قبل أن نفرد اليوم الأربعاء، مساحة دفتر أحوال صحافة المواطن بالكامل لملف أزمة غياب الأطباء عن المستشفيات بالقرى والمراكز، والذى يجمع بين طياته إهدارا غير مفهوم لموارد الدولة التى تنفق الملايين لتجهيز المستشفيات وفى النهاية تتركها خالية من الأطباء، إضافة لخطورة هذا الوضع وتعريضه حياة آلاف المواطنين يوميا عبر بر المحروسة للخطر، هناك ملف فرض نفسه علينا قبل الدخول لتفاصيل تلك الأزمة، وهو الصرخة التى أرسلها لنا القارئ ناصر مصطفى عن أزمة الفلاحين فى بيع محصول القمح هذا العام، وتقديمه لفيديو يرصد فلاحا يصرخ لمناشدة المسئولين فى وزارة الزراعة لإنقاذ محصوله من القمح، الذى ترفض الوزارة شراءه حتى الآن.
تكلم الفلاح بصوت يحمل بحة ألم واضحة وقوة صحاب حق ليوجه رسالة عنيفة للمسئولين فى وزارة الزراعة، قائلا: أروح فين.. وتعب عيالى.. عندى عيال مخلصين كليات مشتغلوش.. وكل عيل عنده 3 عيال.. بأكلهم.. والأرض بأكلها والله بأكلها فدان بـ6 آلاف وربع صارفله فوق الأربع آلاف.
وقال القارئ ناصر مصطفى: هذا العام عام أسود على الفلاحين، القمح المصرى لا يزال فى أراضى المزارعين، محصود وجاهز للتسليم ولا يجد من يستلمه، تجار الغلل يرفضون الشراء، والفلاح يخاف من الذهاب به للشوان.
وتابع: وزير الزراعة أصدر قرارا بأن تسليم محصول القمح بالحيازة الزراعية، وحدد كمية معينة على الفدان الزراعى بـ20 إردب قمح فقط، بينما يمكن أن يكون ناتج الفدان 25 إردبا، وبهذا يتحمل الفلاح خسارة باقى المحصول، والوضع الحالى يعد ظلما بينا للفلاحين.
دعونا نعود لملف اليوم، وأزمة المستشفيات المهجورة من الأطباء، الملف فتحه اليوم المواطن أحمد محمد عباس، من محافظة قنا، بعدما أرسل ملفا كاملا من الصور لمستشفى "البرهامة" التابعة لأحد مراكز قنا، وهى مجهزة بالكامل بالمعدات والأجهزة، ولكنها خاوية على عروشها من الأطباء والممرضين.
مستشفى البراهمة مثلها مثل مئات المستشفيات فى قرى ومراكز مصر، يقول "عباس" عنها: مستشفى قرية البراهمة لا يتواجد فيها أحد من العاملين بها على مدار اليوم، ولا أحد من الدكاترة أو الممرضين، وعند سؤالهم أكدوا أن مواعيد العمل من 10 ص إلى 8 مساء ويقومون بتوجيه المواطنين إلى مستشفى قفط العام، مما أدى إلى كثرة الشكاوى من المواطنين.
وخلال الشهور القليلة الماضية استقبلت خدمة صحافة المواطن مئات الشكاوى المماثلة، والمدعمة بالصور والفيديوهات فى بعض الأحيان، مثل مستشفى بشبيش المركزى فى المحلة، ومستشفى قرية شنشور فى المنوفية، التى تحاصرها القمامة إضافة إلى غياب الأطباء، وبالمثل مستشفى هية النقل العام.
نحن هنا لا نتحدث عن غياب جزئى للأطباء، أو فى الأقسام التكميلية، ولكن عن غياب كلى يؤدى لفقدان بعض المواطنين أرواحهم، وهذا تحديدا ما وثقه القارئ محمد سعيد المصرى، الذى أرسل فيديو لوحدة طب الأسرة فى قرية طملاى بالمنوفية، بعد أن شهدت وفاة مواطن صباح اليوم لعدم توافر أى إمكانات بها إضافة لغياب الأطباء.
أضف لهذا عشرات الأخبار التى نشرت، ومئات الأماكن التى تعانى نفس الأزمة ولا يتمكن المواطنون فيها من التصوير ورصد المعاناة والكوارث التى يمرون بها، وهنا يجب أن نسأل وزير الصحة كيف تنفق الملايين لإقامة المستشفيات دون تجهيز أطباء للتواجد بها، وإلى متى ستظل تلك المستشفيات مهجورة، وما سر حالة الصمت والتجاهل لمئات الشكاوى التى تنشر إعلاميا لنفس الأزمة، وكأن الشعار فى وزارة الصحة "لا نسمع.. لا نرى.. لا نتلكم".
شاركونا فى تحرير المواد الصحفية بإرسال الصور والفيديوهات والأخبار الموثقة لنشرها بالموقع والجريدة المطبوعة، عبر خدمة "واتس آب انفراد " برقم 01280003799، أو عبر البريد الإلكترونى
[email protected]، أو عبر رسائل "فيس بوك"، على أن تُنْشَر الأخبار المُصَوَّرَة والفيديوهات باسم القُرّاء.