يواصل الجيش الأبيض بكل محافظات مصر تصديه لفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" واضعين أرواحهم على أكفهم من أجل إنقاذ المرضى الذى طالهم هذا الفيروس الذى ضرب كل بلدان العالم.
والمتابع جيدا لمستشفيات العزل فى مصر يجد أن روح وطبيعة المصريين وروح المرح وخلق أجواء السعادة تتصدر العلاج قبل العلاج بالأدوية والعقاقير الطبية فرأينا أعياد الميلاد تقام للمرضى، ووجدنا ألعاب للأطفال وجو من المرح للكبار، والتنورة فى المدن الجامعية، ومؤخرا ظهرت على ساحة مستشفيات العزل نوعا جديدا من أجواء المرح خلقتها إحدى أفراد الجيش الأبيض من التمريض التى كانت داخل المستشفى تؤدى عملها داخل أصعب الأماكن بالمستشفى، وأكثرها عرضة للإصابة وهى غرف العناية المركزة.
جاكلين سمير كامل تبلغ من العمر 24 عاما تقيم بمركز صدفا بمحافظة أسيوط، وخريجة معهد فنى تمريض، أصبحت مؤخرا حديث كل المرضى والأطباء بمستشفى العزل بمركز أبوتيج حتى أن المرضى ينتظرون الشفت الخاص بها بما تخلقه من جو للمرضى يرفع من حالتهم النفسية ويخفف عنهم آلام المرض.
تقول جاكلين لـ"انفراد"، إنها قبل أن تذهب إلى مستشفى العزل بمركز أبوتيج كانت خائفة من هول المرض، وما تتناقله وسائل الإعلام حول حجم الإصابات، والمخاطر المحيطة بالمخالطين للمرضى، كانت خائفة أكثر حينما تم توزيعها داخل غرفة العناية المركزة للمرضى، حيث كانت تبدل الشفتات الخاصة بها بين العناية المركزة، والعناية المتوسطة وهى من الأماكن الصعبة بالمستشفيات، ولكن بعد دخولها إلى المستشفى ووجدت فريق العمل وزملائها كيف يواجهون المصاعب، والمخاطر ويحاولون إنقاذ المرضى بدأت فى التكيف مع الأمر وبدأت تشعر بقيمة ما هى فيه من مسئولية وضعها الله أمامها.
وأضافت جاكلين أنها استمرت بمستشفى العزل لمدة 15 يوما، وعادت قبل أيام لتبدأ مرحلة العزل المنزلى ومن بين الأيام التى قضتها أياما فى شهر رمضان، حيث كانت وزميلاتها المسيحيات يبدأون عملهم من الساعة 2 فجرا حتى يتمكن زملائها من المسلمين السحور بالرغم من أن هذا الوقت هو سابق لمواعيدها الرسمية بساعة، وبعد انتهاء شهر رمضان كانت وكل زملائها يأخذون شفتين ولا يستريحون إلا 6 ساعات فقط يوميا غير مهتمين بهذه المخاطر التى من حولهم ولكن كان همهم الأول مساعدة المرضى وعلاجهم والتخفيف عنهم وخاصة أن الحالة النفسية للمريض هامة جدا فى العلاج.
وأوضحت جاكلين أنها بدأت "ترنم" أثناء العمل وفى وقت الراحة من أجل أن تمنح نفسها القوة ومن أجل أن تدعو لتخفيف المرض وإمتاع المرضى الذين حولها بترنيمها ودعواتها، وقالت إن صوتى لاقى قبولا من الكثيرين من المرضى وكبار السن وزملائى حتى أن المرضى كانوا يسألون عن مواعيدى فكنت صاحبتهم وأختهم وممرضتهم وأحاول بقدر الإمكان أغير مزاجهم وحالتهم النفسية لرسم الضحكة، والتفاؤل على وجوههم ولم أكن أقوم بتصوير ما أفعله ولكن المشرف صمم على إقناعى بالتصوير لإرسال رسالة لأهلى وأهل المرضى أننا بخير حيث لم يكن يتمكن أهلى من التواصل معى لفترات كبيرة بسبب إنشغالى بالتمريض وعلاج المرضى وترك التليفونات لفترات كبيرة جدا وأنهت حديثها قائلة " الحمد لله ربنا ادانى سلام وقت التعب ووقت الخوف".