تتهم السلطات السودانية الجيش الاثيوبى بالاعتداء على أراضيه وموارده خلال الأيام القليلة الماضية، متهما ميليشيات إثيوبية مسلحة بالاشتباك مع الجيش السودانى، ما أدى لمقتل وجرح عدد من الجنود السودانيين وعدد من المدنيين.
وأكد المتحدث الرسمى باسم الجيش السودانى، العميد عامر محمد الحسن، فى بيان صحفى، أن الميلشيات المدعومة من الجيش الإثيوبى كررت اعتداءاتها على الأراضي والموارد السودانية، موضحا أن القوات المسلحة السودانية تحلت بالصبر خلال الفترة الماضية، لإتاحة الفرصة للعملية التفاوضية بين البلدين لإنهاء الأعمال الإجرامية.
وأشار بيان الجيش السودانى إلى مقتل طفل وإصابة 9 أشخاص بينهم 6 من جنوده.
ولفت بيان الجيش السودانى إلى انتشار قوة تقدر بقوة سرية مشاة للجيش الاثيوبى حول معسكر قوات الجيش السودانى بتاريخ 26 مايو الماضى بمنطقة العلاو داخل الاراضي السودانية، وذلك بناء على اجتماعات مشتركة بين قيادات الجيشين السوداني والاثيوبي تم الاتفاق على سحب نقطة المراقبة التابعة لقوات الجيش السودانى بالعلاو داخل المعسكر للقوات، على ان تسحب السرية الاثيوبية الى معسكرها، وتم سحب القوتين الى المعسكرات من مناطق انتشارها.
وقال متحدث الجيش السودانى لوكالة أنباء السودان "سونا" إن "المليشيات الإثيوبية بإسناد من الجيش الإثيوبي درجت على تكرار الاعتداء على الأراضي والموارد السودانية".
وأضاف أنه "رغم ذلك الاعتداء مازالت القوات المسلحة السودانية تمد حبال الصبر في إكمال العملية التفاوضية الرامية إلى وضع حد لهذه الأعمال العدائية والإجرامية".
وأشارت الوكالة السودانية إلى أن الحدود السودانية الأثيوبية شهدت توترا جديدا صباح الخميس حيث توغلت قوة من المليشيات الأثيوبية مسنودة بقوات إثيوبية واعتدت على بعض المشاريع الزراعية بمنطقة بركة نوريت وقرية الفرسان وتواصل الاعتداء ليشمل الاشتباك مع القوة العسكرية السودانية فى معسكر بركة نورين.
ووصلت تعزيزات عسكرية عاجلة من عدة محاور فى المنطقة
للمعسكر فى بركة نورين حيث تم التصدى ومطاردة الفلول الأثيوبية لما وراء الحدود المشتركة.
وكشف بيان تفصيلى للجيش السودانى عن تفاصيل هجوم الميليشيات الاثيوبية صباح الأربعاء، موضحا أنه حضر إلى منطقة كمبو دالى التى تقع علي بعد 500 متر من شرق معسكر جبل حلاوة ضباط من القوات الاثيوبية ومعهم عمدة منطقة كترارات وبرفقتهم مجموعة من المزارعين من نفس المنطقة وطلبوا عقد اجتماع مع قوات جبل حلاوة وكان الغرض من الاجتماع السماح لهم بالاستزراع داخل الاراضي السودانية تم رفض طلب الاستزراع نهائيا نتيجة لذلك.
وتابع الجيش السودانى "هدد عمدة كترارات بادخال الاليات والمزراعين الاثيوبين الى المشاريع السودانية عنوة عليه تم تنشيط الاطواف لهذه المنطقة بغرض مراقبتها...وعند الساعة الثامنة بتاريخ 28-5-2020 دخل طوف في نفس اليوم استطلاع بقوة فصيلة مشاه لهذه المناطق ...تعرضت قوة الطوف لاطلاق اعيرة نارية كثيفة من الملشيات الاثيوبية التى تقدر عددها 250 فرد .. تبادلت معهم قوة الطوف اطلاق النار وحقققت فيهم خسائر كبيرة ونتج عن ذلك اصابة ضابط برتبة الملازم وفقدان احد الافراد من طوف الاستطلاع."
وقالت وسائل إعلام وسائل سودانية إن خلال فترتى الأعداد للموسم الزراعى والحصاد تشهدان دائماً اختراقات وتعديات متواصلة من المليشيات الأثيوبية الخارجة عن سيطرة السلطات الأثيوبية بالمناطق الحدودية إلا أن الناطق الرسمي للقوات المسلحة أشار هذه المرة بأنها كانت مسنودة من القوات الإثيوبية.
وتتهم حكومة الخرطوم مواطنين إثيوبيين بزراعة أراض داخل حدودها.
بدوره قال وزير الدولة للخارجية السودانية عمر قمر الدين الأسبوع الماضى فى تصريحات للصحفيين "عدد المزارعين الإثيوبيين الذين يزرعون داخل الأراضي السودانية ألف وسبعمئة وستة وثمانون مزارعا".
وأكدت الحكومة السودانية أنها اتفقت مع أديس أبابا على ترسيم الحدود بينهما للحد من دخول المزارعين الإثيوبيين الى أراضيها عقب مباحثات أجراها وفد سوداني مع نظرائه الإثيوبيين.
وكشفت الحكومة السودانية عن اتفاقم الإثيوبيين أن تبدأ اللجنة المشتركة في وضع العلامات المحددة للحدود في أكتوبر القادم على أن تنتهي من عملها في مارس 2021.