للمرة الثانية منذ بدء أزمة وباء كوفيد 19، اتخذت الكنيسة القبطية القرار الجرىء وقررت استمرار تعليق الصلوات بكافة إيبراشياتها فى مصر حتى 27 يونيو الجارى، رغم ما أثاره قرار إغلاق الكنائس الذى تم اتخاذه فى مارس من غضب، انحازت الكنيسة لصوت الحكمة وابعدت ملايين الأقباط عن الزحام المسبب لعدوى كورونا فى الوقت الذى بدأ فيه منحنى الإصابات فى الاقتراب من الذروة مثلما ذكر بيان الكنيسة.
جاء نص بيان الكنيسة محملًا بالدلالات ومستشهدا بنصوص الإنجيل، بعد أن اجتمع قداسة البابا تواضروس فى الكاتدرائية مع أعضاء اللجنة الدائمة للمجمع المقدس للكنيسة قبيل اتخاذ هذا القرار وقد افتتح البيان بالآية "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ." (رو 8 : 28)
بينما أشار البيان إلى أن اقتراب البلاد من منحنى إصابات كورونا من الذروة قد يستغرق وقتا غير معلوم وهو ما دفع اللجنة للاجتماع لمناقشة عودة الصلوات الطقسية والخدمات التعليمية مرة أخرى.
اشتمل البيان الصادر عن الكنيسة حزمة من القرارات جاءت كالتالي:
1-استمرار تعليق الصلوات بالكنائس حتى يوم السبت 27 يونيو على أن تنعقد اللجنة مرة أخرى فى هذا التاريخ لدراسة الموقف. (و كاستثناء يسمح بإقامة قداس عيد دخول السيد المسيح أرض مصر يوم الاثنين الموافق 1 يونيو - 24 بشنس بعدد ستة أفراد فقط من الكهنة والشمامسة معًا وايضا قداس عيد العنصرة الأحد 7 يونيو - 30 بشنس ) بنفس العدد
2- يستمر العمل بالقرار الخاص بصلوات الجنازات، والذى يقصر المشاركة فى الصلوات على أسرة المنتقل و يفضل الصلاة على المنتقل بالمدافن مع تعليق صلوات الثالث وذكرى الأربعين.
3- تمارس المعموديات بالكنائس بحضور أسرة المعمد فقط
4- بالنسبة لصلوات الاكاليل يستمر العمل بالقرار الخاص السابق إصداره .
5 - الاهتمام بالخدمات التعليمية والرعوية عبر شبكة الإنترنت من قبل كهنة وخدام كل كنيسة لتوصيل رسالة الكنيسة لأبنائها فى كل مكان.
وشددت الكنيسة على أن تلك القرارات تخص الايبراشيات والكنائس فى نطاق جمهورية مصر العربية، تاركة الحرية لكنائس المهجر لكى تلتزم بالظروف المحلية التى تقرها كل دولة إذ عادت الصلوات لكنائس الأقباط فى فرنسا وفى إيطاليا وفى بعض الدول التى تجاوزت ذروة انتشار الوباء، مع التشديد على الالتزام بكافة الإجراءات الصحية الواجبة لكل هذه الممارسات.
لم ينس بيان الكنيسة الإشارة إلى رغبة ملايين الأقباط وشوقهم للعودة إلى الصلاة بكنائسهم وهو ما اتضح فى العبارة "نحن نشعر باشتياقات الجميع إلى العبادة وممارسة الصلوات بالكنائس ونقدر هذه الظروف الحاضرة مؤكدين الوصية الإنجيلية "فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ،"... (أف 5: 15-16)
وفى نفس السياق، فإن اليوم السبت قد شهد اجتماع المجلس الملى الإنجيلى ورؤساءُ المذاهبِ الإنجيليةِ، برئاسةِ الدكتور القس أندريه زكي، رئيسِ الطائفةِ الإنجيليةِ بمصر، عبر وسائل التواصلِ الإليكترونيّ، وذلك وفقا لبيان رسمى صادر عن الطائفة الإنجيلية اليوم.
فى بداية الاجتماع ثمَّن المجلس الإنجيلى العام ، الدور الذى يقوم به رئيس الجمهورية والحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا، وما تتخذه منْ إجراءاتٍ وقراراتٍ تعكسُ مدى الاهتمامِ بالمواطنِ المصريِّ، ووضعَ صحتِهِ وسلامتِهِ أولًا.
كما قرر المجلس الإنجيلى العام الاستمرار بالالتزام الكامل بالقرارات السابقة، بشأن تعليق كافةِ الأنشطة، والالتزام باتخاذ الإجراءاتٍ الاحترازية لحين صدور قرار جديد يسمح بإعادة فتح دور العبادة مرة أخرى.
وفى إطار قرار الحكومة المرتقب، والخاص بدراسة احتمالية عودة دور العبادة فى الجمهورية للعمل، قال زكى "إنه تم تشكيل لجنة لإعداد خطة لعودة فتح الكنائس تشمل جميع الاجراءات الاحترازية والوقائية الواجب توفرها لمواجهة انتشار وباء كوفيد-19، على أن يتم إقرارها فى اجتماع المجلس القادم، وإخطار جميع الكنائس بها قبل قرار الفتح".