أكدت نقابة الأطباء، إن قرار وزارة الصحة بضم 320 مستشفى عامة ومركزية غير التخصصية لخدمة فحص الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، جيد فى مُجمله، وذلك لتوسيع دائرة العمل على مكافحة الفيروس، وتخفيف الضغط المتزايد عن مستشفيات الحميات والصدر نظرا لتزايد حالات الإصابة فى الفترة الأخيرة، وقال الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، إن هناك عدة إجراءات محددة لابد من تنفيذها لتجهيز المستشفيات قبل تنفيذقرار وزارة الصحة،حتى لا يفاجأ الجميع بوجود معوقات أو ارتباك وتضارب، مثلما حدث بمستشفى منشية البكرى، موضحا أن تلك الاجراءات هى: توفير جميع الواقيات الشخصية للطواقم الطبية،وتدريب جميع الطواقم الطبية على دور كل منهم بدقة، كذلك توفير المسحات ومستلزمات العلاج ومكافحة العدوى،وعمل مسارات خاصة داخل المستشفيات "مناطق نظيفة، ومناطق مشتبه بتلوثها".
كما أكد الطاهر، على ضرورة استبعاد من هم فوق سن الخمسين، وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل، من التعامل فى فرز المصابين،بالإضافة إلى عمل مسحات فورا لأعضاء الطواقم الطبية، الذين خالطوا حالات إيجابية دون ارتداء الواقيات المطلوبة، وذلك دون انتظار ظهور أعراض وذلك حتى لا يعمل عضو الفريق الطبى وهو حامل للفيروس، وقد يتسبب فى نشر العدوى بين زملاؤه وبين المواطنين، مضيفا: مع ملاحظة أنه فى حالة إقرار العزل المنزلى للحالات البسيطة، فانه يجب أولا التأكد من أن المنزل به مقومات هذا العزل فعلا، حيث أن الكثير من منازلنا لا تتوافر فيها ذلك، وفى حالة عدم توافر هذه المعايير يتم العزل بالمدن الجامعية مثلا، وذلك حتى لا ينتشر المرض بين باقى أفراد العائلة المقيمين بالمنزل وتزداد المشكلة تعقيدا.
من جانبه، خاطب الدكتور حسين خيري نقيب الأطباء، رئيس اتحاد نقابات المهن الطبية، الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، للتأكيد على ضرورة إتاحة المستلزمات الواقية للفرق الطبية فى المستشفيات، من بينها سرعة إجراء اختبار الـPCRللكشف على كافة أعضاء الفرق الطبية، لافتا إلى أنها أفضل وسائل التأكد على مستوي العالم من المرض فى الوقت الحالى أهم إجراء لمنع انتشار الوباء بين الأطقم الطبية وجميع أفراد المجتمع.
وأكد خيرى، فى خطابه للوزراء، على ضرورة إجراء الكشف علي نطاق أوسع للفرق الطبية خاصة المُخالطين والعاملين في الحجر الصحى، وكل من يظهر عليه الأعراض أو يكون إيجابى من خلال الاختبار السريع، لافتا إلى ضرورة توفيره من خلال استيراد عدد كافي من الـKitsأو النظر فى التصنيع المحلى واعتبار هذا الأمر هدف استراتيجي قد يؤدى إلى سرعة انحسار الوباء، لافتا إلى وجود مقترح للتصنيع معروض من خلال مجموعة من المتخصصين.
وأضاف: أن الأطقم الطبية بقيادة الطبيب تبقي حجر الزاوية فى معركة البشرية ضد الوباء الحالي، ولما كانت وقاية الأطقم الطبية تعتبر هدف استراتيجي فى مهمة قومية، نظرا لحق الفرق الطبية الإنساني فى الوقاية، خاصة أن المستشفيات تعتبر بؤرة الوباء، ومن ثم يعتبر الأطباء أكثر عرضه للعدو من كل أطياف المجتمع، بجانب حاجة المجتمع الإنساني للأطقم الطبية واستمرارهم في أداء مهمتهم لردأ الوباء، مما يتطلب ادخار الأطقم الطبية للتعامل مع الوباء حال انتشاره بشكل لوغاريتمي، وتجنب انتشار الوباء عن طريق الأطباء.
فى سياق مُتصل، قال الدكتور رشوان شعبان، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، إن الفترة الأخيرة أكدت دخول مصر ذروة الإصابات بفيروس كورونا المستجد، لافتا إلى عدم اتباع قواعد حماية الأطباء والمخالطين لمرضى فيروس كورونا سيؤدى إلى استمرار تساقط أعضاء الفرق الطبية بالمستشفيات كشهداء جراء الإصابة، موضحا أن نقابة الأطباء فقدت 3 أطباء خلال يوم واحد إثر انتقال العدوى لهم.
وأضاف شعبان: قرار ضم مستشفيات لفحص المرضى جيد، إلا أن العديد من المستشفيات ليست مجهزة لبدء العمل واستقبال المرضى، حيث يستلزم ذلك تحديد مداخل آمنة للفريق الطبى والمرضى المترددين على المستشفيات، كذلك عدم وجود سكن جيد للفرق الطبية بكثيرا منها، بجانب وجود نقص فى المستلزمات الطبية للحماية من عدوى الفيروس، لافتا إلى أن النظام الجديد يعنى أن الطبيب سيفرز المرضى، ويصنفها، ويتابع المعزولين فى المنازل من مكانه سواء فى الإدارة الصحية لمكافحة العدوى أو المستشفى، مما يستلزم وجود توفير كافة الأدوية المعتمدة ضمن بروتوكول العلاج لفيروس كورونا.
وأشار إلى ضرورة التأكد من وجود عنايات مركزة بالمستشفيات للتعامل مع الحالات الحرجة، التى تحتاج عناية طبية فائقة، مضيفا: كما يجب مراعاة استمرار إجراء بعض المرضى مثل حالات الغسيل الكُلوى، لإجراء غسيل كلوى بشكل دورى رغم ضعف المناعة لهم، وبالتالى لابد من تخصيص أماكن لمرضى الغسيل الكلوى الذين أُصيبوا بفيروس كورونا فى مكان موحد فى كل محافظة، حتى لا ينقلوا العدوى لغيرهم من المرضى، مؤكدا ضرورة فحص الأطباء المُخالطين وتوفير أماكن لعزل الفرق الطبية، حتى لا يتحولوا إلى مصدر للعدوى.