شهدت الأيام الأخيرة حوادث طرق دامية، راح ضحيتها عشرات المواطنين الأبرياء دون أى ذنب، فالسرعة الجنونية للسائقين المتهورين كانت هى البطل والسبب الرئيسى لوقوع مثل هذه الحوادث، التى باتت تؤرق المجتمع المصرى، والاقتصاد المصرى الذى تأثر كثيرا بسبب حوادث الطرق الجنونية.
المستشار حمادة الصاوى النائب العام وجه أعضاء النيابة العامة بالتصدى لجرائم حوادث الطرق التى تنتج عن الرعونة والإهمال، حيث أمرت نيابة "أول ٦ أكتوبر الجزئية" أول أمس الإثنين، بتقديم المتهم محمد وليد فكرى السيد للمحاكمة الجنائية؛ لاتهامه بالتسبب خطأ فى موت المجنى عليه محمد يوسف سعيد مُرضى بإهماله ورعونته وعدم احترازه وعدم مراعاته للقوانين واللوائح المُنظمة للمرور؛ وذلك خلال قيادته سيارة بحالة يَنجُم عنها الخطر واصطدامه بالمجنى عليه مُحدِثاً به الإصابات الموصوفة بالتقرير الطبى والتى أودت بحياته، فضلاً عن اتهامه بقيادة مركبة بسرعة جاوزت السرعة القصوى، واتلافه الدراجة استقلال المجنى عليه.
حوادث الطرق
ونسخت النيابة العامة صورة من الأوراق لما نُسب للمتهم من مخالفة قرار رئيس مجلس الوزراء بحظر الانتقال والتحرك على جميع الطُرق خلال الفترة المقررة؛ لتقديمه متهماً بذلك إلى محكمة أمن الدولة طوارئ.
نزيف الأسفلت عرض مستمر
حوادث الطرق سلسلة جرائم متكررة وعدد ضحاياها يفوق ضحايا كورونا، وكان أخر الحوادث المروعة، الى شهدتها مصر خلال الـ48 ساعة الأخيرة حادث الطريق الدائرى، الذى راح ضحيته شخص ، وأصيب 6 أخرين، وذلك إثر سقوط حمولة تريلا على 8 سيارات بدائرى المعادى، بعد انحراف مسار هذه " التريلا " بسبب السرعة الزائدة، ما نتج عنه وقوع هذه الحادثة التي أسفرت عن مصرع شخص بدون ذنب وإصابة عددا أخر إصابات بالغة، تم نقلهم إلى المستشفى في حالة حرجة لتلقى العلاج .
أيضا من تلك الحوادث المأساوية ، حادث " طبيبات ميكروباص المنيا " التي راح ضحيته 4 أطباء وإصابة 17 آخرين فى حادث اصطدام سيارة ميكروباص، بالقرب من مدينة 15 مايو، أثناء توجههم من المنيا إلى القاهرة لتنفيذ تكليف لهم، بحضور عدد من المحاضرات الطبية لهن في القاهرة، حيث لعبت السرعة الزائدة والمتهورة من قبل قائد السيارة، الدور الأساسى في وقوع هذه الحادثة المؤلمة، حيث أصطدم السائق بسيارة نقل ثقيل كانت تسير أمامه، وبعد أن طار غطاء السيارة النقل بسبب عدم ربطه جيدا، واستقر على السيارة الميكروباص التي كانت تسير خلفه دون ترك مسافة مناسبة لتفادى الحوادث، مما أدى إلى اختلال عجلة القيادة من يد السائق، ووقع الحادث الأليم، الذى راح ضحيته عدد من الطبيبات، فيما أصيبن عددا اخر منهن بإصابات بالغة أدت إلى استئصال الرحم وأجزاء من الجسد.
أيضا لقى 5 أشخاص مصرعهم وأصيب 2 آخرين فى حادث تصادم بين سيارة نقل وسيارة ميكروباص بطريق القاهرة الإسكندرية الزراعى بالقرب من مدينة أبو حمص بالبحيرة، وذلك بعد أن اختلت عجلة القيادة بيد قائدها نتيجه حدوث عطل مفاجئ بجهاز الفرامل مما أدى لانحرافها واصطدامها بمؤخرة السيارة الثانية التى كانت تسير أمامها فى ذات الإتجاه، والذى أسفر الحادث عن وفــاة 5 من مستقلى السيارة الأولى وإصابة قائدها و2من مستقليها بجروح واشتباه كسور ونزيف داخلى وما بعد الإرتجاج، تم نقل الجثث لمشرحة مستشفى كفر الدوار العام والمصابين لذات المستشفى للعلاج.
أخطاء السائقين والسرعة الجنونية ما زالت تمثل السبب الرئيسي لحوادث المرور المسجلة في الدول العربية، إذ تشير النشرة الإحصائية السنوية لحوادث المرور الصادرة عن الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، إلى أن نسبة 95.92% من الحوادث التي سجلت في المنطقة العربية كانت بسبب تلك الأخطاء، وهو معطى يشكل كارثة لمجتمعاتنا العربية التي هي في أمس الحاجة إلى جهود أبنائها بقدر ما هي في حاجة إلى الحفاظ على كافة إمكانياتها وثرواتها.
وبلغة الأرقام، بينت إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن حوادث السير تتسبب سنويا في مقتل أكثر من 1.35 مليون شخص، وتلحق إصابات بليغة بعدد يتراوح من 20 إلى 50 مليون شخص آخرين، وأن نصف الأشخاص الذين يتوفون على طرق العالم يكونون من المشاة ومن راكبي الدراجات الهوائية والنارية.
وأكد عدد من خبراء المرور والطرق أن الحل الوحيد لايقاف هذه الحوادث هي تطبيق القانون ومواده التي تتضمن عقوبات رادعة لكن من يتسبب بالخطأ في موت غيره.