"فلويد" يتحول لورقة انتخابية فى سباق البيت الأبيض.. بايدن يشارك فى الجنازة "افتراضيا".. ويؤكد: لا يمكن تجاهل العنصرية.. وترامب يرد بإشادة خاصة بجنرال من أصل أفريقى.. والجارديان ترصد استمرار غضب مجتمع

تابع العالم اليوم مراسم تأبين جورج فلويد، الرجل الأسود الأعزل الذى قتل على يد شرطى أبيض ظل واضعا ركبته على عنقه مما تسبب فى وفاته، الأمر الذى أثار موجة من الاحتجاجات لم تعصف فقط بالولايات الأمريكية، وإنما عبرت الحدود للعواصم الغربية خاصة فى القارة الأوروبية. وبالطبع لم يفوت كلا من المرشحين للانتخابات الأمريكية الرئاسية الفرصة لإظهار موقفهما مما يجرى ولمغازلة أكبر عدد من الناخبين. وبدأت اليوم مراسم تأبين جورج فلويد، فى كنيسة فاونتين أوف بريز فى هيوستن ، تكساس ، بحضور العائلة والأصدقاء فقط نظرا لاستمرار تهديد وباء كورونا، ولكن انتظر مرور جثمانه الآلاف خارج الكنيسة وفى الطريق المؤدى إلى المكان الذى سيدفن فيه حاملين الأعلام الأمريكية . وقاد مراسم الصلاة القس آل شاربتون. وتلا المشيعون ترانيم لتكريم حياة فلويد التي انتهت أواخر الشهر الماضي. وبعد الخدمة الخاصة ، رافق نعش فلويد والذى وضع فى عربة تجرها الخيول موكب كبير من المشيعين لتوصيله إلى مثواه الأخير إلى جانب والدته. وارتدت أسرة جورج فلويد ملابس بيضاء عند دخولهم الكنيسة. وشارك مرشح الحزب الديمقراطى المفترض، جو بايدن "افتراضيا" فى التأبين و قال عبر مقطع فيديو في جنازة جورج فلويد ، إنه في الوقت الحالي ، لا يمكن للولايات المتحدة "أن تتجاهل العنصرية مرة أخرى". قال بايدن إنه عندما تكون هناك عدالة لفلويد ، فإن الولايات المتحدة ستكون في طريقها إلى العدالة العرقية. وقال بايدن: "لا يمكننا أن نتجاهل ذلك. يجب ألا نتجاهل ذلك. لا يمكننا أن نغادر هذه اللحظة معتقدين أنه يمكننا مرة أخرى غض الطرف عن العنصرية التي تلدغ في روحنا ، من الإساءات المنهجية التي لا تزال تعصف بالحياة الأمريكية." وقال بايدن ، الذي توفي ابنه بو بسبب سرطان الدماغ قبل خمس سنوات ، إنه يشعر بحزن الأسرة. وقال "كما قلت لكم بشكل خاص. أنا أعلم أنكم لن تعودون كما كنتم قبل وفاته" ، واصفا "عبء" الاضطرار إلى الحزن أمام الجميع. ثم خاطب نائب الرئيس السابق مباشرة ابنة فلويد ، جيانا. "جيانا الصغيرة - كما قلت لك عندما رأيتك البارحة ، أنت شجاعة جدًا. إن والدك ينظر إليك من السماء وهو فخور بك". وتابع "أعلم أن لديك الكثير من الأسئلة ، عزيزتي. لا يجب على أي طفل أن يطرح أسئلة كان على العديد من الأطفال السود طرحها لأجيال. لماذا؟ لماذا ذهب الأب؟" . واختتم المرشح الرئاسي تصريحاته بدعوة للتغيير. وقال بايدن "اليوم ، حان الوقت وأتى موعد أن نستمع لنتعافى. حان الوقت للعدالة العرقية. هذا هو الجواب الذي يجب أن نقدمه لأطفالنا عندما يسألون لماذا. لأنه عندما تكون هناك عدالة لجورج فلويد ، سنكون حقًا في طريقنا إلى العدالة العرقية في أمريكا." وفى تغريدة اليوم أعرب جو بايدن عن دعمه لمتظاهر بافالو الذي دفعه ضباط الشرطة إلى الأرض ، بعد أن اقترح ترامب أن الرجل البالغ من العمر 75 عامًا قد يكون تابعا لحركة "أنتيفا"، التى يريد أن يصنفها جماعة إرهابية. قال "كان والدي يقول أنه لا توجد خطيئة أعظم من إساءة استخدام السلطة". "سواء كان ضابطًا يُمسك بمتظاهر سلمي أو رئيس يدافع عنه بنظرية مؤامرة شاهدها على شاشة التلفزيون". وأضاف بايدن ، مشيراً إلى أنه والمتظاهر ، مارتن جوجينو ، كلاهما كاثوليكيان ، "إيماننا يقول أننا لا نستطيع قبول أي منهما". تم نقل جوجينو إلى المستشفى بعد دفعه على الأرض بينما كان يحتج على مقتل الشرطة لجورج فلويد ، وقد اتهم الضابطان المتورطان بالاعتداء. ومن ناحية أخرى، لم يفوت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اليوم يمر دون مغازلة الأمريكيين من أصل إفريقى، حيث أشاد بتعيين الجنرال تشارلز براون رئيس جديد لهيئة الأركان الجوية كأول أمريكى من أصل إفريقى، وامتدحه باعتباره "وطنيًا وقائدًا كبيرًا" في تغريدة. وكان مجلس الشيوخ أقر بالإجماع تعيين الجنرال تشارلز براون مما يجعله أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي لفرع الخدمة العسكرية. ترأس نائب الرئيس مايك بنس التصويت لترشيح براون ، والذي أيده جميع أعضاء مجلس الشيوخ 98 الذين كانوا حاضرين. ووصف بنس ترشيح براون بأنه "تاريخي". وقالت صحيفة "الجارديان" إن تأكيد تعيين براون جاء أثناء إقامة حفل تأبين جورج فلويد في هيوستن ، حيث طالب العديد من المتحدثين بمعالجة الظلم العنصري بعد مقتل فلويد في حجز الشرطة. ولكن يبدو أن ترامب لن يستطع مغازلة الناخبين السود، حيث أدان القس الذى يقود مراسم تأبين فلويد الرئيس الأمريكى ووصفه بالـ"شر". وانتقد القس آل شاربتون بشدة رد ترامب على احتجاجات جورج فلويد ، واصفًا تصرفات الرئيس الأخيرة بأنها "شر كبير". أثناء تقديم تأبين في حفل ذكرى فلويد في هيوستن ، قال شاربتون إن ترامب كان أكثر تركيزًا على كيفية وقف الاحتجاجات بدلاً من كيفية وقف وحشية الشرطة. واتهم ناشط الحقوق المدنية الرئيس بالتركيز على كيفية تأثير الاحتجاجات على إعادة انتخابه وتعريض حياة الأمريكيين للخطر نتيجة لذلك.