رغم الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، إلا أن هذا لم يقف حائلًا بين المصريين والاحتفال بعيد شم النسيم، خاصة فى منطقة الأهرامات التى تعلو فيها درجات الحرارة عن نظيراتها من المناطق، فشهدت الأهرامات إقبالًا كبيرًا من جانب المواطنين، الذين احتلت نسب حضورهم الأعلى بين الجنسيات الأخرى، وسط حضور للأجانب ووفود جنوب إفريقيا.
فشهدت الأهرامات زيارة وفد كبير من دولة جنوب إفريقيا، حيث حضروا بأتوبيس خاص كرحلة المدارس للوقوف على عظمة المصريين، إذ تزامن حضورهم اليوم الاثنين، مع الاحتفال بأعياد شم النسيم، كما ظهر بمشهد الاحتفالات عدد من السياح الأجانب الذين تسلقوا درجات الهرم العليا لمشاهدة المنظر من أعلى، مبدين دهشة كبيرة من صنع الفراعنة وعظمة العقل الهندسى المصرى فى العصور السابقة.
ولم يخلُ الأمر من مشادة بسيطة لأحد الأهالى مع قاطع التذاكر على بوابة الأهرامات بسبب ثمن التذكرة، الأمر الذى قابله بعض رجال التأمين بالحكمة فى التصرف من خلال تهدئة الموقف، حيث بدأ يوم شمس النسيم بالأهرامات، باصطحاب الأسر لأطفالها والتجول حول الهرم الأكبر ومنه إلى باقى المناطق المميزة بالمنطقة.
وقال أحمد حسين، الموظف بوزارة التربية والتعليم، إن الحضور للأهرامات يستلزمه إجراءات للوقاية من الشمس، وكذلك عدم اصطحاب الأطفال بسبب أخطار الشمس وارتفاع درجات الحرارة، مؤكدًا أن الكبار فقط من يستطيعوا الشعور بعظمة الفراعنة فى بناء هذا الصرح الكبير.
وأضاف "حسين" فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن الفكرة فى قضاء شم النسيم بمنطقة الأهرامات يعطى اليوم أهمية خاصة لأسرته، وذلك لأنه يوم لا ينسى، حسب وصفه.
من جانبهم، اشتكى بعض الخرتية من أصحاب الجمال والأحصنة داخل منطقة الأهرامات، من بعض الأفعال التى يقدم عليها عدد من زوار الأهرامات من المصريين، مؤكدين أن المصريين ليس لديهم ثقافة التعامل مع الآثار، وأنهم يلقون ببقايا الطعام وما لديهم من قمامة حول الأهرامات.
ورفض عدد من الأهالى امتطاء الخيل والجمال بسبب غلو ثمنها، مؤكدين أن الخرتية يستغلون الظروف ويغالون فى تذاكر ركوب الخيل والجمال، مشيرين إلى أنهم أحد أهم الأسباب فى تدهور السياحة فى مصر، وأنه ليس هناك رقيب على تصرفاتهم.
وفصل رجال الأمن المتمركزين بنقاط محددة داخل منطقة الأهرامات، بين عدد من الأهالى، الذين دخلوا فى "خناقة"، بسبب مقولة "الأهرامات دى شوية حجارة ملهاش لازمة"، التى تلفظ بها أحد المواطنين خلال تجوله حول الهرم الأكبر، ما دفع عدد من الشباب المتواجدين إلى الدخول فى مشادة معه، حيث وصفوه بأنه غير وطنى وأن انتماءه الأول لجماعة الإخوان، التى تحاول تشويه صورة مصر والمصريين، وهو ما رد عليه بأنهم كشباب مصرى يستكينون لما أنجزه أجدادهم الفراعنة ولا ينظرون أمامهم أو يرون ما وصل إليه العالم من تقدم.
وأضفى عدد من الشباب والبنات الجامعيين، الذين حضروا فى نزهة معا إلى الأهرامات، البهجة على الجو العام للزيارة، من خلال مجموعة من المصطلحات الشبابية، التى تسببت فى إثارة الضحك بين زوار الأهرامات اليوم، ومنها "المهندس اللى عمل الهرم ده شخص فاجر"، "نفسنا ترجع أيام الفراعنة لأنهم محدش كان بيعرف يعلم عليهم"، "خوفو ده كان من ظهر راجل".
وتفقد اللواء أحمد حجازى، مدير أمن الجيزة، منذ قليل، الإجراءات الأمنية التى تقوم بها قوات الشرطة بمحيط منطقة الأهرامات، وذلك لتأمين احتفالات المواطنين بعيد شم النسيم.
ومر مدير الأمن على النقاط الأمنية المنتشرة على جميع بوابات الأهرامات، وتأكد من انتشار رجال الأمن فى محيط الأهرامات وذلك لتأمين الاحتفالات، فى الوقت الذى شهدت فيه منطقة الأهرامات بالجيزة إقبالا كبيرا من المواطنين خلال احتفالات شم النسيم، حيث اصطحب الأهالى أطفالهم.
-