أصبح دونالد ترامب المرشح الرئاسى الجمهورى المفترض بعد فوزه الساحق فى ولاية "إنديانا" ووصول إجمالى رصيده من أصوات المندوبين إلى 1053، وهو ما دفع منافسه الرئيسى السيناتور تيد كروز، لتعليق حملته الانتخابية والانسحاب من السباق.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه بانسحاب كروز من سباق الانتخابات التمهيدية، فإنه ترك شخصا دخيلا شعبويا يحمل رسالة استقطابية، يسيطر على الحزب الجمهورى، مضيفة أن فوز ترامب فى الولايات السابقة كان لحظة استثنائية فى التاريخ السياسى للولايات المتحدة.
ترامب ليس جمهوريا
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب، قطب صناعة العقارات، لم يكن مسجلا فى الحزب الجمهورى حتى أبريل 2012، وقد تبرع ترامب بمئات آلاف الدولارات للديمقراطيين، بما فى ذلك المرشحة الديمقراطية المحتملة للرئاسة هيلارى كلينتون.
وفى نقاط مختلفة من حياته اتخذ مواقف متناقضة مع عقيدة الحزب الجمهورى فى جميع القضايا الكبرى بما فى ذلك، الإجهاض والضرائب والتجارة والسيطرة على السلاح.
وقالت الصحيفة إن جميع ما سبق لم يحول دون فوز ترامب بأصوات الناخبين الجمهوريين، حيث تمكن من خلال خطاباته التى تركزت على هموم وانشغالات الناخبين من هزيمة سياسيين مخضرمين، وتم التقليل منه مرارا وتكرارا من قبل كبار القادة الجمهوريين والديمقراطيين ومع ذلك نجح بإنفاق مال أقل كثيرا من معظم منافسيه، فضلا عن قدرته على اختيار فريق متخصص لحملته الانتخابية.
ترامب عديم الخبرة السياسية
من جانبها، قالت شبكة "سى.إن.إن" إن الفوز الساحق لترامب فى إنديانا وغيرها من الولايات السابقة هو استيلاء مذهل على الحزب الجمهورى من قبل مرشح عديم الخبرة السياسية، وتضيف أنه منذ بدء سباق الانتخابات التمهيدية استطاع ملياردير نيويورك انتزاع منافسة شرسة فى الحزب الجمهورى منذ جيل، واستغلال المزاج العام داخل الحزب لأن الناخبين المنتمين له لديهم سوء نية عميق تجاه النخب.
وتوضح الشبكة أن النخب داخل الحزب الجمهورى يواجهون الآن واقعا كانوا يخشونه منذ أشهر عديدة، وهو أن الدخيل ترامب سوف يقودهم فى الانتخابات الرئاسية الخريف المقبل بعد أن قسم الحزب وقلب قواعد القوى المحافظة وتسبب فى تنفير الناخبين الرئيسيين فى الانتخابات العامة جراء خطاباته المثيرة.
استمرار الحركة المناوئة لترامب
من ناحية أخرى، أعلنت الحركة المناهضة لترامب داخل الحزب أنها ستواصل مقاومته حيث لا يزال ترامب فى حاجة إلى أصوات المزيد من المندوبين ليكون المرشح الرسمى للحزب الجمهورى.
وقالت كاتى باكر، رئيس مجموعة "Our Principles PAC" إنه لا يزال هناك وقت لتعريف الناخبين بواقع ترامب، وأضافت "سنواصل التأكيد على اعتقاد الكثير من الجمهوريين بأن ترامب ليس محافظا ولا يمثل مبادئ الحزب الجمهورى ولا يمكنه منافسة هيلارى كلينتون فى انتخابات الرئاسة وببساطة غير مؤهل ليكون رئيسا للولايات المتحدة".
ومن جانبه، أصر المرشح الثالث جون كاسيك على البقاء فى السباق رغم حصوله على العدد الأقل من أصوات المندوبين والذى لا يتجاوز 155 مندوبا، وأعلن جون ويفر، كبير المخططين الاستراتيجيين فى حملة كاسيك، أن نتائج الانتخابات التمهيدية فى ولاية إنديانا لن تغير خطط حاكم ولاية أوهايو فى استكمال المنافسة وصولا إلى المؤتمر العام فى يوليو المقبل.
تحدى التوحد
ويظهر إصرار التيار المناوئ لترامب داخل الحزب الجمهورى، على مواجهة المرشح صاحب التصريحات الصاخبة، تحديا كبيرا للحزب يتعلق بالتوحد أو التعبئة وراء المرشح الذى بات من المحتمل بشدة أن ينافس على منصب رئيس الولايات المتحدة فى نوفمبر المقبل.
وعقب إعلان كروز تعليق حملته الانتخابية كتب رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى رينسى بريبوس، على حسابه بموقع تويتر، إن ترامب أصبح من المفترض أنه مرشح الحزب وحث الحزب على التوحد والتركيز على هزيمة هيلارى كلينتون، المرشحة الديمقراطية الأوفر حظا لخوض سباق الانتخابات الرئاسية.
تبادل الهجوم بين ترامب وكلينتون
وقام ترامب بتحية كروز، فى محاولة لحشد الحزب ورائه، قائلا إنه منافس صعب ورجل قوى وذكى، وتحول الملياردير الجمهورى للهجوم على منافسته المحتملة واصفا كلينتون بأنها ستكون "رئيس ضعيف"، وأضاف أنها لا تفهم التجارة وشن هجوم على اتفاقية أمريكا الشمالية للتجارة الحرة التى تم التصديق عليها خلال الفترة الرئاسية لزوجها بيل كلينتون.
وسرعان ما رد معسكر كلينتون، مما يشير إلى تغير نغمة السباق الانتخابى الأمريكى مع اقتراب ترامب من الحصول على ترشيح الحزب الجمهورى له، وأصدر جون بوديستا، رئيس الحملة الانتخابية لكلينتون، بيانا وصف فيه ترامب بأنه سيكون "خيارا محفوفا بالمخاطر" للرئاسة، مضيفا أنه ليس على استعداد للحفاظ على أمن الأمريكيين ولا مساعدة الأسر العاملة للنهوض.
وتابع بوديستا أن "ترامب أظهر أنه يتسبب فى انقسام شديد ويفتقر للقدرة على قيادة أمتنا والعالم الحر"، وخلص إلى أن بينما يسعى ترامب لترهيب وتقسيم الأمريكيين فإن هيلارى كلينتون سوف توحدهم لخلق اقتصاد يعمل من أجل الجميع".