التشكيك بدأ منذ شهر بهدم عقيدة الذهاب للمستشفيات
بث الشك لدى الأطباء بهدف دفعهم لقرارات لا تعبر عن قدسية مهنتهم
فى كل الأزمات التى مرت على مصر، كان هناك دائمًا سيناريو واضح ومكرر ويحدث دائمًا من قبل الجماعات الإرهابية على السوشيال ميديا وفى كل القطاعات المستهدفة، وهو محاولة تفتيت الصف ببث كل أنواع الشك والكراهية، بحيث يكون المقبل على الخدمة كارهًا لها، وبحيث يتم تفتيت الكتلة الصلبة للقطاع المستهدف، وهو ما ينفذ حرفيًا الآن فى القطاع الطبى داخل مصر، وكنا قد رصدنا منذ شهر تقريبًا فى مقال بعنوان "الإخوان يستهدفون المستشفيات"، ما يفعلونه من بث الشك فى المستشفيات بحيث يخاف الناس من الذهاب مبكرًا للعلاج، وكان ظاهرًا أن هناك خطًا من الهجوم يتم العمل عليه من قبل كل قنوات الإخوان وإعلامييهم، وذكرنا وقتها أن هناك خطا واضحا في مسار جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائهم في قنوات تركيا وقطر، ولجانهم الإلكترونية على السوشيال ميديا، حول كيفية التعامل مع أزمة كورونا، ويعتمد بشكل أساسى على الاستهداف المتعمد للمنظومة الطبية في مصر، بحيث يخلق فيها نوعًا من الشك، يعتمد في حقيقته على هدم المنظومة بالكامل، من خلال التشكيك في منظومة الطب والمستشفيات، ثم الانتقال لمساحة صناعة الشك لدى الأطباء المصريين أنفسهم، بأنهم معرضون للإصابة، أو أنهم لن يتم تقديرهم لا قدر الله في حالة الوفاة، وهو يتنافى كليًا مع ما تفعله وزارة الصحة والجهات المعنية مع كل حالات الإصابة فى الأسرة الطبية، وتم فى ذلك الإطار عمل آلاف التحليلات للأطقم الطبية، وهنا يجب التفرقة بين الذى يصاب والذى يتقدم بالإستقالة، فمن بين أكثر من 700 وفاة هناك 15 فردا من الأطقم الطبية، حتى صارت معركتنا التى جرونا إليها هو ترك العملية الطبية لنذهب لأمور أخرى تحل وستحل.
وخلال شهر وأكثر كان السعى من كل صفحات الإخوان ووسائل السوشيال ميديا، النيل من عزيمة الأطباء أنفسهم، دون ذكر الحقيقة بأن الأطباء فى كل دول العالم، مثلهم مثل كل القطاعات المتعاملة مع أزمة كورونا، أصيبوا جراء معاملتهم فى أماكن الإصابة، وهم فى ذلك يؤدون واجبهم نحو وطنهم، ونحو أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم، ولذلك كان من ضمن المسار الذى يستهدفه الإخوان وقنواتهم الإعلامية، هو استهداف نفسية الأطباء أنفسهم، بحيث يصنعون حالة من عدم الثقة في تقدير المواطنين والدولة لهم، ويتم تغذية الشعور بأنهم في حالة الإصابة فإن أهاليهم وكذلك مناطق سكنهم ستتبرأ منهم، وتلك الحالة بالتحديد يدعمونها بكل قوة، بالإضافة لدفعهم نحو تقديم الاستقالات الجماعيةـ إلا أن إدراك الدولة والوعى الشعبى للمواطنين، جعل حملات الدعم تظهر من المؤسسات والهيئات والمواطنين ورجال الأعمال للجيش الأبيض، بحيث صار دعمهم هو شعور جماعي وطني، وأصبحوا هم خط الدفاع الأول ضد الإخوان دون أن يدروا، بالإضافة لدورهم المشرف في المستشفيات ومواقعهم المختلفة.
ويجب هنا إعادة التأكيد على أن تلك الحالة التى يصنعها الإخوان وإعلامهم، تعتمد على تلك المساحة من الشك حول المستشفيات بشكل عام، بحيث يشك كل مواطن أو مصاب في التقدم للمستشفيات في حالة المرض، بل يذهب المواطنون لعدم العلاج في المستشفيات بشكل عام، وذلك لأن الصورة التي يتم صناعتها حاليًا تعتمد على أن المستشفيات تضم إصابات بحالات كورونا، وأن الأطباء أنفسهم بينهم حالات إصابة ووفيات لذلك ستنقل العدوى لكل من يكشف في المستشفيات.
صناعة تلك الحالة من الشك داخل جماعة الإخوان، باعتبار أن ذلك منهج دائم تستغله في جميع الأزمات، ظهر واضحًا في ذلك الخيط من الاستهداف لمستشفيات الدولة المصرية، وأطلب من حضراتكم مشاهدة عدة تقارير عن حالة البرامج والقنوات التي يمتلكها التنظيم الدولى للإخوان، بحيث احتلت حالة الشك في المستشفيات صورة كبيرة داخل كافة البرامج، وذلك حتى يتم ترسيخ عدة مفاهيم داخل الوجدان المصرى، بأن المستشفيات هي مصدر لنقل العدوى، والجدوى من ذلك هو هدم المنظومة الطبية، ومن ثم تكثر أعداد المصابين والوفيات في أزمة كورونا، ما يرجع بالسلب على الحالة النفسية للمصريين، وعلى الاقتصاد المصرى ككل، وذلك لأنه مع استمرار ذلك الاستهداف، ستخلق على من العزوف في الذهاب للمستشفيات.