فرج فودة وقاتله.. كيف اختار الله نهاية درامية لقاتل فرج فودة الذى أفرج عنه الإخوان بعفو رئاسى.. سر علاقة عادل إمام بشهيد الكلمة.. وكيف تنبأ فودة بموته برصاص المتطرفين؟.. ومشاهد من حياته مهدت لحادث اغت

قد يكون الخروج –ولو قليلا- من إطار الخلافات والنقاشات الدائرة حول الدكتور فرج فودة الكتاب والمفكر الذى اغتالته رصاصات التطرف، أمرا جيدا، خاصة عندما تكتشف أن الأحداث نفسها قد تصنع لك رؤية أكثر مصداقية مما يمكن أن تحصل عليها من الخوض في نقاشات فلسفية فكرية عميقة. في السطور التالية، سنرصد الأحداث من بدايتها حتى نهايتها، لتتضح في النهاية، أن القصة حكت نفسها، وانتصرت لبطلها، ووضعت رؤيتها القدرية، دون محاولات لإثباتها، سوى رصدها. صدمة فرج فودة الأولى فرج فودة هو كاتب ومفكر مصري، ولد في 20 أغسطس 1945 ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط، وحاصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراة الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس. كانت بداية صدمته في الحياة وفاة شقيقه الملازم أول محيى الدين فودة في نكسة 67، وكانت تلك النكسة نقطة تحول في حياته، خاصة بعد ما تحدث البعض وعلى رأسهم الشيخ شعراوى، عن أن الهزيمة كانت غضب من الله على مصر. وفى أحد لقاءاته التليفزيونية فيما بعد رد فودة قائلا، إذا كانت الهزيمة غضب من الله عليها، فهى بالتأكيد على الجانب الأخر، رضى من الله على إسرائيل، فهل تقبلون بذلك؟". فودة في عالم السياسة بدأ فرج فودة حياته السياسية وفديا، وانضم للحزب بعد عودة الأحزاب عام 78 وألف كتاب الوفد والمستقبل سنة 1983، وقال في مقدمته قال: "هي كلمات كتبتها عن نفسي، تعبيراً ذاتياً لا يلزم الآخرين، إنها شهادة واحد من جيل لم يقل كلمته بعد إنها مجموعة من الأفكار يطرحها مصري صادق، اعتاد أن يكون صامتاً، وما أكثر الصامتين الصادقين في مصرنا الحبيبة". لكنه استقال من الحزب عام 1984 عندما تحالف الحزب مع جماعة الاخوان في الانتخابات وقتها، وفى عام 87 خاض فرج فودة انتخابات البرلمان في دائرة شبرا، لكنه فوجئ أن صلاح أبو إسماعيل والد المحامى والمرشح الرئاسي السابق، حازم صلاح أبو إسماعيل وهو يروج أن فوده يدعو في كتابه "قبل السقوط" إلى إباحة الزنا، فخسر فودة الانتخابات. مناظرات فودة التي تسببت في اغتياله في 7 يناير 1992 حضر فرج فودة مناظرة يقول البعض أن عدد من حضرها 20 ألف، وأخرون قالوا 30 الف، حملت تلك المناظرة عنوان "مصر بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية"، وانقسم فيها الحاضرون إلى فريقين، الأول إسلامي التوجه ويضم الشيخ محمد الغزالي، ومرشد الإخوان مأمون الهضيبي، والمفكر المصري محمد عمارة، أما الفريق الثاني فضم فرج فودة والأستاذ محمد خلف الله أحد أعضاء حزب التجمع. وبدأت تلك المناظرة بهتافات للشباب الحاضرين المنتمين للتيارات الإسلامية قالوا فيه: "الله غايتنا.. الرسول قدوتنا.. القرآن دستورنا.. الجهاد سبيلنا.. والموت فى سبيل الله اسمى امانينا". وبعد تلك المناظرة حضر فودة، مناظرة أخرى في نقابة المهندسين في 27 يناير حضرها 4 الاف مشارك، ونظمتها اللجنة الثقافية بنقابة المهندسين بالإسكندرية، حت عنوان "مصر بين الدولة المدنية والدولة الدينية"، وشارك في هذه المناظرة، عن جانب الفكر التنويري الدكتور فؤاد زكريا رئيس قسم الفلسفة بجامعة عين شمس، والدكتور فرج فودة، وعن جانب التيارات الدينية الدكتور محمد عمارة عضو مجلس الحقوق بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الدكتور محمد سليم العوا أستاذ القانون المقارن". اغتيال فودة بعد تلك المناظرات بخمس شهور، وبالتحديد يوم 8 يونيو 1992، أغلق الدكتور فرج فودة باب مكتبه بالطابق الأول من العقار رقم 2 بشارع أسماء فهمى فى مصر الجديدة، متجهاً نحو سيارته وعن يمينه ابنه "أحمد"، وعن يساره صديقه "وحيد"، ومشى في ممر يبلغ طوله نحو 10 أمتار من باب المكتب إلى باب السيارة مروراً من "بوابة العقار" الواسعة الحديدية السوداء، وفى تمام السادسة والنصف مساءً، أطلق عليه الرصاص شابان وسقط فودة في دمائه، وانطلق السائق وأمين شرطة كان متواجدا بالمنطقة، وقبضا على أحد المتهمين. تم نقل فودة إلى المستشفى وظل 6 ساعات بالمستشفى في محاولة لإنقاذه، لكنه توفى، زاره في هذه الساعات الفنان عادل إمام الذى كانت تربطه علاقه قوية بفودة، ويعتبره رمزا تنويريا كبيرا، لكن فودة توفى ولم تفلح محاولات الإنقاذ. المشاهد الأهم في الحكاية "بعد الوفاة" بعد 20 عاما من ذلك المشهد، أفرج حكم الإخوان عن عدد من المنتمين للجماعات التكفيرية بعفو رئاسى، كان من بينهم أبو العلا عبد ربه، ذلك الشخص الذى كان مسئولا عن توفير السلاح الذى تم به اغتيال الدكتور فرج فودة، والذى ظهر بعد الإفرج عنه في لقاء تليفزيونى ليقول: "لقد قتلته وأنا غير نادم، لأنه مرتد، وحكم المرتد القتل حتى لو استتاب، واستندت في ذلك على فتوى للشيخ ابن تيمية". المفارقة أن أبو العلا عبد ربه، وبعد عامين من الإفراج عنه، ظهر مقاتلا ضمن صفوف تنظيم داعش في سوريا، رغم أنه بعد الخروج من السجن، روج هو وجماعة الإخوان لما أسموه "مراجعات فكرية لنبذ العنف". لكن القصاص الإلهى جاء سريعا ودراميا، ففي 2017 يظهر عبد ربه في صور مقتطعة من فيديو سجله وهو يتلقى رصاصات موته في سوريا، في محاولة منه لاستدعاء العون لإنقاذه، لكن سقط قتيلا، ليكتب الله له نهاية مسجلة بالصور، لعلها تشفى صدور أبناء فودة الذين بكوا عندما رآوا قاتل أبيهم حرا يتباهى بجريمته.






















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;