لم يتصور الكثيرون فى روسيا أن أحد الشخصيات الشهيرة فى بلادهم، وهو المؤرخ أوليج سولوكوف، سينتهى به الحال خلف القضبان يواجه اتهامات بالقتل العمد، بعد حياة حافلة بالعمل والتخصص فى حياة الإمبراطور الفرنسى الراحل نابليون بونابرت.
وقالت صحيفة موسكو تايمز الروسية إن محاكمة سوكولوف بتهمة قتل وتقطيع جثة حبيبته التى كانت إحدى طالباته من قبل قد بدأت اليوم الثلاثاء، وهى القضية التى أشعلت نقاشا حاميا فى روسيا حول العنف الأسرى.
وكان سوكولوف محاضر فى التاريخ حصل على وسام جوقة الشرف الوطنى، وهو أعلى تكريم رسمى فى فرنسا والذى منحه له الرئيس الراحل جاك شيراك فى عام 2003. وتم القبض عليه العام الماضى للاشتباه فى تورطه بالقتل، وذلك بعدما سقط فى نهر مونيكا المتجمد فى مدينة سان بطرسبرج ثملا، يحمل حقيبة ظهر تحتوى على ذراعى امرأة.
وعرف عن سوكولوف، أستاذ التاريخ فى جامعة سان بطرسيبج، والذى ألف أيضا العديد من الكتب، ولعه الشديد بنابليون بونابرت، وكثيرا ما ظهر بملابس الإمبراطور الفرنسى، بل إنه أطلق على شريكته اسم جوزفين. وكان يجيد الفرنسية واستطاع أداء أدوار نابليون وجنرالاته.
وربما كان هذا أحد الأسباب التى جذبت سوكولوف إلى طالبته أناستازيا إكتشينكو، التى كانت مغرمة أيضا بحقبة الإمبراطور الفرنسى، وكانت ترتدى أزياء هذه الفترة أيضا، وظهرت معه فى العديد من المناسبات يرتديان زى بونابرت وجوزفين.
وظهر المؤرخ الروسى أمام المحكمة فى قفص زجاجى مرتديا كمامة وقفازين جراحيين كإجراءات احترازية بسبب وباء كورونا.
وفى نوفمبر الماضى، اعترف سوكولوف البالغ من العمر 63 عاما، بذنبه فى قتل حبيبته التى كانت تصغره بنحو 40 عاما، وقال إنه فعل ذلك بعد مشادة بينهما مما دفعه إلى قطع رأسها وذراعيها وساقيها لمحاولة التخلص من الجثة. وقال للقاضى إنها فى الفترة الأخيرة من حياتها كانت تغضب كالمجنونة عندما يثير نقاشا حول أطفاله من زواج سابق، وقال إن الشابة المثالية قد هاجمته بالسكين. لكنه أعرب عن شعوره بالصدمة والندم لما فعله.
وأشارت التقارير إلى أنه كان ينوى التخلص من ذراعيها فى نهر مونيكا ثم يقتل نفسه. وبعد اعترافه بجريمته تم تجريد سوكولوف من كل مهامه، كما تم تسريحه من عمله كمستشار فى معهد العلوم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى فرنسا.
وأثارت القضية نقاشا حاميا حول ضرورة معاقبة العنف الأسرع فى روسيا، حيث تقع 16.5 مليون امرأة سنويا ضحية كل عام لانتهاكات من العائلة أو الشركاء. وقام الرئيس الروسيى فلاديمير بوتيم بتجريم بعض أشكال العنف الأسرى فى عام 2017، لكن أغلب المنتهكين كانوا يدفعون غرامة فقط.
ويقول النشطاء، إن غياب التشريعات ونقص مراكز الإيواء عبر البلاد وعدم استجابة الشرطة أحيانا لطلبات المساعدة قد جعلت النساء فى روسيا دون حماية.