اتخذت الحكومة الفرنسية إجراء سريعة لاحتواء الغضب السائد فى البلاد والذى أشعله مقتل جورج فلويد فى أمريكا وترتب عليه العديد من التظاهرات فى فرنسا ، إذ شهدت فرنسا عددا من التجمعات والتظاهرات تنديدا بالعنف الشرطى، بدعوات من جمعيات حماية حياة السود، مطالبين بالعدالة من قاتل الشاب الاسمر اداما تراورى.
وبالتزامن مع محاولات الشرطة فى منع التظاهرات فى مختلف الأنحاء، اعلنت السلطات الفرنسية تدابيرها بعد تداول منشورات من صفحة على موقع التواصل الاجتماعى تظهر عنصرية عدد كبير من افراد الشرطة المشتركين بها.
وعلى الفور لجأ وزير الداخلية الفرنسى كريستوف كاستنير إلى القضاء على أثر نشر موقع إخبارى الخميس تحقيقا حول صفحة على فيس بوك يرجح أن غالبية أعضاءها من رجال الشرطة وتحتوى على رسائل وتعليقات "عنصرية".
وفتحت نيابة باريس على إثر ذلك، تحقيقا أوليا للبحث فى ملابسات القضية فى وقت تشهد فيه فرنسا مظاهرات عدة ضد عنف عناصر الشرطة.
وحسب موقع "ستريت بريس" الإخبارى فإن الصفحة تضم ثمانية آلاف مشترك أغلبهم ينتمون إلى الشرطة والدرك الفرنسيين على الأرجح، وعلى الرغم من أن محتوى الصفحة ليس متاحا إلا للأعضاء، فقد تم الحصول على محتوى هذه الصفحة، كاشفا "أنها تحتوى على مئات من الرسائل والتعليقات ذات طابع عنصري".
تجمع العشرات من الفرنسيين فى ساحة الكونكورد الفرنسية، رغم حظر الشرطة لـ3 تظاهرات مقرر عقدها اليوم السبت فى مختلف الأماكن فى العاصمة الفرنسية باريس، لتنديد بعنف الشرطة الفرنسية.
وكان من المقرر إقامة تظاهرات أمام مقر السفارة الأمريكية فى باريس للتنديد بمقتل جورج فلويد.
وتم نشر 25 لواء من القوة المتنقلة (الدرك) وشاحنات إطلاق المياه ووحدات التدخل السريع للدراجات النارية.
وقالت إدارة شرطة باريس يوم الجمعة إنها قررت حظر المظاهرات بسبب المخاوف من الاضطرابات الاجتماعية والأخطار الصحية الناجمة عن التجمعات الكبيرة فى ظل جائحة فيروس كورونا المستجد.
وكانت قد اندلعت اضطرابات خلال مظاهرة أخرى مناهضة للشرطة فى العاصمة الفرنسية يوم الأربعاء. وشارك الآلاف فى المظاهرة على الرغم من حظر فرضته الشرطة على المظاهرة التى خرجت فى ذكرى أداما تراوري، وهو شاب فرنسى أسود يبلغ من العمر 24 عاما لقى حتفه فى عملية للشرطة عام 2016 فى واقعة شبهها البعض بمقتل فلويد.
واندلعت الاضطرابات فى أنحاء الولايات المتحدة منذ موت فلويد، وهو أمريكى من أصل أفريقى يبلغ من العمر 46 عاما، توفى بعد أن جثم شرطى بركبته على رقبته لمدة تسع دقائق تقريبا فى منيابوليس يوم 25 مايو.