أكد اللواء سعيد حسن شلبى مساعد وزير الداخلية مدير أمن القليوبية، أنه تم القضاء على البؤرة الإجرامية بالجعافرة بشكل كامل، بعد أربعين عاما من تصدير المخدرات والجريمة، مشيرا أن إصرار وزير الداخلية على اقتحامها ساهم فى سقوطها، مضيفا فى حوار لـ«انفراد» أن «الدكش» بنى مسجدا لعقد صفقات المخدرات بداخله، واشترى «آر. بى. جى» بنصف مليون جنيه لإرهاب الأمن والمواطنين، نافيا ما تردد حول تسريب ضباط الشرطة لمعلومات للتشكيلات العصابية والمساهمة فى هروبهم من الملاحقات الأمنية.
وإلى نص الحوار:
كيف تم القضاء على بؤرة الجعافرة التى هددت الأمن العام نحو 40 عاما؟
- بالفعل كانت الجعافرة بمثابة الصداع لنا، خاصة أن عمرها يمتد لنحو 40 عاما، فبعد القضاء على أباطرة المخدرات فى منطقة الباطنية فى السبعينيات، تسلل عدد كبير منهم إلى الجعافرة، ومن ثم بدأ ينتعش سوق المخدرات بها، وكان لابد من تطهير هذه البؤر الإجرامية، فحركنا قوات الأمن فى حملات مكبرة شاركت فيها كل قطاعات الوزارة، حيث قمنا باقتحام الجعافرة عدة مرات مدعومين بالمجموعات القتالية، بعد فتح الطرق، حيث كانت كل الحملات من قبل تصطدم بالزراعات الكثيفة بالمنطقة، التى يصعب معها اقتحام المنطقة، لدرجة أن البلطجية، والدكش، وكوريا، وأعوانهم، كانوا يمنعون المزراعين من دخول السيارات، ولا يسمحون سوى بدخول عربات الكارو، فضلا عن كثافات زراعات شجر الموالح.
وكيف اتخذتم قرار اقتحام الجعافرة وباقى مناطق المثلث الذهبى؟
- القرار جاء من اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، حيث قال لى نصا: «مش عايز أشوف بلطجية وخارجين عن القانون بالجعافرة، وما ترجعوش إلا لما تخلصوا» وبالفعل داهمنا المكان وكان هناك توفيق غير عادى فى نجاح المأموريات، وقد أصبح لا يوجد تاجر واحد للمخدرات بالمنطقة، بعد مقتل «كوريا» وضبط «الدكش» وأعوانهم، ونلاحق «أمين موسى» ثالث أخطر المتهمين والهارب خارج حدود الجعافرة، والحمد لله استطعنا أن نعيد الهدوء للمنطقة، ولا ننسى أبدا استقبال المواطنين لنا بالزغاريد بعد القضاء على كل الخارجين عن القانون بالمنطقة.
ما هى أهم الضبطيات فى الجعافرة؟
- ضبطنا 106 متهمين، وتم قتل 8 آخرين بينهم الدكش، وضبط 40 قنبلة يدوية، وآر بى جى، و22 بندقية آلية، و10 طبنجات، و32 قضية اتجار مخدرات بمضبوطات «16270 كجم بانجو، و 1100 كجم حشيش، و 200 أقراص مخدرة، و 2501 كجم هروين، وتنفيذ 105 أحاكم «جناية»، و145 حكم حبس، وضبط 1400 قرص منشطات جنسية، و5 تشكيلات عصابية.
ما هى أهم المشاهد التى لا تنساها فى اقتحام الجعافرة
- اكتشفنا وجود 28 قصرا وتم هدمهم جميعا، بينهم قصر للدكش، الذى يحوى حمام سباحة وتمساحا وصالة جيم، واكتشفنا وجود مسجد بالمنطقة يحمل اسم والد الدكش كانوا يبيعون بداخله المخدات، فضلاً عن أنهم تعاقدوا مع أصحاب مركبات التوك توك لنقل الزبائن من خارج الجعافرة لداخلها، حيث إنهم كانوا لا يسمحون بدخول السيارات، وتبين وجود دواليب مخدرات متحركة وأخرى ثابتة، كما أنهم كانوا يوصلون المخدرات دليفيرى بالدراجات البخارية، ويتردد عليهم شباب لشراء الهيروين، وتسبب «آر بى جى» كان بحوزة الدكش فى تأخير القبض عليه لمدة يوم، حيث حددنا مكانه وسط الزراعات، لكننا اكتشفنا أن لديه آر بى جى فتسرب القلق إلينا أن يطلق منه طلقات تتسبب فى قتل المواطنين الأبرياء بالمنطقة، ومن ثم أخرنا ضبطه لمدة يوم لمحاصرته، وبعد ضبطه أكد لنا أنه اشتراه عقب ثورة 25 يناير من ليبيا بنصف مليون جنيه، ولا يجيد استخدامة أو الإمساك به، كما أكد لنا فى اعترافاته أنه فى إحدى المداهمات كان على بعد 5 أمتار من الشرطة، فنام أسفل الزراعات وكتم نفسه بيده حتى لا نضبطه.
ما حقيقة ما تردد أن الدكش كان على تواصل بعدد من ضباط شرطة بمديرية أمن القليوبية، وأنهم سربوا له مواعيد الماموريات، وتسببوا فى مقتل زملائهم، وأنهم تم إحالتهم للاحتياط مؤخراً؟
- هذا الكلام غير صحيح، لا يوجد لدينا من يسرب معلومات عن المأموريات الأمنية.
ما هى خطط الأمن لعدم ظهور دكش جديد بالقليوبية؟
- لقد حرصنا على إقامة نقطة شرطة بالجعافرة وتزويدها بالقوات اللازمة، وترك قوات أمن كبيرة بالمنطقة، وشق 6 طرق فى الزراعات، لضمان دخول قوات الأمن إلى الجعافرة.
هل ترى بأن الحل الأمنى هو الطريق الوحيد لعدم عودة الإجرام للجعافرة مرة أخرى؟
- لا بالطبع، فهناك تنسيق مع رجال الدين لتنظيم قوافل لزيارة الجعافرة وإلقاء الدروس الدينية بها، فضلا عن التنسيق مع المحافظة التى تدعمنا كثيرا لإنشاء مركز شباب لاحتواء الفئات العمرية الشبابية بالمنطقة وتنمية الوعى لديهم.
هل عمليات التمشيط مستمرة فى الجعافرة للبحث عن المخدرات والسلاح؟
- مازلنا نستعين بالكلاب البوليسية لاستخراج المخدرات والسلاح من بطن الأرض أسفل المزارع، حيث ساهمت هذه الكلاب فى ضبط العديد من الممنوعات، خاصة بعدما حاول الدكش تضليلنا وتحديد مساحات كبيرة أكد أن أسفلها مخدرات، حتى يجرنا لتجريف هذه الأراضى والاشتباك مع أصحابها، لكن الكلاب البوليسية كانت تحدد لنا مكان المخدرات بالتحديد دون اللجوء إلى التجريف.
هل هناك بؤر إجرامية أخرى تعقدوا العزم على اقتحامها بالمحافظة أسوة بالجعافرة؟
- حملاتنا الأمنية على جميع البؤر الإجرامية مستمرة، خاصة مناطق أبوالغيط وبسوس، وإن لم يكونا فى حجم الجعافرة، ودعمتنا وزارة الداخلية باثنين من قيادات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالوزارة، حيث تم نقلهما لمديرية أمن القليوبية لملاحقة أباطرة الكيف وتجار الصنف، وحملاتنا لن تتوقف.
هل وفرت لكم وزارة الداخلية الدعم اللازم لتلك العمليات
- اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية شخصيا كان مهتما بالقضاء على البؤر الإجرامية، وكان يتصل بى هاتفياً الساعة الثأمنة صباحاً للاطمئنان على الأمور الأمنية، ووجه بتوفير الدعم اللازم لنا باستمرار.