بريطانيا تمول "حرب دعائية" ضد داعش فى الداخل والخارج.. الجارديان: الخارجية تتعاون مع متعاقدين لإنتاج مادة إعلامية لمقاتلى المعارضة السورية.. وهيئة مكافحة التطرف تمول حملة لإغاثة اللاجئين السوريين سرًا

قالت صحيفة "الجارديان" إن الحكومة البريطانية تمول "حرب دعائية" ضد تنظيم داعش فى سوريا، بعد أن تعاونت مع متعاقدين لإدارة مكتب صحفى لمقاتلى المعارضة، دون الكشف عن دور المملكة المتحدة، فى إطار مساعيها لـ"شن حرب معلوماتية" فى سوريا عن طريق تمويل الإعلام الخاص بالجماعات المتمردة لتشكل بذلك "الجبهة الخارجية" لهذه الحرب. وتهدف الحملة لتعزيز سمعة ما تطلق عليه الحكومة "المعارضة المعتدلة المسلحة"، وهو تحالف معقد من الفصائل المسلحة، واعتبرت الصحيفة أن تحديد أى فصيل يستحق الدعم، أمر محفوف بالمخاطر، لأن الكثير من الجماعات انزلقت إلى هاوية التشدد، مع استمرار الحرب للعام الخامس. وشرحت الصحيفة كيف استأجرت وزارة الخارجية البريطانية متعاقدين لإنتاج لقطات فيديو وصور وتقارير عسكرية، وبث إذاعى ومحتوى مطبوع، ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعى تحمل شعار الجماعات المقاتلة، ولإدارة مكتب إعلامى لمقاتلى المعارضة، وكل هذا تحت إشراف وزارة الدفاع. وتوزع هذه المواد باللغة العربية، وتنشر على الإنترنت، دون الإشارة لدور الحكومة البريطانية، وأوضحت "الجارديان" أن مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب فى وزارة الداخلية البريطانية، يقوم بجهد موازى داخل المملكة المتحدة، بهدف إحداث "تغيير فى السلوك والمواقف"، بين الشباب البريطانى المسلم عن طريق إنتاج رسائل تواجه داعش.

وأشارت الصحيفة إلى أن دور الحكومة فى كلا من الحملات الخارجية والداخلية، غالبا لا يتم الكشف عنه، ويتم توزيع هذه الرسائل من خلال جماعات ومنظمات مستقلة داخل المجتمعات فى المملكة المتحدة، والجماعات المسلحة فى سوريا.

وفى تقرير آخر لها ، واصلت صحيفة الجارديان متابعتها لقضية مكافحة التطرف سرا عن طريق منظمات الإغاثة، فكتب إيان موبن مقالا بعنوان "حملة لإغاثة اللاجئين السوريين تمول سراً من قبل هيئة مكافحة التطرف فى بريطانيا".

وقال كاتب المقال إن "الحملة الإنسانية التى تدعى مساعدة سوريا، وتبدو وكأنها حملة مستقلة لتأمين المسكن والمياه والتعليم للاجئين السوريين الفارين من الحرب الأهلية فى بلادهم، ما هى إلا حملة حكومية سرية اسُتخدمت فى إطار حملتها لمكافحة الإرهاب".

وأضافت الصحيفة التى أطلعت على وثائق مسربة تثبت استخدام وحدة أمنية هذه الحملة سرا لمعالجة التطرف وتستهدف البريطانيين الذين يريدون مساعدة أشقائهم الذين يعانون جراء هذه الحرب.

وأوضح كاتب المقال أن "مهمة الوحدة تحويل انتباه البريطانيين المسلمين إلى هذه الحملات الإنسانية عوضاً عن السفر إلى سوريا ليصبحوا جهاديين أو عمال إغاثة".

وأشار إلى أنه "روج لهذه الحملة الإغاثية لآلاف الطلبة فى الجامعات فى أرجاء المملكة المتحدة، ولم يكونوا على علم بأنها جزء من حملة الحكومة البريطانية لمكافحة الإرهاب فى البلاد".

يذكر أن حملة "ساعدوا سوريا" أنشأت منذ 3 سنوات، وهى مصدر ملىء بالمعلومات على الإنترنت، يقدم إرشادات لأى شخص يريد أن يجمع أموالا لمساعدة لسوريا.

وفى مقابلة أجراها كاتب المقال مع آيمي ميلز، وهى إحدى الطالبات التى تم توظيفها من قبل حملة " ساعدوا سوريا"، قالت إنها " لم تكن تعلم بأن هذه الحملة هى جزء من برنامج الحكومة البريطانية لمكافحة التطرف فى البلاد".

وكانت الصحيفة البريطانية كشفت فى تقرير لها أمس أن الحكومة البريطانية بدأت سلسلة من الحملات الدعائية السرية لإحداث "تغيير فى وجهة نظر وسلوك" الشباب البريطانى المسلم ضمن برنامج للتصدى للتطرف، وذلك من خلال عملية سرية تقدر قيمتها بملايين الجنيهات الاسترلينية تقوم بها وحدة فى الوزارة. وأضافت أن هذه الوحدة تستخدم مجموعات داخل المجتمع لنشر رسائل تواجه التطرف، غير أن البعض يرى أنها قد تساهم فى "تنفير" مسلمى بريطانيا. وتقول الصحيفة إنه فى مؤشر على القلق المتزايد لدى الحكومة البريطانية بشأن دعاية تنظيم داعش المقنعة على الإنترنت، طورت وحدة فى وزارة الداخلية البريطانية عملية سرية ذات نطاق واسع، معتبرة أن أساليب "وحدة البحث والمعلومات والاتصال"، التى تخفى دور مشاركة الحكومة فى هذه الحملة، قد تصيب بعض المسلمين بالفزع والضيق، بل أنها من الممكن أن تقوض الثقة فى برنامج مكافحة التشدد، الذى يواجه بالفعل انتقادات واسعة.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;