إثبات تحليل المعامل المركزية بوزارة الصحة وجود أجسام مضادة لفيروس سى بالدم لدى المتقدمين لوظائف بالخارج يمثل عائقاً لا يمكن تخطيه لتحقيق حلم السفر للعمل بشركة كبرى يكون عائد العمل بها قبلة الحياة له ولأسرته التى أنفقت ما فى وسعها لتمكينه من الحصول على التأشيرة لمغادرة البلاد.
سفارات العديد من دول العالم، خاصة دول الخليج العربى، تطلب تحليل يكشف سلبية أو إيجابية الأجسام المضادة لفيروس سى من المعامل المركزية بوزارة الصحة رغم أن تحليل الـpcr هو المحدد الأول والأخير فى مدى وجود فيرس سى بالدم من عدمه وليس تحليل الأجسام المضادة.
ووفقاً لتقديرات أساتذة الكبد فإن 15% من المصريين إيجابيين لتحليل الأجسام المضادة ما يعنى أن هناك آلاف الشباب أحلامهم فى السفر مهددة بالإحباط على أبواب السفارات الأجنبية، بل وفى داخل مصر خاصة أن العديد من الهيئات والمؤسسات داخل مصر أصبحت تطلب تحليل الأجسام المضادة للتأكد من سلامة المتقدم لوظائفهم.
أحمد محمد عبد الفتاح من البحيرة روى لـ"انفراد" قصة فشل سفره إلى الكويت فيقول: بعد الزواج أصبت بالإحباط لأنى لا أعمل ففكرت فى السفر للخارج لأعمل فى إحدى شركات بيع العطور هناك، وحصلت على عقد عمل بقيمة 2000 دينار بعدما قمت ببيع ذهب زوجتى وطلبت السفارة منى تحليل الأجسام المضادة فذهبت للتحليل بالمعامل المركزية وكانت المفاجأة أن نتيجة التحليل موجبة رغم أنى لا أعانى من فيرس سى، وكانت النتيجة أنى دفعت كل ما أملك فى العقد وحالياً أعمل أجيرًا وحاولت تقديم التماس للسفارة إلا أنها لم تستجب.
مشكلة محمد كانت نهايتها صعبة لكن مشكلة سهير عثمان الصعيدى طبيبة كانت الأكثر صعوبة فجاء لزوجها فرصة عمل فى السعودية وسافر فعلياً وطلب منها ترك عملها والاتحاق به للعمل بالسعودية، على أن يرافقها أولادها فقامت بإنهاء أوراق أولادها الثلاثة من المدارس المصرية لإلحاقهم بمدارس السعودية وذهبت لتحليل الأجسام المضادة فوجدت أنها كانت مصابة بالفيرس ومازالت الأجسام المضادة بدمها ورفضت السفارة السفر وأولادها يواجهون خطورة عدم موافقة المدارس على عودتهم مرة أخرى.
ومن جانبه أكد الدكتور وحيد دوس رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن 25% ممن يصابون بفيرس سى يختفى الفيرس لديهم بفعل الأجسام المضادة التى تهاجمه فى الدم، مشيراً إلى أن وجود الأجسام المضادة فى الدم لا يعنى إصابة المريض بالفيروس مطلقاً.
وتابع الدكتور وحيد دوس رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن سفارات الدول الأجنبية تطلب تحليلاً للأجسام المضادة كضرورة للتأكد من سلامة الفرد المرشح للعمل لديهم وهذا حقهم، مشيراً إلى ضرورة تعاون الحكومة ممثلة فى وزارتى الصحة والخارجية مع سفارات الدول الأجنبية لتخفيف هذة الطلبات وتحديد أن نتيجة تحليل الـ"بى سى أر" هى التى تحدد إصابة الشخص بفيرس سى من عدمه.
وتابع رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن الإجراءات الخاصة بتحاليل السفر للخارج تقوم بها المعامل المركزية ولا تجرى أى تحاليل للسفر للخارج إلا بناء على طلب رسمى من سفارة الدولة التى سيسافر لها الشخص، وعند ظهور النتيجة فى حال إذا كانت سلبية يتم إرساله إلى السفارة مع بيانات المسافر أما إذا كانت موجبة فيتسلمها صاحب التحليل من المعامل.
وأوضح دوس أن توفير الأدوية الجديدة اللازمة للقضاء على فيرس سى يستلزم من السفارات مراجعة قواعد السفر والعمل بها، لافتا إلى أن بعض الأشخاص المصابين بفيرس سى وتم علاجهم ومازالت الأجسام المضادة بدمهم يتحايلون لعدم ظهور الأجسام المضادة بتناول مادة الكورتيزون إلا أنها تخفف الدم مؤقتًا.
وكشف الدكتور أحمد صفوت رئيس المعامل المركزية بوزارة الصحة والسكان أن اللجان الفنية لسفارات الدول الأجنبية معترفة بالأزمة والمشكلة برمتها والوزارة بصفة مستمرة تطالب بضرورة اعتماد تحليل الـ"بى سى أر" وليس الأجسام المضادة، مشيراً إلى أن الوزارة تقدم خدمات تحليل الأجسام المضادة بناء على طلب سفارات الدول الأجنبية.
اقرأ أيضا..
بعد إلزام"جونسون"بدفع 55 مليون دولار تعويضا لامرأة بسبب بودرة "تلك" مسرطنة.."حماية المستهلك"يخاطب "الصحة" للتأكد من جودة المنتجات بالسوق..عاطف يعقوب:سيتم الاسترشاد بنتائج الفحص من منظمة الصحة العالمية