"بلازما المتعافين حياة للمصابين".. المتعافون يتسابقون فى الخير على التبرع بالبلازما لإنقاذ الأرواح من كورونا.. والجيش الأبيض فى مقدمة الصفوص بأسيوط وبنى سويف.. وقواعد بيانات للمتعافين بالإسكندرية.. صو

المتعافون من فيروس كورونا المتسجد، كانوا على مشارف الموت، وأفلتوا من قبضته بلطف الله ورحمته، وهم أكثر من يعلمون جيدا حجم المعاناة والألم الذى يتملك مصابى كورونا، وما أن لاحت الفرصة لهؤلاء المتعافين ليثأروا من هذا الوباء، بالتبرع بخلايا بلازما الدم التى من شأنها التصدى له ووقف توغله فى جسد المصابين، فانتهزوا جميعهم تلك الفرصة، وكان السبق لفرسان الجيش الأبيض من الأطباء والممرضين ممن تعافوا من هذا المرض فانطلقوا فى سباق الخير من أجل التبرع بالبلازما لصالح المصابين والحالات الحرجة من ضحايا كورونا . ورصدت عدسة "انفراد"، أجواء هذا السباق الحميد من أجل التبرع بالبلازما فى عدة محافظات أعلنت عن استقبال المتبرعين من المتعافين، حيث توافد العشرات منهم على مراكز التبرع ببلازما الدم، حيث تبرع الدكتور مصطفى محمد حسن، طبيب رعاية، بمستشفى الشيخ زايد التخصصى، وعلى زين ممرض بمستشفى بنى سويف الجامعى "من أبناء بنى سويف"، ببلازما الدم كأول حالتين من المحافظة يقدمان على التبرع، بعد تعافيها من فيروس كورونا، إستجابة لإعلان وزارة الصحة والسكان عن نجاح تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا من الحالات الحرجة ببلازما المتعافيين وزيادة نسب الشفاء والخروج من المستشفيات. وقال المتبرعان لـ"انفراد"، أصبنا بفيروس كورونا وتلقينا العلاج بمستشفى ملوى بمحافظة المنيا وخرجنا بعد التعافى من المرض، وفور إعلان وزارة الصحة عن أن استخدام بلازما الدم فى حقن مرضى كورونا ونجاح التجربة فى إنقاذ الكثير من المصابين خاصة الحالات الحرجة والمحتجزة بالعناية المركزة، توجهنا إلى بنك الدم الإقليمى بمدينة بنى سويف شرق النيل، وتولى مدير بنك الدم الدكتور محمود حسن التنسيق مع المركز القومى لنقل الدم بالعجوزة بمحافظة الجيزة، وأرسلوا سيارة خاصة نقلتنا إلى مقر المركز وبعد الفحص تبرعنا بالدم لأخذ البلازما منه. وأوضح المتبرعان، أن تجربة الإصابة والتعافى من كورونا جعلتهما يعلمان جيدا مدى المعاناة وضرورة وجود علاج يسهم فى إنقاذ المرضى، لذلك أقدما على التبرع بالبلازما لعل الله يجعلها سببا فى شفاء المصابين من فيروس كورونا. وناشد المتبرعان، جميع المتعافين من الفيروس التبرع بالبلازما حتى توافر الكميات اللازمة لإنقاذ حياة المرضى المصابين بكورونا لترتفع نسب الشفاء والخروج من المستشفيات ليجد المصابين أماكن لهم فى ظل تزايد إعدادهم، وذلك لحين القضاء على الفيروس. وفى محافظة أسيوط، قال الدكتور وليد مازن، أخصائى النساء والتوليد بمستشفى الإيمان العام، وأول متبرع بالبلازما فى المحافظة، وأحد المتعافين خلال تصريح لـ"انفراد"، إنه لم ينتظر لحظة بعد الإعلان عن بدء استقبال المتبرعين بالبلازما من المتعافين من فيروس كورونا وتوجه الى جامعة أسيوط، وكان أول المتبرعين. وأضاف مازن، أن الأمر كله لوجه الله سبحانه والهدف منها إنقاذ حياة بنى آدم، وقبل أيام كنت فى نفس الموقف وكنت فى أمس الحاجة لمن يساعدنى، ولكن قدرة الله سبحانه وتعالى ورحمته من علينا بالشفاء فما نفعله الآن ليس لشخص أو هيئة وإنما اعتراف برحمة الله سبحانه وتعالى بنا ولإنقاذ أشخاص فى أمس الحاجة لمن ينقذهم. وأشار مازن إلى أنه استمر بمستشفى العزل أكثر من 35 يوما فى مستشفى العزل بملوى، وتم عمل أكثر من مسحة حتى خرج معافى من هذا الفيروس. وكان الدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط، قد أعلن اليوم عن استقبال أول متبرع بالبلازما المستخدمة فى علاج الحالات الحرجة من مصابى فيروس كورونا، وذلك من الدكتور وليد مازن، أخصائى النساء والتوليد بمستشفى الإيمان العام، وذلك عقب تعافيه من الإصابة بالفيروس . وكشف رئيس جامعة أسيوط، عن تكليف بنك الدم بالمستشفى الجامعى الرئيسى باستقبال الراغبين بالتبرع بالبلازما ممن مر على تعافيهم من الإصابة بكورونا 14 يوما من آخر مسحة تم إجراءها وثبت سلبيتها، موجهاً دعوته لكافة المتعافين ممن تنطبق عليهم الشروط بالتوجه إلى بنك الدم للتبرع بالبلازما والتى أثبتت التجارب فعاليتها فى علاج الحالات الحرجة من مصابى كوفيد 19 ، مشيراً إلى أن المتعافى الواحد يمكنه التبرع 8 مرات خلال أول 3 أشهر من تعافيه أو بواقع 3 مرات شهريا خلال تلك المدة، مضيفاً أن التبرع الواحد يستخدم فى علاج حالتين أو ثلاث حالات مما يساعد فى إنقاذهم بمشيئة الله، ويمثل فرصة جديدة لمواصلة حياتهم على نحو طبيعي. وصرح الدكتور علاء عطية، عميد كلية الطب، ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، أن التبرع بالبلازما يتم عن طريق تبرع المتعافى بالدم ويتولى بنك الدم بالمستشفى الرئيسى عملية فصل البلازما والتى تحتوى على الأجسام المضادة للفيروس وهو ما أثبتت فعاليتها بنجاح فى علاج الحالات الحرجة المصابة بكوفيد 19، موضحاً أنه تم تشكيل فريق عمل بالمستشفى الجامعى للقيام باستقبال المتبرعين ومراجعة مطابقتهم للشروط الصحية للتبرع وإجراء التحاليل والفحوصات التى تؤكد صلاحية العينة ووجود نسبة كافية من الأجسام المضادة بها وكفاءتها، وذلك قبل حقنها للمريض، وهو العمل الذى يتم تحت إشراف الدكتورة لبنى تاج الدين رئيس قسم الباثولوجيا الإكلينيكية، ويضم الدكتورة إيمان نصر الدين رئيس وحدة بنك الدم، والدكتورة عزة محمود عز الدين والدكتورة مها عطوة الأستاذتين المتفرغتين بالقسم والدكتورة شيماء مختار الأخصائية بالقسم، مضيفاً أن الراغب فى التبرع يستطيع التوجه لبنك الدم خلال الفترة الصباحية فى أى يوم من أيام الأسبوع لتقديم عينة الدم اللازمة. وعن الضوابط المتبعة فى استقبال المتبرعين، أشار الدكتور حسن عبد اللطيف، نائب رئيس مجلس إدارة مستشفيات أسيوط الجامعية، إلى أنه يشترط تقديم تقرير رسمى يفيد سلبية آخر مسحة تم إجرائها بعد تعافى المتبرع من الإصابة بالفيروس وملئ استبيان طبى للتأكد من صحة وسلامة المتبرع مع إجراء فحص طبى سريع لقياس الحرارة، والنبض وضغط الدم والتأكد من وجود أجسام مناعية مضادة للفيروس، مع عمل صورة دم كاملة لتحديد فصيلة الدم والفحوصات التى ثبت خلو المتعافى من أمراض الفيروسات الكبدية أو الإيدز أو الزهرى مع إقرار المتبرع كتابياً بموافقته على التبرع بالبلازما لصالح الحالات الحرجة المصابة بكوفيد19 . وفى محافظة الأقصر، أعلن الدكتور إسماعيل العربى، مدير عام مستشفى الأقصر الدولى، أنه تم بدء أعمال جهاز بلازما الدم داخل مقر بنك الدم الاقليمى بالمستشفى، وتم استقبال أول حالتين للتبرع ببلازما الدم لدعم خطط وزارة الصحة بعلاج مصابى كورونا. وفى نفس السياق، أعلن بنك الدم الإقليمى بمحافظة الأقصر، بقيادة الدكتور محمد عبد النعيم مدير البنك، أنه تم البدء فى الاتصال بالمتعافين من فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وذلك بهدف التنسيق معاهم لإمكانية التبرع بالبلازما عن طريق الجهاز الجديد الذى وصل مؤخرا لبنك الدم الإقليمى بالأقصر لاستخدامها فى علاج المصابين بكورونا. وأضاف مدير بنك الدم الإقليمى بالأقصر، فى بيان صحفى، أنه كان هناك تفاعلا قويا وردود المتعافين إيجابية شجعت إدارة البنك على استكمال التواصل مع كل متعافى يصلح للتبرع، حيث ناشد البنك أى مواطن متعافى خارج من مستشفيات العزل ضرورة التواصل مع مسئولى البنك: 01008567183 – 01004579996 . وكان قد أعلن مدير مستشفى الأقصر الدولى، وصول جهاز فصل البلازما من المتعافين من فيروس كورونا لاستخدامها فى علاج المصابين بالفيروس، وذلك فى إطار جهود الدولة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وأوضح مدير المركز الإقليمى لنقل الدم بالأقصر أنه يجرى التنسيق للإعلان عن بداية العمل قريبا بالجهاز لاستقبال المعافين من كورونا والتنسيق عن طريق العلاقات العامة بالمركز الإقليمى لنقل الدم بالأقصر: 01004579996 ـــ 01008567183. وفى محافظة أسوان، أكد الدكتور نجيب نجيب، مدير الطب الوقائى بالإدارة الصحية بأسوان لـ"انفراد"، أن 4 من المتعافين من فيروس كورونا، من محافظة أسوان، تبرعوا بعينات دم ببلازما، حتى الآن وذلك للمساهمة فى علاج الحالات الحرجة المصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" ببلازما المتعافين، لافتاً إلى أن أخذ العينات كان داخل معمل الدم بمستشفى أسوان الجامعي، وبعد الانتهاء من أخذها على الفور يتم فصلها ويقومون بذهاب تلك العينات إلى مستشفى الصداقة التخصصى بأسوان «الحجر الصحي»، وتقديمها لمرضى الحالات الحرجة. وفى الإسكندرية، أعلن الدكتور أحمد جمال، مدير المركز الإقليمى لنقل الدم بالمحافظة، أن المركز قد تسلم الجهاز الخاص، بنقل "البلازما" الخاصة بالمتعافين من فيروس "كورونا"، تم توفير فريق طبى مدرب ومتخصص للعمل على هذا الجهاز وسحب البلازما الخاصة للمتعافين . وأوضح الدكتور أحمد جمال، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه إلى الآن لم يتم البدء فى تشغيل الجهاز واستقبال المتعافين، حيث يتوقف الأمر على الانتظار للتأكد من سلبية تحاليل المتعافين، بعد إجراء مسحة أول ثم مسحة ثانية، ثم الانتظار 14 يوما. وأشار الدكتور أحمد جمال، إلى أنه يتم حاليا إعداد قاعدة بيانات للمتعافين، للتواصل معهم فور بدء تشغيل الجهاز لسحب البلازما، حيث إستقبل المركز الى الآن نحو 12 متعافيا من كورونا، أبدى استعداده للتبرع بالبلازما لعلاج المرضى، مؤكدا أن المركز سوف يعمل على مواجهة السوق السوداء لتجارة "البلازما" للمتعافين والتى وصلت الى مبالغ خيالية، مثلها مثل أى تجارة أخرى فى السوق السوداء لبعض من يحاول استغلال الأزمة وآلام المرضى . وكانت وزارة الصحة، قد وضعت شروط لتلقى التبرع بالبلازما، وهى وجود دليل مسحة إيجابية لفيروس كورونا المستجد ، سحب 2 مسحة سلبية دليل تعافى المريض، مرور 14 يومًا على المتعافى من آخر مسحة سلبية مع عدم ظهور أى أعراض أخرى للفيروس، وأكدت الوزارة على بلازما دم المتعافى يمكن أن تكفى لحقن اثنين من المصابين أصحاب الحالات الحرجة، ويتم إجراء التحاليل الخاصة بسلامة وأمان البلازما قبل حقنها، بالإضافة إلى تحليل الكشف عن الحمض النووى للفيروسات، وهو أعلى تحليل للتأكد من سلامة وأمان الدم على مستوى العالم، كما يتم إجراء تحاليل خاصة بكفاءة البلازما وتحاليل خاصة بقياس نسبة الأجسام المضادة الخاصة بفيروس كورونا، والتأكد من كفاءة تلك الأجسام المضادة لمواجهة الفيروس. وناشدت وزارة الصحة، المتعافيين من فيروس كورونا بعد مرور 14 يومًا على شفائهم، بالتوجه إلى أقرب مركز خدمات نقل دم تابع لوزارة الصحة والسكان للتبرع بالبلازم .