"الكنيسة كمؤسسة دينية تحاول دائما التواصل مع أبنائها، ولكنها فى نفس الوقت تتمنى ألا يحاول أبناؤها إحراجها مع الدولة والحكومة".. هكذا قال اللواء حمدى البطران من خلال كتابه "الملف القبطى" الصادر عن دار الثقافة الجديدة.
ويقول اللواء حمدى البطران، إن موقف الحكومة فى الواقع موقف تاريخى، تبنته الكنيسة فى أحلك أوقاتها، وهو جزء من مواقفها التاريخية على مر العصور، وفى أحيان كثيرة نرى تصريحات للراحل البابا شنودة ضد رغبات بعض تجمعات أقباط المهجر، وهو ما حدث فى أزمة البابا مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات قبل صدور قرارات سبتمبر 1981.
ويوضح كتاب "الملف القبطى" أنه عند الحديث عن تأثير أقباط المهجر فى الكنيسة، فإننا يجب ألا نغفل حقيقة مهمة، وهى طبيعة العلاقة بين أقباط المهجر والكنيسة، وهى علاقة روحية دينية فقط، أما الأمور السياسية والدنيوية فلا علاقة لأقباط المهجر بالكنيسة، وطبقا لهذا التقسيم فإن الكنيسة قد تختلف مع الطرح السياسى لقضايا الأقباط بمعرفة أقباط المهجر، فهم غالبا ما يركزون على الجانب المتعلق بقضايا حقوق الإنسان، أما الكنيسة فتركز على الجانب الإيمانى المتعلق بتأدية الشعائر الدينية، أو بناء الكنائس، غير أن هناك مطالبات لأقباط تحرج الكنيسة، وقد وصلت تلك المطالبات إلى حد المطالبة بدولة للأقباط.
ويقول اللواء حمدى البطران إن أقباط المهجر قاموا بتنظيم مظاهرة يوم 9 يناير 2011، فى الولايات المتحدة وكندا يرأسه موريس صادق تدعو إلى حكم ذاتى للمسيحيين فى مصر ليكونوا نواة لدولة قبطية فى غضون أعوام قلائل على غرار انفصال جنوب السودان عن شماله.
ويقول البطران إن موريس صادق قال فى بيان أصدره يوم 10 يناير 2011، طالب فيه بابا الفاتيكان البابا بنديكيت السادس عشر بالتدخل الدولى لحماية المسيحيين، فى مصر، احتجاجا على ما اعتبره المجازر الإسلامية فى مصر، وهو ما من شأنه أن يعزز من الاتهامات التى تتحدث عن دور محتمل لأقباط المهجر فى تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية بغرض إحداث فتنة طائفية فى مصر واستغلاله فى الضغط على نظام الحكم فى مصر من أجل الاستجابة لمطالب فئوية للأقباط.
كما يقول البطران إن دعاة مشروع "الدولة القبطية" قالوا فى بيان دشنوه عقب المظاهرة إن دولتهم ستشمل حكما ذاتيا للأقباط فى مصر وسيعمل من وصفهم البيان "عملاء الدولة" فى الداخل والخارج فى غضون الأيام المقبلة على حشد التأييد لفكرة الدولة الجديدة بين أقباط مصر والتى وصفها البيان بأنها ستكون على شاكلة دولة أكراد العراق.
بينما أشار الكتاب "الملف القبطى" إلى أن القمص صليب متى ساويرس، رئيس مركز السلام الدلوى لحقوق الإنسان بأن البيانات الصادرة من موريس صادق، ليست إلا مجرد كلام خيال وتخريف ووهم، ونحن فى مصر دولة متحدة المسلمون والميسحيون متماسكون معا، وطالب المثقفين بمواجهة هذه الهجمة الشرسة التى بدأت فى الإسكندرية، وعدم الالتفات لهذه الأمور التى تهدف لتدمير وحدة الشعب الواحد.
ويقول "البطران": "وعما يتردد عن أن الكنيسة تعلن أنها تعادى أقباط المهجر لأنهم يتدخلون فى الشأن المصرى الداخلى، وتستخدمهم للضغط على الحكومة المصرية، ونقل ما يتعرض له الأقباط من تجاوزات من داخل البلاد إلى خارجها"، مبرزا قول الأنبا موسى أسقف الشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأحد أبرز معاونى البابا شنودة الثالث، بأنهم يعملون كاصابع لبعض القوى الخارجية، ونحن لا نعادى، لأن المسيحية ليس فيها عداء، ولكننا نرفض ما يقوم به بعض أقباط المهجر لأنهم أولا يبالغون، وثانيا لأنهم يتصلون بجهات خارجية، وهذا مرفوض تمام من قبلنا، لأنه أمر يشين بالأقباط، فمشاكلنا نعالجها فى بلدنا ويدافع عنا المسلمون احيانا قبل الأقباط، ونطالب بحقوقنا، وكل شىء معلن فى الصحف.