقل الكباش من مكانها وحفر خندق بعرض 2 متر تقريباً وعمق متر ونصف، وردم أرضية هذا الخندق بالزلط والرمال الحديثة، وذلك لمنع المياه الجوفية من التأثير السلبى على التماثبل لأنها منحوتة من الحجر الرملي، والذى يتأثر بسرعة بالماء والرطوبة الموجودة فى التربة، وكذلك وعمل قاعدة خرسانية حديثة لوضع التماثيل عليها بعد إنتهاء أعمال الترميم والصيانة والتى تتم بواسطة فريق متخصص من الآثريين والمصورين والمرممين والفنيين التابعين لوزارة الآثار، وتحت إشراف الوزارة مباشرة وبالتنسيق مع منطقة آثار الكرنك. وأكد الدكتور مصطفى وزيرى، أن المحور الثانى للترميم هو دراسة النقوش والكتابات والمناظر الموجودة على قواعد هذه الكباش، وهى أول مرة فى تاريخ الدراسات والبحوث الأثرية تتم تسليط الضوء ودراسة هذه النقوش النادرة، ومن المقرر أن يتم الإنتهاء من هذا المشروع الضخم منتصف عام 2021م تقريباً، وتحت إشراف التمويل مباشر من وزارة الأثار المصرية والتى أخذت على عاتقها الانتهاء من هذا المشروع الطموح والعام، على الرغم من حالة الركود الاقتصادى والسياحى التى أصابت السوق المصرية بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد بمصر. الريس محمود فاروق كبير عمال الكرنك يشرح تفاصيل هامة فى العمل أما الريس محمود فاروق كبير العمال بمعابد الكرنك، قال إنه يعمل فى مشروعات وزارة الآثار منذ عام 86، ومهمته تكمن فى حماية التاريخ الفرعونى ودعم خطط ومشروعات الترميم والتطوير وإحياء التراث الفرعونى لتركه لأبناؤه وأحفاده بمشهد يليق بهم أمام العالم أجمع، موضحاً أن بداية المشروع جاءت خلال نقل الكباش الأربعة من تلك المنطقة إلى ميدان التحرير، وتم إكتشاف بالصدفة وجود أزمة حقيقية بتلك المنطقة ومشاكل كبيرة بتلك الكباش، وهى أنها تم نقلها من قبل وترميمها بشكل أدى لتعرضها للضرر ويوجد أسفلها مونة وحول الحجر الاصلى المنقوش كميات كبيرة من التراب والمونة والطين والحجر من الحشو، والمشكلة الأكبر كانت أنه تم وضع أسمنت أسفلها مما أدى لتعرض الكباش وأصبح بطن الكبش عبارة عن رمال. وأضاف الريس محمود فاروق لـ"انفراد"، أنه سعيد للغاية بالقرار السريع من لجنة المجلس الأعلى للآثار بسرعة ترميم تلك الكباش وحمايتها من الدمار فى تلك الظروف السيئة التى ظهرت عليها، وعلى الفور تم البدء فى عمليات رفع تلك الكباش بعناية كبيرة لحمايتها وتبين أن أغلبها معرضة للكسر وفى باطنها كميات من الحجارة والرمال والزراعات والعقول وغيرها، وتم رفع 3 منها وإنهاء ترميمها بالكامل، وإنهاء إزالة أجزاء 7 كباش آخرى وجارى البدء فى ترميمها ومتوقع نهاية تلك الترميمات بأيادى رجال الترميم بالأقصر حتى نهاية الشهر الجارى. وأكد الريس محمود فاروق كبير العمال بمعابد الكرنك، أن الكباش يظهر أنه تم ترميمها بطريقة عشوائية أدت لتعرضها للضرر الكبير ويقوم رجال الآثار حالياً برفعها لحمايتها وترميمها بالوسائل والأدوات المتعارف عليها دولياً لحماية الكباش الـ29 وإعادة عرضها للجمهور بمشهد يليق بمعابد الكرنك وتاريخه العظيم، ويليق أيضاً برجال الآثار الذين يعملون فى ظل الظروف السيئة فى ظل ازمة كورونا والصيام فى نهار شهر رمضان المبارك، موجهاً الشكر لوزير الآثار الدكتور خالد العنانى، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على دعمهم الكبير لهذا المشروع لحماية الكباش المتبقية بالمنطقة، ولهم كل التحية على تلك الخطوة السريعة لحماية التاريخ الآثرى. وعن الانتقادات الموجهة لرجال الآثار والعمال، قال الريس محمود فاروق إنه يعمل منذ حوالى 35 سنة فى الآثار ورجاله لهم تاريخ كبير فى الآثار، والجميع يعمل بكل عناية وحرص لحماية كل قطعة حجر فى الآثر والكبش حتى ولو كانت صغيرة لتعود لموقعها ويتم ترميمها، وكل قطعة يتم رفعها يتم إعادة نظافتها وتصويرها وكل قطعة منقوشة أو غير منقوشة يتم الإهتمام بها، وتم عمل مصاطب لتجميع كل كبش عليها على حدة لحمايتها، مضيفا: "لدينا أمهر عمال وأفضل فنيين ومرممين وآثريين ونقوم بمهمتنا على أكمل وجه فى حماية وعناية تامة بكل قطعة آثرية وكل كبش يتم رفعه أكثر من قطعة حتى بالمونة القديمة لترك المهمة للأخصائيين لإزالتها بكل حرص لحماية الآثر". ويشارك فى المشروع من رجال الكرنك كل من القذافى عبد الرحيم مدير عام آثار الأقصر، ومحمد يحيى مدير عام آثار مصر العليا، ومصطفى الصغير مدير معبد الكرنك، وعبد الخالق عبد الحميد مدير بمعبد الكرنك، وعبد الراضى عبد المنعم محمد مدير عام الترميم بمعبد الكرنك، وسعدى ذكى عبد الله أخصائى المشروع، وصلاح سالم أخصائى الترميم، ومحمد جاد أخصائى الترميم بالمشروع.




































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;