يظل وعي مواطني أي دولة في العالم هو الرهان الأكبر للحكومات للمرور بأقل خسائر من أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، فلا تستطيع حكومات أكبر دول العالم العبور من الأزمة بدون وعي شعبي بخطورة تفشي الوباء، ووسط هذه الأزمة تحلى الكثيرين من شعوب العالم بالوعي بالإرشادات الحكومية من التزام الحجر المنزلي واتباع وسائل الوقاية بينما خالف الكثيرين أيضا الإجراءات وتعاملوا مع الأزمة باستهتار مما أدى إلى ارتفاع الحالات.
وبدأت خلال الأيام الأخيرة الكثير من دول أوروبا وأمريكا تخفيف إجراءات مواجهة كورونا مع انخفاض الحالات المصابة بالوباء العالمي، فقامت بالعمل على تشغيل المدراس والمطاعم والشركات مع مطالبة السكان بتنفيذ اجراءات الوقاية من عدوى كورونا، ولكن الكارثة هي مقابلة مواطني بعض الدول هذه الاجراءات بالاستهتار مما أدى لارتفاع الحالات.
ففي اليونان، شهدت الشواطئ اليونانية فى أثينا تكدس كبير من السكان، مع إعلان السلطات الحكومية فتح أكثر من 500 شاطئ بالبلاد، وذلك مع بدء البلدان في جميع أنحاء أوروبا في تخفيف قيود الإغلاق المفروضة منذ شهرين وأكثر لمكافحة تفشي كورونا، وعرضت قناة روسيا اليوم فيديو لتكدس المئات على الشواطئ دون مراعاة لمسافات التباعد الاجتماعي، فيما قال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، إنه يريد أن يبدأ موسم السياحة في اليونان في يوليو المقبل.
وذكر موقع روسيا اليوم، أن الآلاف من اليونانيين توجهوا إلى الكنائس اليوم الأحد للمرة الأولى منذ أسابيع، وذلك مع بدء تخفيف الحظر على التجمعات الذي تم فرضه في البلاد منتصف مارس للحد من انتشار فيروس كورونا، ونقل وقع روسيا اليوم، عن ستيلا كاسماتي البالغة 76 عاما من العمر، إحدى زوار كنيسة أيوس سبيريدوناس في بيريوس قرب أثينا قولها: أنا عاجزة عن وصف مشاعري، فبعد شهرين ونصف من الحجر الصحي، أصبحنا في كنيستنا مرة أخرى، وسمح لنا بما حرمنا منه لمدة شهرين ونصف، وهو للذهاب إلى الكنيسة والمشاركة في سر الإفخارستيا.
Time for a swim? #Greece eases #COVID19 lockdown and reopens beaches in #Athens pic.twitter.com/6AXs3YijMu
— RT (@RT_com) May 16, 2020
وعادت ظاهرة الطوابير للانتشار من جديد مع تخفيف الإجراءات، فأظهرت لقطات فيديو اصطفاف طابور طويل من المواطنين الهنود وهم يصطفون أمام محل للمشروبات الكحولية بالعاصمة نيودلهي مع اتخاذ أولى الخطوات لتخفيف إجراءات العزل العام المفروضة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، وعرضت شبكة ABC News الأمريكية فيديو لطابور يضم المئات من العمال الهنود ازدحمت أمام متاجر بيع الخمور التي أعيد فتحها في الهند، ما أدى إلى إغلاقها بقرار من الشرطة.
Crowds throng India's reopened liquor stores, prompting closures. https://t.co/NsJXRfj8rQ pic.twitter.com/f8qhS14r9r
— ABC News (@ABC) May 5, 2020
وفي المكسيك، اصطف طابور طويل من سكان مدينة كواتزاكوالكوس في المكسيك لشراء البيرة أمام المحلات بعد أن رفعت الحكومة المكسيكية الحظر المفروض على شرائها وإغلاق المحلات الخاصة ببيعها طوال الأسبوعين الماضيين بسبب قرارات الإغلاق العام، وعرضت شبكة روسيا اليوم فيديو لتكدس السكان أمام محلات البيرة في المدينة، بينما تراقب الشرطة المشهد وتحذر بضرورة حفظ مسافات للتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات لمنع عدوى كورونا.
عشاق البيرة يصطفون في طوابير بعد رفع الحظر
ما الذي اشتقت إليه خلال الإغلاق العام في بلادك؟#كورونا #المكسيك #بيرة pic.twitter.com/2sGDM6CcC6
— RTARABIC (@RTarabic) May 21, 2020
ويزيد عدد ضحايا فيروس كورونا في المكسيك، يوما بعد الآخر على الرغم من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات لمكافحته، وهذا ما دفع الحكومة لإتخاذ إجراءات صارمة في عملية دفن ضحايا الفيروس، في مقابر سان رافائيل بسيوداد خواريز.
وبالانتقال إلى أفريقيا، أظهرت كاميرات الدرون لقطات لطوابير طويلة تضم آلاف السكان في مدينة بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا للحصول على مساعدات غذائية وسط إغلاق البلاد، وعرضت شبكة ABC News الأمريكية فيديو لتكدس المواطنين من أجل الحصول على المساعدات الغذائي دون أي مراعاة لمسافات التباعد الاجتماعي مما يهدد بتفشي كورونا بينهم، وزعت مجموعات من المنظمات الدينية والخيرية والمجتمعية حوالي 10000 كيس من الذرة والخضروات والأقنعة والمطهرات على المصطفين في الطوابير.
وكانت قد أعلنت السلطات الصحية في دولة جنوب إفريقيا، تسجيل 1160 إصابة جديدة بفيروس كورونا في أعلى معدّل يومي، الأحد الماضي، وبذلك يصل عدد الاصابات المسجلة فيها إلى أكثر من 15 ألف حالة، وذلك وفق "يورونيوز".