مخاوف ممتدة تنتاب الفرنسيين، مع دخول البلاد ثانى مراحل رفع الحجر الصحي، والتى تزامنت مع اندلاع احتجاجات تضامن مع الأمريكي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد، والذى قتل قبل أسبوع على يد الشرطة الأمريكية، والمطالبة فى الوقت نفسه بإعادة التحقيق مع قتلة الشاب ذي البشرة السمراء آداما تراوري، الذي توفي أثناء استجوابه فى فرنسا عام 2016، الأمر الذى أعقبه تحذيرات من احتمالية عالية لانتشار أقوي لوباء كورونا القاتل.
وشارك فى الاحتجاجات التى اندلعت فى مدن عدة بالعاصمة باريس آلاف الفرنسيين، خاصة أمام قصر العدالة أكبر محاكم العاصمة، ورفع المتظاهرون لافتات تندد بعنف الشرطة والتمييز العنصري ضد السود، من بينها "حياة السود ذات قيمة"، قبل أن تندلع مواجهات مع الشرطة.
ودخلت فرنسا الثلاثاء التي سجلت أكثر من 29 ألف حالة وفاة جراء كورونا، مرحلة جديدة من خطة رفع الحجر مع إزالة الحظر على التنقل على مسافة أكثر من مئة كيلومتر من منازلهم، وسط ترقب سكان المدن الكبرى الذين يعتزمون الاستفادة من الأمر للخروج من جديد لحياتهم الطبيعة.
ووفقاً لقناة فرانس 24 الفرنسية، فبعد إعادة فتح المنتزهات والحدائق في فرنسا، أصبح بإمكان الشواطئ والمتاحف والنصب وحدائق الحيوانات والمسارح، استقبال الزوار والرواد من جديد مع احترام بعض قواعد التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات.
وتعمل المقاهي والحانات والمطاعم الفرنسية بشكل نشط منذ عدة أيام استعدادا لإعادة فتح أبوابها بعد نكبة الإغلاق على مدى شهرين، كما باشرت مواقع سياحية كبرى في أوروبا استقبال الجمهور رغم أن هناك تدابير صحية وقيود مفروضة على السفر لا تزال تحول دون إقبال حاشد عليها.
الاحتجاجات التى تزامنت مع رفع قيود الإغلاق، واكبتها تحذيرات من خبراء الصحة وعلماء الأوبئة فى فرنسا، حيث قال أرنو فونتانيه عالم الأوبئة العضو في المجلس العلمي الذي تستشيره الحكومة الفرنسية حول المسائل المتعلقة بـ"كوفيد – 19": الآن ليس الوقت المناسب لكى تعود الحياة لما كانت عليه قبل تفشي الوباء.
وأضاف الخبير الفرنسى كلمة له مع الإذاعة الفرنسية، "لن أتحدث عن زوال الفيروس لأنه لا يزال موجود وسيبقى، على الرغم من أن عملية تفشيه تراجعت بشكل كبير".
ومن أبرز ما يسبب الخوف لدى الفرنسيين، هو التقرير الأخير لوكالة الصحة العامة الفرنسية، والذى كشف عن 109 بؤرة جديدة من وباء (كوفيد ــ 19) فى فرنسا، منذ الرفع التدريجى لتدابير الحجر المنزلى فى فرنسا فى 11 مايو الماضى.
وأضافت الوكالة فى بيان، "هناك نحو 109 بؤرة جديدة لتفشى الوباء فى مختلف أنحاء البلاد"، موضحة "هنا 104 بورة فقط فى إقليم "إيل دو فرانس" و5 فى أقاليم ما وراء البحار، مضيفة، "لم يتم الإبلاغ عن أى حدوث حالات جديدة لم تتم السيطرة عليها".