مثل الملايين في كل أنحاء الأرض أصيب إسماعيل أبو حديد أمين حزب النور بالجيزة وأسرته بفيروس كورونا المستجد ،واستدعى الأمر عزلهم صحيا ،إلى هنا لا يوجد شيء مختلف ،لكن المفارقة هي فيما تناقلته الأنباء حول أن هذا الرجل وقف بنفسه في أحد المساجد في بداية إنتشار الفيروس في الصين وقال انه لا داعى لغلق المساجد "لان فيروس كورونا لا يصيب الا الكفار " ثم أصيب هو بعدها ببضعة أيام.
واللافت أن هذا هو نفسه موقف الحزب والدعوة السلفية من الفيروس في بداية إنتشاره، حيث لم يكن أحدا منهم يتوقع أن الفيروس سيصل إلى مصر في يوم من الأيام ،ربما هذا هو الذى دفع برهامى الرجل الأهم داخل الحزب والدعوة ليصف كورونا بانه نوعا من العذاب أنزله الله على أهل الصين بسبب أزمة الإيجور .
السؤال الذي ورد لبرهامى ونشر على موقع صوت السلف –احد المنصات الرسمية على الموقع الرسمى للدعوة السلفية في فبراير الماضى كان نصه : نسمع الآن مِن كثيرٍ مِن الناس أن ما يحصل فى الصين من انتشار القتلى والضحايا بسبب "فيروس كورونا"؛ إنما هو عقوبة إلهية مِن الله -تعالى- بعد ما فعلته الصين فى مسلمى الإيجور. فهل هذا كلام صحيح؟
ورد ياسر برهامى قائلا: أنواع الكفر والظلم والبغى التى هم عليها تستوجب أنواعًا مِن العذاب فى الدنيا والآخرة، والأوبئة أصلًا كانت عقوبة مِن الله -تعالى- للأمم السابقة، وقد يصاب بها المسلمون وهى لهم رحمة وتكفير للذنوب والسيئات؛ لحديث عائشة -رضى الله عنها- قالت: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي: "أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ".
في نهاية مارس كان فيروس كورونا دخل الى مصر ،وهو ما استدعى من ياسر برهامى وحزب النور تغيير خطابه تماما ،فتحول الفيروس من كونه نوعا من "العذاب في الدنيا " الى "مرض ينبغي الاحتياط له استئناسا باحكام الطاعون في التنقل " حسبما ورد في مقابلة اجراها مع صحيفة الفتح التابعة للدعوة السلفية.