بذكريات القصر والسجن، يحتفل الرئيس الأسبق حسنى مبارك بعيد ميلاده الـ88 داخل مستشفى القوات المسلحة بضاحية المعادى، حيث يرقد هناك للعلاج، وسط حضور الأسرة واتصالات المحبين والأصدقاء من الداخل والخارج.
وتحرص سوزان ثابت زوجة الرئيس الأسبق كعادتها أن تشرف على حفل عيد ميلاد زوجها، وإحضار التورتة التى تحمل صورته، كما تحرص على أن يكون أحفادها فى مقدمة المحتفلين، لما لهم من مفعول السحر على جدهم، وكونهم الوحيدون القادرون على إعادة البسمة لوجه جدهما، فضلاً عن حضور علاء وجمال مبارك وزوجتهما هايدى راسخ وخديجة الجمال.
وبينما اكتفى الحضور على الأسرة، إلا أن هناك كثيرين حضروا باتصالاتهم وباقات الورود التى أرسلوها إليه بالمستشفى، حيث حرص أمراء عرب وهيئة الدفاع الكويتية المتطوعة للدفاع عنه فى قضية القرن، ووزراء فى عهده وفنانين وإعلاميين على الاتصال به وإرسال ورود لتهنئته.
هكذا كان الموقف داخل غرفة مبارك فى المستشفى، بينما فى الخارج قرر شباب أطلقوا عن أنفسهم مجموعة "آسفين يا ريس"، الاحتفال به على طريقتهم بإحضار تورتة كبيرة عليها صورته بالبدلة العسكرية للاحتفال بعيد ميلاده.
ذكريات القصر والسجن، لم تكن بمنأى عن مبارك أثناء الاحتفال بدخوله عامه الـ88، حيث استرجع الرئيس الأسبق ذكريات أكثر من 80 عاماً مع المقربين له، تحدث خلالها عن طفولته فى المنوفية ودراسته، والتحاقه بالقوات المسلحة، واعتزازه بالضربة العسكرية الأولى فى حرب 1973.
مبارك عاد بظهره للخلف، وكأنه عاد لأكثر من ثلاثين عاماً قبل الآن، واستعاد ذكريات 3 عقود حكم فيها البلاد، تحدث فيها مع مرافقيه عن الحرب على الإرهاب ومعاركه مع الجماعات الإرهابية، والمشاكل التى واجهت مصر، وتعرض بالحديث عن الـ18 يوماً التى اجتاحت فيها المظاهرات البلاد بدءًا من 25 يناير وحتى 11 فبراير 2011 عندما تخلى عن المسئولية، مجدداً التأكيد على أنه لم يأمر بقتل المتظاهرين ولم يسرق أو ينهب وكان فى إماكنه الهرب إلا أنه رفض.
وأوضح مقربون من مبارك، أنه تحدث معهم عن الأحداث الجارية التى تمر بها البلاد، مؤكداً لمرافقيه أن مصر ستظل بلد الأمن والأمان، ورغم كل الظروف التى مرت وتمر بها، إلا أنها ستعبر جميع المحن، وأنه يستجيب للعلاج ببطء نظراً لتقدم سنه، فيما لم يحسم مبارك حتى الآن قرار كتابة مذكراته وأسرار حياته خاصة الأيام الأخيرة من حكمه للبلاد.
ولد محمد حسنى السيد مبارك فى 4 مايو 1928، وتولى منصب رئاسة الجمهورية فى 14 أكتوبر 1981، حتى تنحيه فى 11 فبراير 2011 بعد مظاهرات طالبت برحيله من البلاد.