"لا توجد أسرة خالية" شعار اعتاد عليه أهالى محافظة بنى سويف، من المستشفيات الحكومية والجامعة والتأمين الصحى، عند وصولهم بحالة مصابة فى حادث وتحتاج إلى سرير بأقسام العناية المركزة.
مشهد مأساوى لأسرة استنزفت ما تملك من أموال، وهى تشاهد أمامها ابنها البالغ من العمر 26 عاماً، وهو يصارع الموت لعدم وجود سرير عناية مركزة فى إحدى المستشفيات الحكومية، بعدما صدمته سيارة سلكت عكس الاتجاه بمنطقة كورنيش النيل بمحافظة بنى سويف.
موظف بمديرية الشباب والرياضة لا يمتلك سوى راتبة، فوجىء بين يوم وليلة بضرورة توفير مبلغ 3 آلاف جنيه يومياً من جيبه كمصاريف إقامة فلذة كبدة وابنة الأصغر داخل قسم العناية المركزة بعدما تخلت عنه مستشفيات الدولة .
إسلام طارق فتحى – 26 سنة، حاصل على دبلوم فنى صناعى ، ويعمل مع شيقة فى أحد محلات الملابس الجاهزة بميدان حارث وسط مدينة بنى سويف، صدمته إحدى سيارات الشرطة وهو يستقل دراجته البخارية أمام شركة مياه الشرب والصرف الصحى .
القصة يرويها لـ"انفراد" شقيقة عبد الرحمن قائلا: "إسلام شقيقى كان يستقل دراجتة البخارية قادماً من كورنيش النيل، وفوجئ عقب مروره من أمام شركة مياه الشرب، بسيارة شرطة تقطع عليه الطريق لتسير فى عكس الاتجاه ، لتصدمه وتتركه غارقاً فى دمائه.
وأضاف عبد الرحمن: "توجهنا بإسلام الى مستشفى بنى سويف العام ، وحررنا محضر شرطة بالواقعة ، وكالمعتاد لم نجد سرير خالى بقسم العناية المركزة بالمستشفى، فاتجهنا بشقيقى إلى إحدى المستشفيات الخاصة".
وأشار شقيق الشاب المصاب إلى أنه أجريت لشقيقة جراحة فى المخ تكلفت 20 ألف جنية، بالإضافة إلى 3 آلاف جنيه يومياً نظير إقامته بقسم العناية المركزة، مؤكداً إلى أن شقيقه يمكث بالمستشفى الخاص لليوم الثامن، أى أن الأسرة دفعت أكثر من 45 ألف جنيه للمستشفى الخاص.
وأكد عبد الرحمن أنه عقب إصابة شقيقه زاره أحد ضباط الشرطة وأكد له أنه على استعداد لتكفل مصاريف علاج "إسلام" إلا أن الضابط لم يرد على اتصالاته بعدما علم بضخامة مبلغ العلاج.
وأوضح شقيق الشاب المصاب إلى أن محضر الشرطة منذ تحريره فى نقطة شرطة مستشفى بنى سويف العام ، واتهامنا لسيارة الشرطة بإصابة شقيقى، لم يطلبنا أحد لأخذ أقوالنا، أو يتم استجواب الشرطى الذى صدم شقيقى حتى الآن على حد قوله.
مطالباً وزير الداخلية بإصدار أمر بعلاج شقيقه داخل مستشفى الشرطة بالعجوزة، حيث يرقد الآن بين الحياة والموت داخل المستشفى الخاص، ولا يستطيعون الاستمرار فى دفع إقامته بقسم العناية المركزة والتى تتكلف 3 آلاف جنيه يومياً بخلاف العلاج.
فيما ناشد طارق فتحى موظف بالشباب والرياضة وزير الصحة بضرورة توفير سرير عناية مركز لنجلة اسلام ، حيث إن المستشفيات الخاصة هى الملاذ الوحيد لهم فى ظل عدم توافر أسرة عناية مركزة بالمستشفيات الحكومية، قائلاً: "ليس من المعقول أن يكون لدينا عشر مستشفيات حكومية بها أقسام عناية مركزة، ولمدة ثمانية أيام لا أجد سرير لنجلى، فهل من المعقول أن تكون هذه الأقسام كاملة العدد، دون أن يخرج منها مريض طيلة أسبوع كامل".
فيما طالبت والدة إسلام، رئيس الوزراء بالتدخل لإنقاذ ابنها الذى يرقد بين الحياة والموت بعدما، حدث له شرخ فى الجمجمة، ويحتاج الى رعاية جيدة ، وأطباء متخصصون وهى مالا تستطيع وأسرتها توفيرة فى ظل ارتفاع أسعار المستشفيات الخاصة وعدم توافر أماكن شاغرة بمستشفيات الغلابة.