كان مشهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى كنيسة سان جونز بواشنطن وهو يحمل الكتاب المقدس، والذى أثار جدلا وانتقادات، مجرد لقطة فى علاقة الرئيس بالدين والإنجيل، ظهرت ملامحها مرات عديدة منذ صعوده السياسى قبل خمس سنوات عندما أعلن عزمه خوض سباق البيت الأبيض لعام 2016، فعندما أدى دونالد ترامب قسم الرئاسة، انضم إلى عدد قليل من الرؤساء الذين أدوا قسم المنصب على إنجيلين أحدهما كان هدية له من والدته قبل يومين من عيد ميلاده التاسع، واحتفظ به ترامب منذ عام 1955، والثانى كان الإنجيل الذى استخدمه أبراهام لينكولن خلال تنصيبه، بحسب ما قالت صحيفة واشنطن بوست فى تقرير سابق لها.
لكن فى بعض الأحيان كان حوارات ترامب عن إيمانه تتعارض مع فهم الإنجيل بشكل وصفه علماء وقادة دينيون بأنه قاصرا أو مشوه، على حد وصف نيويورك تايمز.
ففى مقابلة مع بلومبرج عام 2015، اعترض ترامب عندما طلب منه شرح أى آيات من الكتاب المقدس يحسبها بين المفضلة له، وقال إنه لا يريد أن يتطرق إليها لأن ذلك أمر شخصى للغاية بالنسبة له، وأضاف: "تعرف عندما أتحدث عن الكتاب المقدس، فإنه شخصى للغاية، لا أريد الدخول فى الآيات". وعندما سأله من يجرى معه المقابلة عما إذا كان من أنصار العهد القديم أم العهد الجديد، فرد قائلا كليهما بنفس القدر، وأضاف: أعتقد أنه مذهلا، الكتاب المقدس كله مذهل.
وعندما سئل ترامب عن التعاليم الإنجيلية المفضلة له فى مناسبات أخرى، قدم إجابات مختلفة. ففى سبتمبر 2015، استشهد بفقرة من حول عدم الإنحناء للحسد قيل إنها غير موجودة، وعند سؤاله مرة أخرى فى إبريل 2016، أشار ترامب إلى تعاليم العهد القديم "العين بالعين" والتى قال إنها تلقى صدى مع آرائه حول استفادة الولايات المتحدة من المنافسين.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة الجارديان أن ترامب خلال فترة حملته الانتخابية عام 2016 ذكر مرارا أن الإنجيل هو كتابه المفضل، وفى مسيرة فى ميتشيجان سأل الحشد حول عدد من قرأ كتابه فن الصفقة، وقال إنه ثانى كتاب يفضله على الإطلاق، وأضاف: هل تعرفون ما هو كتابى المفضل الأول إنه الإنجيل، فلا شى يهزم الإنجيل.
وأصبح الأمر متكررا خلال حملته الانتخابية فقال "بقدر ما أحب كتاب فن الصفقة، فإنه ليس قريبا حتى من الإنجيل، فالكتاب المقدس معنا طوال الطريق".
وأشارت إلى أن الرئيس الذى قال إنه لا يطلب المغفرة بشكل متكرر، ليس من مرتادى الكنيسة.
وخلال التصويت على مسائلته فى الكونجرس قال عن ميت رومنى "لا أحب من يستخدمون إيمانهم كمبرر لفعل ما يعرفون أنه خطأ".
وفى انتخابات 2016، فاز ترامب بأصوات 81% من البيض الإنجيليين.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن تصرفات ترامب المحيطة بالكتاب المقدس والتى قد ينتقدها البعض غالبا ما يتم قبولها بل والاحتفال بها من قبل الإنجيلين. وعندما هاجم البعض قيام ترامب بتقديم نسخ موقعة من الكتاب المقدس للناجين من إعصار ألباما، أشار العديد من القادة الدينيين سريعا إلى أن العديد من الرؤساء السابقين ومنهم فرانكلين دى روزفلت ورونال ريجان وقعوا على الكتاب المقدس.
وبقدر ما كان الهجوم الذى تعرض له ترامب بزيارته للكنيسة بعد حديثه عن إمكانية نشر الجيش لمواجهة المظاهرات قويا، بقدر ما جاء رد البيت الأبيض حاسما أيضا. حيث قال متحدث باسم البيت الأبيض جود دير فى بيان إنه فى الوقت الذى دعا فيه ترامب جميع الأمريكيين للانضمام إليه فى صلاة من أجل عائلة فلويد والأمة، فمن الجبن وإثارة الاشمئزاز أن يشكك أحد فى إيمان الرئيس الراسخ أو دوافعه لإبداء احترامه لواحدة من اقدم وأهم الكنائس التاريخية. وتابع قائلا إن ترامب يؤمن بالله وبهذا البلد وبشعبها.