من وقت لآخر، يفاجئ الرأى العام، بضلوع أحد قيادات حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، فى جريمة تتصدر المشهد، وتصبح القضية الأبرز والأهم، ويلى ذلك إعلان حزب النور تشكيل لجنة داخلية للتحقيق بدقة فى الأمر، ثم يهدأ الأمر وكأن شىء لم يكن، دون أن يعلن الحزب السلفى نتائج هذه التحقيقات.
ومن أهم القضايا التى أعلن حزب النور أنه سيشكل لجنة داخلية لتحقيق فيها القضية الشهيرة التى عرفت إعلاميًا باسم "عنتيل الإسماعيلية"، وذلك بعدما انتشرت فيديوهات لمرشح حزب النور فى الاسماعيلية حسام عامر تتضمن مشاهد فاضحة مع سيدات، وذلك قبل بدء المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية الماضية، ووقتها أعلن الحزب أن سيحاسب حسام عامر بطل القصة حال ثبوت الجريمة ضده ومن الممكن أن يتم فصله، ومرت الأيام دون أن يعلن الحزب السلفى أى نتائج لتحقيقات.
ومن أبرز القضايا التى أعلن أيضا فيها حزب النور تشكيل لجنة داخلية من قيادات لتحقيق فيها، قضية صالح محمود حميدة، أحد قيادات الحزب فى محافظة الإسكندرية، وذلك بعد اتهامه بممارسة الدجل والشعوذة، وضلوعه فى قتل ربة منزل أثناء استخراجه الجن من جسدها.
أما أحدث القضايا التى أعلن فيها حزب النور أنه سيحقق فيها بشكل داخلى، إعلانه تشكيل لجنة لتحقيق مع وجيه الشيمى الذى التقى حاخام يهودى دون علم الحزب، وترأس جلال مرة أمين عام الحزب رئاسة لجنة التحقيق، وقال الحزب فى بيانه إزاء هذه القضية: "الحزب لم يعلم شيئًا عن هذا اللقاء، فعندما وصل إلينا الخبر تم التواصل مع الدكتور وجيه الشيمى، وأخبرنا أنه لم يكن يعلم حقيقة هذا الحاخام إلا بعد اللقاء، وعند معرفته بالأمر قام بإبلاغ الجهات الأمنية والمعنية على الفور، والحزب الآن يجرى تحقيقًا فى الموضوع حتى يتعرف على كل ملابساته ويتخذ الإجراء اللازم تجاهه".
وهذه القضايا تطرح عدة تساؤلات أبرزها: هل فعلا تحدث تحقيقات داخلية؟، وهل يعلم أعضاء حزب النور نتائج هذه التحقيقات؟، وهل يعلمون العقوبات التى من الممكن ان تقع المخطئين؟، وإجابة على هذه التساؤلات كشف مصدر سلفى لـ"انفراد" أنهم يعلمون بتشكيل لجان للتحقيق فى القضايا الداخلية لكنهم لا يعرفون نتائج هذه التحقيقات.
وقال المصدر لـ"انفراد": "نتائج التحقيقات لا نعرفها مثلنا مثل الأفراد الذين هم خارج الحزب، فنتائج تحقيقات الحزب الداخلية تحجب عن القاعدة العريضة للحزب".
وفى سياق متصل، قال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بالنظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن حزب النور يحرص دائما أمام أى خطأ لكوادره أن يعلن للرأى العام فتح تحقيق سريع فى الواقعة، وذلك لتهدئة الرأى العام، ولكن دائما ما يخفى نتائج التحقيق ونفاجئ بأن العضو يمارس مهامه داخل الحزب بشكل طبيعى.
وأضاف الباحث بالنظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الحزب يطبق النص القرآني: " وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ"، مضيفا: "بدلا من معاقبة القيادات التى تخطأ رغم أن الأخطاء التى يرتكبونها كبيرة، وقد تصل للفصل تمامًا من الحزب إلا أنهم يفضلون كتمان نتائج التحقيقات".